تحذير أممي من إسكات حرية التعبير في البلاد
الكشف عن عدد صادم لحالات الاعتقال والتهديد بالقتل لصحافيي العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من لندن: فيما كُشف الاربعاء عن عدد صادم لحالات الانتهاك التي يتعرض لها الصحافيين العراقيين، حذرت الامم المتحدة من خطورة اسكات حرية التعبير في البلاد .
وقالت رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" جينين هينيس-بلاسخارت في بيان صحافي لمناسبة اليوم العالمي الثلاثين لحرية الصحافة تسلمت "ايلاف" نصه " هذا العام، يجري الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة تحت شعار " بناء مستقبل قوامه الحقوق: حرية الصحافة محور حقوق الإنسان".
وشددت على أن "حرية التعبير أمرٌ أساسيٌّ لعمل جميع المجتمعات الديمقراطية، وتعمل وسائل الإعلام الحرة والمستقلة على تعزيز التبادل الصحي للأفكار والآراء فهي لا تزيد الشفافية فحسب، بل هي أيضاً أداةٌ مهمةٌ لإعلام السلطات والقادة عندما لا يكون لسياساتهم التأثير المقصود، من أجل تمكين المؤسسات من التكيف وبالتالي الازدهار".
وأضافت ان الأمم المتحدة تواصل في جميع أنحاء البلاد توثيق حالات المضايقة والترهيب الجارية، وكذلك حالات الانتقام التي تتم سواءٌ بالوسائل القانونية أو بالعنف ضد أولئك الذين يمارسون حقهم في حرية التعبير.
وشدّدت بلاسخارت على أن "إسكات الخطاب العام أو عرقلته أو إبعاده أو تقويضه يحقق أمرين فقط: تشويه صورة الدولة وتقويض ثقة الجمهور. ويؤدي هذا بدوره إلى إحداث تأثير مضاعف، مما يُعيق إجراء حوارٍ مفتوح وعام".
واعتبرت انه "من الضروري ضمان أن يتمكن أي شخص من التعبير عن نفسه بحرية ودون خوف من الانتقام وهذا يشمل ضمان أن الإطار القانوني يحمي الكلام بدلاً من تقييده دون مبرر وحينما تُستخدم القوانين للإسكات، تُوضع حرية التعبير تحت تهديد خطير، مما يقوض إحدى اللبنات الأساسية في بناء مجتمع ديمقراطي.
وشددت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت في الختام على "استمرار التزام الامم المتحدة "بدعم العراقيين في الدفاع عن حرية التعبير وغيرها من الحقوق الأساسية".
معدل يومي للانتهاكات
ومن جهتها أكدت "جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق" اليوم لمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة استمرار مسلسل الانتهاكات والخروقات الدستورية تجاه حرية التعبير والعاملين في مجال الصحافة والإعلام.
وأشارت الجمعية في تقرير لها تابعته "ايلاف" الى انها وثقت خلال الفترة بين الثاني من مايو ايار 2022 والى الثالث من مايو الحالي وقوع 345 حالة انتهاك للحريات الصحافية في البلاد بمعدل وقوع حالة انتهاك في كل يوم.
واضافت ان الصحافيين العراقيين يعانون من مضايقات مستمرة وعدم اصغاء الحكومة لمعوقات العمل الصحافي وكذلك عدم اتخاذها اية إجراءات تسهم ولو قليلا في الحد من هذه الانتهاكات، التي باتت جزءا من حياة الصحافيين متناسية بذلك المعاهدات والمواثيق الدولية التي تلزمها بالحفاظ على حرية التعبير وحرية الصحافة التي تعد واحدة من أوجه حرية التعبير.
واوضحت انه خلال هذه الفترة فانها وثقت اعتقال واحتجاز وتهديد بالقتل والتصفية الجسدية، هجمات مسلحة طالت صحافيين ومؤسسات إعلامية، وإصابات واعتداء بالضرب ومنع وعرقلة التغطية ورفع دعاوى قضائية. ونوهت الى وقوع ارتفاع مخيف في حالات الاعتداء بالضرب ومنع وعرقلة التغطية من قبل الجهات الأمنية والحمايات الخاصة والشركات الأمنية والذي اصبح يسجل يوميا.
وأكدت انه لم تخلُ أي محافظة عراقية من عملية منع التغطية حيث تم تسجيل (205) حالة في هذا المجال يقابلها (66) حالة اعتقال واحتجاز لصحافيين و(26) حالة تقييد حكومي لحرية العمل الصحفي و (21) حالة اقتحام مسلح طال مؤسسات إعلامية ومنازل صحافيين فيما سُجلت (14) دعوى قضائية ضد الصحافيين والمؤسسات الإعلامية، فضلا عن إصابة (11) صحافيا وتهديد اثنين اخرين.
