أخبار

مواقف دولية.. وإجلاء 17 ألف شخص من القرى جرّاء فيضانات

روسيا وأوكرانيا تتبادلان الاتهامات بشأن تفجير سد كاخوفكا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

خيرسون (أوكرانيا): حدث هجوم استهدف سدًا رئيسيًا يقع تحت سيطرة روسيا في جنوب أوكرانيا الثلاثاء فيضانات غمرت مدينة صغيرة وقرابة عشرين قرية وأدت إلى إجلاء 17 ألف شخص.

وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات بإحداث فجوة في سد كاخوفكا في خطوة رأت أوكرانيا فيها محاولة روسية لعرقلة هجومها المضاد المنتظر.

وسارع أهالي خيرسون التي تعد أكبر مركز سكاني في المنطقة للتوجه إلى المرتفعات بينما ارتفع منسوب المياه التي كانت تحت السيطرة بفضل السد ومحطة للطاقة الكهرومائية في نهر دنيبرو.

وقالت ليودميلا التي كانت تحمّل غسالة على متن عربة مقطورة تعود إلى الحقبة السوفياتية "إطلاق نار، والآن فيضانات".

وقال آخر يدعى سيرغي "سيموت كل شيء هنا" فيما تدفقت المياه إلى خيرسون.

وأعلنت أوكرانيا عن إجلاء 17 ألف شخص من محيط السد، فيما غمرت المياه 24 قرية.

وأفاد المدعي العام الأوكراني أندريي كوستين "أكثر من 40 ألف شخص معرضون لخطر التواجد في مناطق غمرتها الفيضانات"، مضيفا أنه يتعيّن إجلاء أكثر من 25 ألف مدني في الضفة الخاضعة للسيطرة الروسية لنهر دنيبرو.

وأعلن رئيس "أوكرهيدروإنرجو" (الهيئة الأوكرانية المشغلة لمحطات الطاقة الكهرومائية) إيغور سيروتا أن محطة الطاقة المرتبطة بالسد "تدمّرت بالكامل".

وعلى ضفة النهر الخاضعة للسيطرة الروسية، قال رئيس بلدية نوفا كاخوفكا حيث يقع السد فلاديمير ليونتييف إن المدينة غرقت وتم إجلاء 900 شخص.

وأشار إلى أن السلطات أرسلت 53 حافلة لنقل الناس من نوفايا كاخوفكا ومنطقتين قريبتين إلى مناطق آمنة. وأفاد "ننظم مراكز إقامة مؤقتة مع وجبات ساخنة".

سيطرت روسيا على سد كاخوفكا ومحطته للطاقة في الساعات الأولى لاندلاع الحرب.

زيلينسكي
بدوره، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بتفجير السد، مطالبا بـ"رد فعل" دولي.

وقال زيلينسكي إن روسيا نفّذت "تفجيرًا داخليا لهياكل" الموقع عند الساعة 02,50 بالتوقيت المحلي (23,50 ت غ).

وقال لمبعوث البابا فرنسيس للسلام الكاردينال الإيطالي ماتيو زوبي الذي يزور كييف إن "هذه الجريمة تحمل تهديدات هائلة وستكون لها عواقب وخيمة على حياة الناس والبيئة"، وفق ما نقلت عنه الرئاسة الأوكرانية.

كما دعت أوكرانيا إلى انعقاد مجلس الأمن الدولي وحذّرت من "إبادة بيئية" محتملة اثر تسرّب 150 طنا من زيت المحركات إلى النهر.

حمّلت القوى الغربية روسيا أيضا مسؤولية الأضرار التي لحقت بسد كاخوفكا ووصف رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال العملية بأنها "جريمة حرب".

الناتو
وأما الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، فاعتبر تفجير السد عملاً "مشينا.. يعرض آلاف المدنيين للخطر ويتسبب بأضرار بيئية جسيمة".

ورأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن التدمير الجزئي لسد كاخوفكا "أحد التداعيات الأخرى المدمرة" لغزو روسيا لجارتها.

الموقف الروسي
لكن روسيا شددت على أن السد تضرر جزئيًا بفعل "عدة ضربات" نفّذتها القوات الأوكرانية.

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الهجوم "عمل تخريبي متعمد بشكل لا لبس فيه من الجانب الأوكراني".

يقع السد على نهر دنيبرو الذي يوفر المياه لتبريد محطة زابوريجيا النووية التي تحتلها القوات الروسية وتعد الأكبر في أوروبا.

