الحركات الجهادية في مواجهة الديمقراطيات الأوروبية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قبل تخرجه من دار المعلمين العليا بباريس حيث كان يدرس العلوم السياسية، أعدّ هوغو ميشرون سنة 2019 أطروحة بعنوان :"الأحياء، السجون، سوريا-العراق. كيف تتشكل وكيف تعمل الحركات الجهادية في فرنسا".
وقد أشرف على تلك الأطروحة، وكتب مقدمة لها، المستشرق الفرنسي المعروف جيل كيبال المتخصص منذ الثمانينات من القرن الماضي في الحركات الأصولية، والمتخرج من جامعة دمشق، قسم اللغة العربية.
وبعد تخرجه، عمل هوغو ميشرون أستاذا في جامعة "برنستون" الأميركية. وخلال ربيع هذا العام، أصدر كتابا جديدا حمل عنوان: "الغضب والنسيان، الجهادية في مواجهة الديمقراطيات الغربية". وفي هذا الكتاب هو يستعرض فصولا دامية من تاريخ الحركات الجهادية التي تمكنت من التسلل إلى البلدان الأوروبية انطلاقا من التسعينات من القرن الماضي لترتكب جرائم إرهابية فظيعة في كل من مدريد، وباريس، ونيس، وبرلين، ولندن، وستوكهولم. وقد بلغ عدد هذه العمليات الارهابية التي ذهب ضحيتها 800شخصا منذ عام2021، 150عملية.
ويرى هوغو ميشرون أن الحركات الجهادية نجحت في فرض نفسها على الجدل القائم في أوروبا حول قضايا تتصل بالسياسة والدين والمجتمع والثقافة والهوية. ورغم أنها تختفي أحيانا لتبدو وكأنها انقرضت، فإن قدرتها على التجدد تظل قائمة لتشكل من جديد تهديدا خطيرا على الأمن في كل البلدان الأوروبية من دون استثناء، وعلى أسس ومبادئ الديمقراطية بصفة عامة.
وفي حوار أجرته معه الأسبوعية الفرنسية L’Expresse، أشار هوغو ميشرون إلى أن التحقيقات التي أجراها أثبتت أن هناك 6000 جهاديا تكوّنوا في أوروبا، ومنها انطلقوا للجهاد في سوريا، وفي العراق تحت اشراف داعش. والأغلبية الساحقة من هؤلاء ينتمون إلى بلدان أوروبا الشمالية، وتحديدا إلى البلدان الاسكندنافية. ومن فرنسا انطلق إلى سوريا من عام2011 إلى عام2018، حوالي 2000 جهاديا.
ويقول هوغو ميشرون إن الجهاديين شرعوا في التدفق على أوروبا انطلاقا من مطلع التسعينات من القرن الماضي. وجل هؤلاء كانوا قد حاربوا في أفغانستان ضد الغزو السوفياتي، أو هم انتموا إلى الحركات الأصولية المتطرفة في الجزائر. وحال وصولهم إلى البلدان التي منحتهم اللجوء، سعوا إلى تكوين حلقات صغيرة داخل المساجد، وحتى في مقر اقامتهم لنشر أفكارهم ومواعظهم. وفي ظرف سنوات قليلة تمكنوا من استقطاب شباب من الجيل الثالث الذي يعاني من أزمة الهوية، والذي يشعر أن أوروبا لا تعير اهتماما لدين ولثقافة آبائه وأجداده.
ويرى هوغو ميشرون أن البعض من البلدان الأوروبية تعاملت مع الجهاديين كما لو أنهم "حالات نفسية". وكان هذا خطأ جسيما من جانبها لأن الجهاديين يستندون إلى إيديولوجيا دينية بها يبررون كل الجرائم التي يرتكبونها، وبها يواجهون خصوهم وأعداءهم.
وهم يعتقدون أنهم مكلفون من الله لكي ينتقموا من أعداء الإسلام، ومن كل الذين يحاولون المسّ بمبادئه وبتعاليمه سواء بالقول أو بالفعل.
التعليقات
دين الاباء والاجداد
كاميران محمود -اللافت في الامر يتمثل في انها المرة الاولى التي يتم فيها التأكيد على كون الارهاب الاسلامي تنفيذا لايديولوجيا من يعتقده (القرأن) وليس من تبعات الاستعمارالغربي لبلدان الارهابيين أو معارضة لحكم قمعي.والتطرق الى الدفاع عن دين الاباء والاجداد مسألة جديرة بالاهتمام حيث يدل على أن من اشرف على تربيتهم من المعدمين فكريا اي لم يعرف في حياته غير القران كتابا أما بسبب انتماءه لجيل التأسلم والاسلمة(انتهاء دور المثقف والعقلانية)او بسبب الارث الاجتماعي(معدم فكريا من اصله)والاصل الريفي.يلعب دورا لاباس به في هذا المجال