واعتبرت الجمعية ان رصد هذه الانتهاكات يؤكد مدى تراجع مستوى حرية الصحافة في البلاد حيث لم تخلو اية مدينة من تسجيل الانتهاكات والمخالفات ضد الصحافيين دون مسوغ قانوني، كما يفسر الرصد هذا ان المدن الحيوية في البلاد (بغداد، أربيل، كركوك، البصرة) في تراجع مستمر ويمكن تعليل ذلك بتأثر هذه المدن بالأوضاع والمتغيرات السياسية.
يشار الى انه قد نطلقت اليوم في بغداد احتفالية فعاليات اليوم العالمي لحرية الصحافة برعاية منظمة اليونسكو ونقابة الصحافيين العراقيين بالتعاون مع مجلس القضاء الاعلى والشركاء المحليين والدوليين.
حماية الحريات الصحافية
ومقابل ذلك فقد تعهد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بحماية الحريات الصحافية في بلاده.
وحيا السوداني في اليوم العالمي لحرية الصحافة في تغريدة على تويتر تابعتها "ايلاف" جميع الصحافيين والإعلاميين الذين يخدمون "الحقيقة".
وأكد قائلا "نجدد التزامنا بحماية الحريات الصحافية على وفق مبادئ القانون والدستورلأنها عماد الديمقراطية الراسخة وجدارها الحصين".
وأضاف "بهذه المناسبة نجدّد تأكيدنا بأنّ الصحافة المهنية أفضل شريك لنا في تأدية ما علينا من استحقاقات وطنية خدمةً لشعبنا الكريم".
ومن جانبه فقد أكد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد "ضرورة توفير الأجواء الملائمة لفكر إعلامي حر ومسؤول من أجل الوصول إلى الأهداف السامية في حل المشاكل التي تعاني منها مجتمعاتنا، وهذا يتطلب تضافر الجهود البنّاءة لخلق مناخات ثقافية وإعلامية تشخص السلبيات وتعطي الحلول وتتبنى بحيادية الإيجابيات".
واعتبر في بيان تابعته "ايلاف" منح الحرية المسؤولة لطرح الآراء والأفكار للصحافيين وممارسة دورهم بدون قيد أو رقيب يعكس الالتزام المبدئي بأسس الديمقراطية التي قدم من أجلها الصحافيون تضحيات سخية على مر السنوات، وبنفس الوقت يجب الحد من تأثير الإعلام السلبي على نهج المجتمع وفي نقل الوقائع والاحداث، وضرورة الالتزام بالمهنية والموضوعية، كما ندعو إلى إقرار القوانين التي توفر الحماية للصحفيين والإعلاميين من الضغوطات التي يتعرضون لها والوقوف إلى جانبهم في تأدية دورهم المعطاء في بناء المجتمع وتقدمه وازدهاره.
وحيا الرئيس رشيد "بإجلال وإكبار شهداء الصحافة الذين قدموا التضحيات والمواقف الشجاعة في نقل الحقيقة والكلمة الصادقة ومواجهة الإرهاب والظلم والاستبداد والعبودية".
اما رئيس البرلمان محمد الحلبوسي فقد كتب "في اليوم العالمي لحرية الصحافة، نقدِّر عالياً الصحافيين في بلادنا والذين يعملون بإخلاص لتوفير المعلومات والأخبار الموثوقة ونستذكر التضحيات التي قدَّموها لأجل الحقيقة، ندعم حرية الصحافة واستقلاليتها؛ لأنها حق أساسي ومهم في إرساء أسس الديمقراطية".
اما رئيس المجلس الاعلى للقضاء العراقي فائق زيدان فقد قال في بيان صحافي "نؤكد احترامنا وتقديرنا للصحافة الحرة التي كانت وما زالت هي المعبر عن هموم الوطن والمواطن وهي العدسة الصادقة التي تنقل صورة الحقيقة وسند القضاء في رصد المخالفات القانونية ومحاسبة مرتكبيها".
يشار الى انه خلال احتفال الصحافة العراقية في 15 حزيران/ يونيو الماضي بالذكرى الـ153 لتأسيسها فقد تم الاعلان عن مقتل أكثر من 500 صحافي في العراق بعد التغيير في البلاد عام 2003 في ظروف مختلفة بسبب العديد من انتهاكات الجهات الحكومية والقوات الأجنبية عدا عن تهديدات التنظيمات المتطرفة ثم تحولت الأمور لاحقا إلى ملاحقات قضائية وتهديدات وترهيب.