وفاقمت الفيضانات المخاوف القائمة أساسا بشأن سلامة محطة زابوريجيا الواقعة على بعد 150 كلم تقريبا عن السد المتضرر.

وصدرت روايات متضاربة من كييف وموسكو بشأن سلامة المنشأة النووية.

زابوريجيا
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن ليس هناك "خطر نووي آني" في محطة زابوريجيا، موضحة أن خبراءها في الموقع "يراقبون الوضع من كثب".

وشدد مدير المحطة المعيّن من روسيا يوري تشيرنيتشوك على أنه "في الوقت الحالي، ليس هناك أي تهديد لسلامة محطة زابوريجيا. منسوب المياه في حوض التبريد لم يتغير"، مضيفا "الوضع تحت سيطرة طواقم العمل".

ولفت تشيرنيتشوك إلى أن نظام التبريد بالمياه غير متصل مباشرة بالبيئة الخارجية ويمكن إعادة تعبئته من مصادر بديلة.

لكن أوكرانيا التي تعرّضت عام 1986 إلى كارثة تشرنوبيل النووية دقت ناقوس الخطر.

وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك "يجد العالم نفسه مرة جديدة على شفير كارثة نووية لأن محطة زابوريجيا فقدت مصدر تبريدها.. وهذا الخطر يتفاقم بسرعة حاليا".

وأفادت شركة "إنرجواتوم" الأوكرانية المشغلة للطاقة النووية أن مستوى المياه في خزان كاخوفكا "يتراجع سريعا، ما يشكل تهديدا إضافية لمحطة زابوريجيا للطاقة النووية المحتلة مؤقتا".

هجوم مضاد
وجاءت الأنباء عن الأضرار التي لحقت بالسد بعدما لفتت روسيا إلى أن أوكرانيا بدأت هجوما مضادا كان متوقعا منذ مدة لاستعادة مناطق خسرتها بعد الغزو الروسي في شباط/فبراير 2022.

وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بأن موسكو أوقفت الهجوم الاوكراني لكنها خسرت 71 جنديا على مدى الأيام الثلاثة الماضية، في اعتراف نادر للغاية من نوعه لموسكو بخسائرها.

والاثنين، أشاد زيلينسكي بالتقدم الذي أفاد أن جنود بلاده حققوه في مدينة باخموت المدمّرة بينما أعلنت روسيا صدّ هجوم واسع النطاق.

واعتبرت أوكرانيا أن هدف روسيا "وضع عراقيل" في وجه هجوم كييف الرامي لاستعادة أراض من قبضة قوات موسكو.

وسبق أن اتهمت كييف موسكو بالقيام بعمليات تعدين في السد أثناء المعارك التي شهدتها منطقة قريبة في تشرين الأول/أكتوبر بينما عملت القوات الأوكرانية لاستعادة مناطق خسرتها. ونفت روسيا الاتهام.

تأسس سد كاخوفكا في خمسينات القرن الماضي ويملك قيمة استراتيجية إذ يضخ المياه إلى قناة شمال القرم، تبدأ من جنوب أوكرانيا وتعبر شبه جزيرة القرم بأكملها.

يعني ذلك أن من شأن أي مشكلة تطرأ على السد أن تؤدي إلى مشاكل في إمدادات المياه بالنسبة للقرم الخاضعة لسيطرة روسيا منذ 2014.

جنوب أفريقيا
في الأثناء، أعلنت جنوب أفريقيا أن مهمة القادة الأفارقة الساعين للتوسط من أجل إنهاء حرب أوكرانيا ستبدأ في منتصف حزيران/يونيو.

وجاء في بيان من مكتب رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا أن القادة الأفارقة "اتفقوا على أنهم سيتواصلون مع" الرئيسين الروسي والأوكراني "بشأن عناصر التوصل إلى وقف لإطلاق النار وسلام دائم في المنطقة".

وأكدوا أن بإمكانهم التوجه إلى روسيا وأوكرانيا في منتصف حزيران/يونيو، من دون تحديد تاريخ معيّن.

لكن يبدو أن مهتهم ستكون صعبة للغاية إذ أكد زيلينسكي الثلاثاء لمبعوث الفاتيكان أن وقف إطلاق النار لن يؤدي إلى السلام وأن أي اتفاق يجب أن يتم بناء على شروط كييف.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف