أخبار

واشنطن تعلن مساعدات عسكرية جديدة لكييف

بوتين يتعهد بتحقيق "النصر" في ذكرى مرور 78 عامًا على هزيمة النازية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلقي كلمة خلال العرض العسكري ليوم النصر في الميدان الأحمر بوسط موسكو يوم الثلاثاء. 9 ايار\مايو 2023
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

موسكو: تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحقيق "النصر" على أوكرانيا بمناسبة الاحتفالات الثلاثاء بذكرى مرور 78 عامًا على هزيمة النازية، فيما أعلنت واشنطن مساعدات عسكرية جديدة لكييف.

بعد أكثر من عام على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا التي يتهمها بالنازية وبعد سلسلة انتكاسات مريرة، حاول بوتين تصوير النزاع على أنه من تدبير الغرب.

وقال في الساحة الحمراء في موسكو أمام آلاف الجنود الروس والنخبة السياسية وقادة من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق "إن الحضارة من جديد عند منعطف. أُطلقت حرب ضد وطننا".

وأشاد بوتين بالقوات الروسية، ولا سيما بمئات الآلاف من جنود الاحتياط الذين تمت تعبئتهم قائلا "أمن الوطن يقع على كاهلكم ومستقبل دولتنا وشعبنا منوط بكم" متهماً الأميركيين والأوروبيين مجدداً باستخدام أوكرانيا من أجل "انهيار بلدنا ودماره".

وأضاف قبل بدء الاستعراض العسكري "من أجل روسيا و من أجل قواتنا المسلحة الباسلة ومن أجل النصر!".

هدف هذا الاحتفال السنوي إلى تمجيد القوة الروسية، إذ يحتل انتصار عام 1945 مكانة مركزية في الهوية والقومية اللتيين يدافع عنهما بوتين.

مساعدات أميركية
من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة حزمة مساعدات عسكرية جديدة لكييف بقيمة 1,2 مليار دولار.

وتشمل الحزمة شراء معدات "مهمة على المدى القريب" مثل أنظمة الدفاع الجوي والذخيرة التي تفتقر إليها كييف.

وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالمساعدة الجديدة، قائلاً عبر تويتر "إننا نقدر مؤشر التضامن مع أوكرانيا الذي جاء في يوم رمزي بالنسبة الينا".

في هذا اليوم المفعم بالرمزية، ندّد رئيس فاغنر يفغيني بريغوجين الذي تشارك مجموعته منذ شهور في معركة باخموت، بعجز السلطات الروسية عن هزم أوكرانيا، حتى أنه اتهم قادة الجيش الروسي بالسعي إلى "تضليل" الرئيس الروسي.

ويأتي إحياء الذكرى هذا العام في وقت يتعثر الجيش في حملته العسكرية بعد تكبده خسائر فادحة، بينما تستعد أوكرانيا لشنّ هجوم مضاد.

في هذا السياق، كان الاستعراض في موسكو أكثر تواضعًا من السنوات السابقة، إذ لم يشمل عرضا جويا فيما اقتصرت الدبابات المشاركة على تلك السوفياتية من طراز تي-34 التي يعود تاريخها إلى الحرب العالمية الثانية.

في الشوارع، تبنى الروس الذين قابلتهم وكالة فرانس برس الرواية الرسمية بشأن النزاع.

وقالت المتقاعدة غالينا لوغينوفا "نحن في وضع أجدادنا وجداتنا نفسه، نحن مجبرون على الدفاع عن أنفسنا ضد إحياء النازية".

من جهته، سخر الأمين العام لمجلس الأمن والدفاع الأوكراني أوليكسيتش دانيلوف عبر تويتر من قصر مدة الاستعراض العسكري مقارنة بالسنوات السابقة، ووصفه بأنه "استعراض للجبن والخوف".

وكان زيلينسكي قد تعهّد الاثنين بهزم روسيا "تماما كما هُزم" النازيون.

ومع تخليها عن أي مراسم لإحياء ذكرى الانتصار على ألمانيا النازية في التاسع من ايار/مايو وفقًا للتقليد السوفياتي والروسي، استقبلت كييف رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الثلاثاء للاحتفال بيوم أوروبا.

وحضّ زيلينسكي الاتحاد الأوروبي على تسريع تسليم ذخيرة المدفعية وإنهاء القيود المفروضة على الصادرات الزراعية الأوكرانية وبدء مفاوضات انضمام بلاده للتكتل.

ميدانياً، بعد 15 شهرًا من الهجوم في أوكرانيا، يبدو أن الجيش الروسي أضعف بسبب الخسائر والنكسات والتوترات بين أركان الجيش ومجموعة فاغنر الروسية. ولا يزال غارقاً في معركته للسيطرة على مدينة باخموت (شرق) حيث تتركز المعارك منذ شهور.

اختار رئيس مجموعة فاغنر هذا التاريخ الرمزي، التاسع من أيار/مايو، لاتهام قادة الجيش الروسي بـ"التآمر" وبعدم الوفاء بوعود تسليم الذخيرة التي تحتاج إليها مجموعته وفرار وحدة من الجيش من ساحة المعركة في باخموت.

وقال في مقطع فيديو "لماذا الدولة غير قادرة على الدفاع عن البلد؟" مؤكدا أن ما يعرض على التلفزيون الروسي لا يعكس الواقع.

وقال بلهجته اللاذعة المعتادة "إذا تم القيام بكل شيء لتضليل القائد العام للقوات المسلحة (فلاديمير بوتين)، فإما سيقضي عليكم القائد العام أو أن الشعب الروسي سيكون غاضبا إذا خسرت (روسيا) الحرب".

وجرت احتفالات 9 أيار/مايو في ظل تدابير أمنية مكثفة بسبب تضاعف الهجمات على الأراضي الروسية التي تنسبها موسكو إلى كييف، والتي تقع فيما يبدو الهجوم المضاد الأوكراني وشيكا.

والأكثر شدة بين هذه الهجمات ولو أنه أثار العديد من الأسئلة، تم بمسيرتين على الكرملين الأسبوع الماضي وسارعت موسكو إلى اعتباره محاولة لاغتيال فلاديمير بوتين.

كما تم استهداف منشآت للطاقة في روسيا وجرت عمليات تخريب للسكك الحديد واغتيالات ومحاولات اغتيال لعدد من الشخصيات مثل الكاتب القومي زاخار بريليبين.

ونتيجة لذلك، ألغيت العروض والتظاهرات التي كانت مقررة في مدن ومناطق روسية عدة، ولا سيما في المناطق الحدودية لأوكرانيا وفي شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو، وحذرت السلطات من تهديد "إرهابي".

في موسكو، تم إلغاء مسيرة "فوج الخالدين" التقليدية التي تضم عشرات آلاف من الروس في شوارع العاصمة.

لكن روسيا تواصل قصف أوكرانيا، فقد أكد سلاح الجو الأوكراني الثلاثاء أنه أسقط 23 صاروخ كروز روسيا من أصل 25 تم إطلاقها ليلا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف