أخبار

في اختبار للعلاقات التي تتخللها منافسة متنامية

ألمانيا تستقبل رئيس وزراء الصين مع تحذيرات

الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير (إلى اليمين) ورئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ يتصافحان في قصر بلفيو الرئاسي في برلين
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

برلين: استقبل الرئيس الألماني الاثنين رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ الذي يقوم بأول زيارة له إلى الخارج، في اختبار للعلاقات بين برلين وبكين التي تتخللها منافسة متنامية على خلفية التوتر بين الصين واميركا.

وشدّد الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير اللهجة خلال محادثاته مع المسؤول الصيني، إذ أكّد أنّ التعاون بين البلدين "يظلّ مهماً ولكنّه تغيّر في السنوات الأخيرة"، وفقاً لتغريدات نشرتها المتحدّثة باسمه سيرستين غاميلين.

وأضاف أنّ "الصين شريكة لألمانيا وأوروبا، لكنّها أيضاً خصم ومنافس على نحو متزايد على الساحة السياسية".

وأكد المسؤول الصيني أن بلاده مستعدة للعمل مع ألمانيا للمساهمة في "الاستقرار والازدهار العالميين" وفقا لوكالة شينخوا.

ستجري معظم المشاورات الحكومية مع فريق المستشار أولاف شولتس الثلاثاء.

ولي تشيانغ الذي عُيّن رئيساً للوزراء في آذار/مارس سينتقل بعد ذلك إلى فرنسا حيث سيشارك في القمّة من أجل ميثاق مالي عالمي جديد يهدف إلى إصلاح هيكلية المالية العالمية للاستجابة بشكل أفضل لتحديات الاحترار المناخي.

العلاقات الدبلوماسية
ويأتي الحوار مع باريس وبرلين في وقت تشهد فيه العلاقات بين بكين وواشنطن توتراً كبيراً. ويزور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بكين منذ الأحد في محاولة لتحسين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

لكن بالنسبة لبرلين، فإنّ العلاقات بين الصين والولايات المتّحدة لها "أهمية خاصة للأمن والتعاون العالميين"، حسبما أكد شتاينماير.

ودعا شتاينماير عبر محاوره الصيني، القوتين العظميين "لتقوية قنوات الاتصال بينهما".

ولطالما راعت برلين الصين التي تعتبر الشريك التجاري الأول لها وسوقا حيوية لقطاع السيارات الألماني القوي.

إلا أن ألمانيا شددت من لهجتها أمام التهديدات التي تطال تايوان والاتهامات باضطهاد الأويغور.

وساهم غياب التنديد الصيني بالغزو الروسي لأوكرانيا في تعميق الهوّة.

والدليل على ذلك، نشر برلين في 14 حزيران/يونيو وثيقة تصف الصين على أنها "قوة معادية".

وجاء في وثيقة "استراتيجية الأمن الوطني" أنّ الصين رغم كونها "شريكاً" لألمانيا تتصرف بطريقة "تتعارض مع مصالحنا وقيمنا".

ورأت برلين في الوثيقة أنّ تحرّكات بكين "تزيد من الضغوط على الاستقرار الإقليمي والأمن الدولي" في حين "لا تحترم حقوق الإنسان".

ولم تنظر الحكومة الصينية بعين الرضا إلى هذه الاستراتيجية الألمانية التي تستهدف روسيا كذلك.

وحذّر الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ونبين من أنّ "بناء العلاقات الدولية باعتبار الآخرين منافسين لا بل خصوماً، وتحويل التعاون الطبيعي على صعيد المسائل الأمنية أو السياسية، سيدفع عالمنا إلى دوامة الانقسام والمواجهة".

إلا أن الصعوبات التي يواجهها الاقتصاد الصيني الذي يلقى صعوبة في تجاوز تداعيات كوفيد-19 تقف وراء زيارة لي تشيانغ لألمانيا.

شريك تجاري
من جانبها، تسعى ألمانيا لتقليل اعتمادها التجاري على بكين.

وأكد أولاف شولتس الاثنين أمام الصناعيين الألمان أن ألمانيا "ليس لديها مصلحة في إعاقة التنمية الاقتصادية للصين". وأضاف "في الوقت نفسه نراقب عن كثب لنتجنب مستقبلا الاعتماد الاقتصادي الذي ينطوي على مخاطر".

وأوضح يان جونسون الخبير بالشؤون الصينية في مركز الابحاث الأميركي "كاونسل فور فورين ريليشنز" أنّ لي تشيانغ "هو المسؤول عن ملف الاقتصاد لدى شي (الرئيس الصيني) وهو مكلّف إنعاش الاقتصاد الذي يواجه صعوبات".

وأضاف "بالتالي من الطبيعي زيارة أول شريك تجاري للصين في أوروبا".

وأكد ثورستن برينر من المعهد الدولي للسياسات العامة أنّ "الصين تعتبر أنّ ألمانيا هي الطرف الأهمّ في أوروبا ومع استمرار العلاقات مع الولايات المتحدة بالتدهور من مصلحة بكين أن تظهر أنها تقيم علاقات بنّاءة مع أكبر لاعب في أوروبا".

وأضاف برينر "يبقى السؤال في معرفة ما إذا كان الألمان سيستمرون في اللعبة مدّعين أنّ ثمة توافقاً واسعاً مع بكين" أم أنهم "سيختارون طريقا جديدا ويتحدثون صراحة على أن يقتصر الاعلان النهائي على المجالات التي ثمة سبيل فعلي فيها للتعاون".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف