توجهت نحو الحدود غير الرسمية التي رسمتها الولايات المتحدة
حاملة طائرات صينية تعبر مضيق تايوان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تايبيه: أعلنت وزارة الدفاع التايوانية أن ثلاث سفن صينية من بينها حاملة الطائرات شاندونغ عبرت السبت مضيق تايوان الذي أصبح في السنوات الماضية موضوعاً جيوسياسياً متفجراً.
تطالب الصين بتايوان ذات الحكم الذاتي وتعتبرها جزءًا من أراضيها، وفي السنوات القليلة الماضية كثفت عمليات التوغل الجوي والبحري في محيط الجزيرة.
وقالت الوزارة في بيان إن "أسطولاً تابعاً لسلاح البحرية بجيش التحرير الشعبي (الجيش الصيني) من ثلاث سفن تتقدمه حاملة الطائرات شانغدونغ، عبر مضيق تايوان قرابة ظهر اليوم (السبت)".
وتوجه الأسطول "غرب الخط الأوسط، شمالاً" في إشارة إلى الحدود غير الرسمية في منتصف المضيق والتي رسمتها الولايات المتحدة بشكل آحادي خلال الحرب الباردة وهو ما ترفض بكين الاعتراف به.
وفيما تراقب تايوان باستمرار تواجد سفن حربية صينية وتصدر بيانات بشكل شبه يومي، فإن عبور شاندونغ في المضيق البالغ عرضه 180 كلم والذي يفصل الجزيرة عن آسيا القارية، غير عادي.
وقالت الوزارة إن القوات المسلحة التايوانية "راقبت الوضع وكلفت (دورية جوية مدنية) طائرات وسفن تابعة للبحرية ومنظومات صواريخ برية، الرد على تلك الأنشطة".
السبت رصت 33 طائرة حربية وعشر سفن "عند الساعة السادسة صباحاً" بحسب وزارة الدفاع في الجزيرة. والجمعة كانت هناك 11 سفينة بالقرب من المياه التايوانية.
منذ انتهاء الحرب الأهلية الصينية في 1949، تعتبر الصين تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها لم تتمكن من توحيده مع بقية أراضيها.
عرض قوة
يرى ستيف تسانغ مدير معهد الصين في جامعة لندن أن مرور حاملة الطائرات شاندونغ في مضيق تايوان "أمر غير معتاد إطلاقاً". وقال لفرانس برس "لكن الصينيين يحاولون اظهار قوتهم العسكرية حول تايوان خلال الاشهر الستة الماضية او العام الماضي".
وبالتالي فإن ظهور شاندونغ في المضيق هو جزء من هذا "الوضع العام" حسب تسانغ.
كانت آخر مرة أبلغ فيها مسؤولون تايوانيون عن وجود حاملة طائرات صينية في مضيق تايوان في آذر/مارس 2022. وتم نشرها هناك قبل مكالمة هاتفية بين الرئيس الصيني شي جينبينغ ونظيره الأميركي جو بايدن.
والعلاقات بين بكين وتايبيه والتي وصلت الى أدنى مستوياتها منذ وصول الرئيس شي جينبينغ الى السلطة قبل أكثر من عشر سنوات، تدهورت بشكل إضافي في السنوات الماضية وكثفت الصين عمليات التوغل العسكري حول الجزيرة.
يأتي عرض القوة هذا من جانب الصين بعد أكثر من شهر على انتهاء مناوراتها العسكرية الكبرى في محيط الجزيرة في نيسان/ابريل والتي كان هدفها تطويق تايوان على مدى ثلاثة أيام.
خلال هذه التدريبات، قامت بكين بمحاكاة عمليات قصف محددة الهدف ضد الجزيرة التي تحظى بحكم ذاتي وتطويق لتايوان حيث رصدت سلطات تايبه 12 سفينة حربية صينية و91 طائرة في اليوم الأخير من العمليات.
تم نشر مقاتلات أيضًا من حاملة الطائرات الصينية شاندونغ وعبرت خط الوسط كما أعلنت آنذاك وزارة الدفاع التايوانية.
تقارب مع تايوان
جاءت هذه المناورات العسكرية الصينية بعد أيام من لقاء الرئيسة التايوانية تساي إنغ وين مع رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن ماكارثي في مطلع نيسان/ابريل والذي وعدت بكين بالرد عليه.
وتنظر الصين باستياء إلى التقارب الذي حدث في السنوات الأخيرة بين السلطات التايوانية والولايات المتحدة.
اعترفت الولايات المتّحدة بجمهوريّة الصين الشعبيّة في 1979 ويُفترض نظريًّا ألا يكون لها اتّصال رسمي مع جمهوريّة الصين (تايوان) بموجب "مبدأ الصين الواحدة" الذي تدافع عنه بكين.
وكانت رئيسة تايوان تعهدت الأسبوع الماضي بالحفاظ على السلام والاستقرار على جانبي مضيق تايوان في مواجهة تهديدات بكين قائلة ان "الحرب ليست خيارا".