تمرد "فاغنر" يمهد لحرب أهلية في روسيا
هل هُزم بوتين من معاقله؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من لندن: وسط تقارير عن حرب أهلية في روسيا، على وقع تمرد مجموعة مرتزقة (فاغنر) والتهديد باقتحام موسكو، قال بوتين إن الرد على التمرّد سيكون صارماً وحاسماً وقاسياً.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة ألقاها صباح اليوم السبت، أن من نظموا التمرد المسلح وصوبوا سلاحهم على رفاقهم في القتال خانوا روسيا، ولن يفلتوا من العقاب.
ووصف بوتين تمرد مجموعة فاغنر بأنه "طعنة في الظهر"، متّهما قائدها يفغيني بريغوزين بـ"خيانة" روسيا بدافع "طموحات شخصية".
طعنة في الظهر
وقال بوتين في خطاب للأمة "إنها طعنة في ظهر بلدنا وشعبنا". وأضاف "ما نواجهه ليس إلا خيانة. خيانة سببها طموحات ومصالح شخصية" لبريغوجين مؤكدا أن المتمردين "سيعاقبون حتما".
كما اعتبر في كلمته المتلفزة التي بُثت اليوم السبت على القنوات الرسمية في البلاد، أنه "تمّ جرّ عناصر فاغنر إلى تمرد مسلح". وشدّد على أنّ كل من حمل السلاح في مواجهة الجيش خائن، وقال: "ردودنا على هذه التهديدات ستكون صارمة وقاسية على الذين خانوا".
كما أكد أنّ الجيش سيدافع عن الدولة والمواطنين ضد جميع التهديدات بما فيها "الخونة في الداخل" وفق وصفه، في إشارة إلى بريغوزين.
وقال بوتين في كلمته: "أتوجه إلى مواطني روسيا وأفراد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والمقاتلين والقادة الذين يخوضون المعارك الآن في مواقعهم ويصدون العدو ببسالة".
مغامرة إجرامية
وتابع: أتوجه لمن تم جرهم إلى هذه المغامرة الإجرامية بالخداع أو التهديد، ومن غرر بهم في جريمة العصيان مسلح هذه". وأضاف: "تخوض روسيا اليوم معركة شرسة من أجل مستقبلها وصد عدوان النازيين الجدد وأسيادهم. الغرب سخّر كافة آلاته العسكرية والاقتصادية والإعلامية ضدنا، نحن نناضل من أجل حياة وسلامة شعبنا، ومن أجل سيادتنا واستقلالنا... من أجل حق روسيا في أن تبقى دولة بتاريخها الممتد إلى ألف عام".
وقال: "هذه المعركة يتقرر فيها مصير شعبنا وتتطلب حشد جميع القوى والتحلي بالمسؤولية ونبذ كل ما يضعفنا، لأن أعداءنا الخارجيين سيستغلون أي خلاف في صفوفنا لزعزعتنا من الداخل".
ولفت إلى أن "كل ما من شأنه أن يمسّ وحدة الصف في روسيا، ارتداد على الشعب ورفاقنا في السلاح الذين يقاتلون الآن على الجبهة، وطعنة في ظهر روسيا وشعبها".
أحداث 1917
وذكّر بما عاشته روسيا سنة 1917، حيث طعنت في ظهرها فيما كانت تخوض الحرب العالمية الأولى، لسرقة النصر منها. وأكد أن روسيا لن تسمح بتكرار ذلك وسوف تحمي شعبها ودولتها من أي تهديد، وأي خيانة داخلية.
وأشار إلى أن دعوة العصيان المسلح جاءت نتيجة المغالات بالطموحات والمصالح الشخصية، التي قادت إلى الخيانة. وذكّر بأن الجيش الروسي ومقاتلي "فاغنر" قاتلوا جنبا إلى جنب وتمكنوا من تحرير سوليدار، وأرتيوموفسك ومدن وبلدات أخرى في دونباس، وضحوا بأرواحهم من أجل نوفوروسيا (روسيا الجديدة) ووحدة العالم الروسي.
وتابع: "أي اضطراب داخلي يمثل تهديدا قاتلا لدولتنا وأمتنا، ويضرب روسيا وشعبنا. إجراءاتنا لحماية الوطن من مثل هذا التهديد ستكون قاسية، وكل من سار عن وعي في طريق الخيانة وأعد للتمرد المسلح، واتبع طريق الابتزاز والأساليب الإرهابية سيلقون عقابهم، وسيحاسبون أمام القانون وشعبنا.
تهديد بريغوزين
وفي وقت سابق يوم السبت، ظهرت مقاطع فيديو يُزعم أنها تظهر رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوزين يهدد بالسير إلى موسكو من مدينة روستوف أون دون الجنوبية، التي يدعي أنها الآن تحت سيطرته.
وتساءل تحليل لياروسلاف لوكيف في (بي بي سي) ما إذا كان فعلا بريغوزين يتمكن من الناحية النظرية من الوصول إلى العاصمة ، أم أنه مجرد ابتزاز شديد الخطورة للكرملين؟
ويدعي بريغوزين أن لديه 25000 مقاتل مسلح تحت إمرته. وشارك معظمهم منذ شهور في قتال عنيف في شرق أوكرانيا. وهو في الأيام الأخيرة، قام بسحب قواته إلى المناطق الحدودية لروسيا، بما في ذلك روستوف وبلغورود.
لكن الجزء الأكبر من هؤلاء المقاتلين بعيدون عن العاصمة الروسية حاليًا.
ويقول المحلل: للانتقال إلى هناك، سيحتاج بريغوزين ورجاله إلى قطع مئات الأميال - عبور المناطق الروسية حيث يوجد نظام خاص "لمكافحة الإرهاب".
وتقول تقارير غير مؤكدة إن غارات جوية روسية تعرضت يوم السبت لعمود تابع لفاغنر في منطقة فورونيج الواقعة في منتصف الطريق إلى موسكو.
وزارة الدفاع
وعلى صلة، أهابت وزارة الدفاع الروسية بمقاتلي مجموعة "فاغنر"، عدم الانخراط في مغامرة مؤسس "فاغنر" الإجرامية والاتصال بالأجهزة الأمنية فورا، متعهدة بضمان سلامتهم.
وقالت الدفاع الروسية في رسالة لمقاتلي "فاغنر": تم خداعكم في مغامرة بريغوجين الإجرامية لجرّكم إلى تمرد مسلح ، واضافت: قدمنا المساعدة لعدد من رفاقكم لضمان عودتهم إلى نقاط تمركزهم بسلام.
وأضافت الدفاع الروسية لمقاتلي "فاغنر": نهيب بكم التعقل والاتصال بأجهزة الأمن ووزارة الدفاع في أقرب وقت ممكن، كما تعهدت بضمان أمن وسلامة كل من يتصل بها من مقاتلي المجموعة ويرفض الانخراط في هذه المغامرة الإجرامية.
وزارة الخارجية
وإلى ذلك، دعت متحدثة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا رجال روسيا للوقوف تحت راية القائد العام الأعلى للجيش الروسي الرئيس فلاديمير بوتين، وأكدت لأعداء روسيا أنهم لن يظفروا بتفريق الصف الروسي.
وأضافت: "لدينا قائد عام واحد، لا اثنان، ولا ثلاثة، وإنما قائد واحد فقط، دعا الجميع إلى وحدة الصف، وهذا هو الشيء الرئيسي بالنسبة لنا الآن. الجميع لديهم رؤاهم، لكن تبرز مواقف يتحتم فيها الترفّع عن الخصوصية لحين والالتفات للأهم، لأنه إن لم نتحد الآن، وفكّر كل منا بنفسه ورؤيته الخاصة، فلا شيء سيكون هاما بعد الآن... لا شيء أهم من وحدة الصف الآن تحت راية القائد العام" الأعلى للجيش الروسي.
وأضافت: "العدو ينتظر حربنا الأهلية، لكنه لن يظفر بذلك".
وختمت بالقول: "يا رجال روسيا اتحدوا... وراءكم آباؤكم وأمهاتكم وأبناؤكم... أنتم لا تحمون مصالح أفراد بعينهم، بل تدافعون عن مصالحنا جميعا، وتحمون عائلتكم الكبيرة ونؤمن بكم، كما كنا أبدا".