أخبار

محطاتها مفصلية في سيرة الصحف العربية

في عيدها الـ 22.. "إيلاف" تفتتح حقبة الصحافة الذكية

"إيلاف" تحتفل بعيدها الثاني والعشرين
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من بيروت: "البقاء للأذكى". كلمتان ربما تكونان أبلغ تعبيرٍ عن 22 عامًا انقضت اليوم منذ أطلق عثمان العمير "إيلاف"، أول صحيفة عربية في الفضاء الإلكتروني، وكان هذا الفضاء بعدُ مجهولًا. وهما كلمتان قالهما العمير، ناشر "إيلاف" ورئيس تحريرها وموجّه دفّتها، أخيرًا في حوار مع "بي بي سي عربي" بمناسبة إعلان "إيلاف" أول صحيفة إلكترونية ناطقة بالعربية تستثمر في الذكاء الاصطناعي.

مسيرة 22 عامًا في الصحافة الإلكترونية واضحة كالشمس، فلا لبس ولا مواربة، لا ادعاء ولا ندم، إنما عملٌ عمل. واليوم، في الاحتفاء بذكرى الانطلاقة الأولى في 21 مايو 2001، ليس أفضل من التبشير بحقبة "ذكية" جديدة في مسيرة الصحافة العربية، تفتتحها "إيلاف" مواكبةً العصر بأدوات تتسم بفعالية كبيرة "تساهم في إحداث تغييرات إيجابية داخل المؤسسات الإعلامية، من شأنها تعزيز المحتوى، كما تخدم تجويد تجربة القارئ"، كما يقول العمير.

عنوان الغد

فالتعزيز والتجويد هما عنوانا المرحلة المقبلة في عمر الصحافة، ما دام الذكاء الاصطناعي هو من سيتسيّد المشهد. و"إيلاف" تعدّ العدة لإنتاج محتوى مبني على بيانات محددة مسبقة بسرعة فائقة، مع تضييق هامش الخطأ؛ وتسخير أدوات أشد ذكاء تسرع العمل الصحافي في تحليل الصور والفيديوهات وتلخيص التقارير المطولة والدراسات المعمقة والتفصيلية في دقائق، ومتابعة الحدث ميدانيًا بتقارير مفصلة بسرعة ودقة، وتحليل أداء البورصات والأسهم وقراءة المؤشرات المالية، ومكافحة الزائف في الأخبار والصور؛ إضافة إلى تقديم تجربة تفاعلية فريدة لكل قارئ بتخصيصه بمحتوى يلائم وموقعه الجغرافي باللغة التي يريد، وإعداد نشرات اخبارية يقدمها المذيع الآلي.

والتعزيز والتجويد هما أيضًا عنوانا المستقبل كما يراه العمير، وهو الخبير باستشراف الغد، وسوابقه في ذلك شاهدة، حتى أن هذه السوابق تخدم في تحقيب التاريخ الصحافي العربي الحديث. فيمكن القول مثلًا، هذا أمر حدث قبل إعلان العمير إطلاق "إيلاف" في الفضاء الإلكتروني، وهذا حصل بعد عامين من إطلاق "إيلاف"... وهكذا. إنه التحقيب بكل منهجية واضحة وصريحة. وكل حقبة مشحونة بإغراءات التميّز. سمعت أحدهم يومًا يصف العمير بوصف غريب. قال عنه: "طبيب إنعاش الصحافة العربية". وزاد أنه كلما صفّر الجهاز الذي وصلت به الصحف الناطقة بالعربية وزمّر معلنًا تراجعًا في إشاراتها الحيوية ودخولها مرحلة الخطر، صعقها العمير بشحنة تردّ إليها الحياة. تمامًا.

اعتراف وجوائز

يمكن التأريخ للحقبة الأولى بيوم انطلاقة "إيلاف" من لندن قبل 22 عامًا. منذ ذلك الحين، ما توقفت يومًا عن إمداد قرائها في العالم بكل جديد في السياسة والاقتصاد والثقافة والرياضة والاجتماع وشؤون المرأة والترفيه والكتب والمذاقات. وسخّرت لذلك كفاءات مراسليها المحترفين، ومهارات كتّاب عرب وعالميين يكتبون لها محللين، وآمنت بأن "لا يصحّ إلا الصحيح" في كل خبر، فكانت علمًا للصحافة الموضوعية الموثوقة، وعِلمًا ينتفع به كل من يطلع عليه. وهذا ما أهلها - مع مؤسسها - لتحصد جوائز عدة.

ففي 2007، كان العمير "شخصية العام الإعلامية" بشهادة مجلس إدارة جائزة الصحافة التابع لنادي دبي للصحافة، وكرّمه منتدى الجائزة العربية للإبداع الإسلامي في الأردن بدرع تكريمية، وقدّمت له مؤسسة الفكر العربي في البحرين جائزة الإبداع الإعلامي. وفي 2009، نالت "إيلاف" جائزة الإعلام الجديد للمستقبل من مؤسسة أنا ليند. في 2012، صنّفتها "فوربس" عاشرة بين أكثر الصحف الإلكترونية زيارةً، كما صنّفتها مواقع مستقلة في مطلع العقد الماضي بين أبرز خمسة آلاف موقع إلكتروني عالميًا لناحية الانتشار والتأثير. وهذا التأثير جليّ جدًا في موكبٍ طويل من الصحف التي لحق بركب "إيلاف" إلى ساحة "الإلكترون".

صحافة متخصصة

في الحقبة الثانية من المسيرة، خطا العمير خطوتين، كانتا مقدمتين مهمتين لقفزته الأخيرة في عالم الذكاء الاصطناعي. أولًا، حين عقد شراكته الأولى مع "بي بي سي" في سبتمبر 2015 وحوّل "إيلاف" إلى بوابة معرفية، يفتحها القارئ العربي ليخرج من الخبر العربي إلى عالم المحتوى الغربي المرئي اللا محدود؛ إذ حينها كان المحتوى المرئي يحتل مكانة خاصة بين مكونات الاعلام الجديد، وصار تصوير أي مقطع فيديو بكاميرا أو بهاتف جوال وتبادله عبر منصات التواصل الاجتماعي بمنتهى السهولة، ما حوله عاملًا فاعلًا في توصيل الخبر "الموثق" صوتًا وصورةً. وثانيًا، حين خطا العمير خطوة جعلها عنوان عريضًا، متعاونًا مع "فايننشال تايمز" البريطانية في سبتمبر 2021 لإطلاق أول مجلة عربية متخصصة في الرفاهية: مجلة How To Spend It Arabic، الطبعة العربية من مجلة الرفاهية How To Spend It، التي تتضمّن محتوى حصريًا يعدّه صحافيو "إيلاف" في الشرق الأوسط، إلى جانب مواضيع ومقالات مترجَمة من المجلة الإنكليزية.

إنه مسار تراكمي محكوم بالتطور. نتذكر العمير محاضرًا في منتدى الإعلام العربي في مارس 2018: "لا تتطور صحافة تتمسك بالماضي وأدواته... ولا أخجل من القول إن أي تجربة يجب أن تنتهي، لأن هذه سنة التطور الطبيعي". على هذه السنّة يمشي العمير، وتقتفي "إيلاف" أثره. وعلى سنّة التطور هذه وصلت "إيلاف" اليوم، في عيدها الثاني والعشرين، إلى حقبتها الثالثة: حقبة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، متقدّمة في ذلك الرّبع الصحافي العربي.

ها قد فتحت "إيلاف" باب المستقبل، فأهلًا بكم جميعًا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
يعني قبل هل الحقبه وين كنتـــوا
عدنان احسان- امريكا -

لا يوجد شى اسمه صحافه ذكيه - او غبيه بل صحفي ذكي - واخر غبـي خلاص بلا هالعناوين - والتصور الانسان يصنعه ..