برغم تراجع الخصوبة.. العراقيون تجاوزوا 43 مليونًا 28% منهم شبابًا

إيلاف من لندن: أُعلِن في بغداد رسميًا الثلاثاء عن تجاوز عدد سكان العراق 43 مليونًا وربع المليون نسمة بينهم 28 بالمئة شبابًا برغم انخفاض معدل الخصوبة، فيما بلغ سكان المدن منهم 70 بالمئة.

وقالت وزارة التخطيط العراقية لمناسبة اليوم العالمي للسكان_ الذي يصادف الحادي عشر من تموز\ يوليو من كل عام_ في تقرير الثلاثاء تابعته "إيلاف" أن عدد سكان العراق لهذا العام 2033 قد بلغ 43 مليون و324 الف نسمة بنسبة نمو سنوي للسكان تبلغ 25 بالمائة.
واوضحت ان نسبة السكان الذكور تبلغ 50.5 بالمائة فيما تبلغ نسبة الاناث 49.5 بالمائة من مجموع السكان.
ومن المتوقع ان يتجاوز عدد سكان العراق عام 2030 حاجز الـ51 مليون نسمة.

28% من العراقيين بعمر الشباب
وأوضحت ان نسبة السكان في الفئة العمرية أقل من 15 سنة تبلغ حوالي 40 بالمائة من مجموع السكان فيما تبلغ نسبة السكان بعمر 15-64 سنة 57 بالمئة يشكل الشباب ضمن الفئة العمرية 15-24 سنة نسبة 28 بالمائة من مجموع السكان.
واضافت ان حوالي 50 بالمائة من السكان يتمركزون في محافظات بغداد- نينوى- البصرة- ذي قار .. ويشكل سكان المدن (الحضر) 70 بالمائة مقابل 30 بالمائة نسبة سكان الريف.

تراجع معدل الخصوبة
وأكدت التخطيط تسجيل تحسن كبير في صحة الاطفال الرضّع ودون الخمس سنوات بعد تراجع معدلات الوفيات ضمن هذه الفئة الى اقل من 20 وفاة لكل 100 الف ولادة حيّة وهو ما انعكس ايجابًا على تحسن معدل توقع الحياة وارتفاعه الى 74 سنة.
كما تم تسجيل تراجع في معدل الخصوبة من 3.66 بالمائة عام 2018 الى 3.3 بالمائة مولود للمرأة بعمر (15-49 سنة عام 2022).

هبة ديموغرافية
وتوقعت الوزارة ان يدخل سكان العراق المرحلة الرابعة من مراحل التحولات الديموغرافية وصولا لدخوله مرحلة "الهبة الديموغرافية" التي تقلّ فيها معدلات الخصوبة الى مستوى الإحلال وتنخفض نسبة الفئات العمرية بعمر الإعالة مقابل زيادة نسب الفئات العمرية بسنّ العمل من دون الاشارة الى موعد ذلك.

إجراء التعداد السكاني العام المقبل
وأكدت وزارة التخطيط أنها تعمل حاليًا على إجراء التعداد العام للسكان خلال العام المقبل 2024 بهدف خدمة التنمية من خلال بناء قاعدة بيانات شاملة وكاملة عن واقع السكان في جميع المجالات الأمر الذي سيخدم خطط التنمية.. موضحة ان الحكومة قد أولت اهتمامًا كبيرًا لتهيئة الظروف المناسبة لإجراء التعداد بعد توفير التخصيصات المالية له.
واشارت الى ان الهيئة العليا للتعداد برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير التخطيط محمد علي تميم تستعقد لعقد اجتماع مهم خلال الأيام القريبة المقبلة لإقرار الخطة التفصيلية لإجراء التعداد.
وأضافت انها تواصل استعداداتها لاقامة احتفال رسمي لمناسبة اليوم العالمي للسكان في 26 من الشهر الحالي بالتعاون والشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان والجمعية العراقية للعلوم الاحصائية وسيُخصص للسكان والتغييرات المناخية.

الوثيقة الوطنية للسياسة السكانية
وبينت ان الاحتفال باليوم العالمي للسكان يتزامن هذا العام مع اطلاق الوثيقة الوطنية للسياسة السكانية في العراق التي اعلن عن اطلاقها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في 17 أيار\ مايو الماضي، وتتضمن 11 محورًا غطّت كل مفاصل حياة الانسان.

وأوضحت ان هذه المحاور هي: التعليم والتعلم- الصحة والصحة الانجابية- الطفولة، حقوق وحماية- الشباب والتشغيل- تمكين المرأة- دعم الفئات السكانية الهشة (الاطفال- المعاقون- كبار السن)- السكان والتغييرات المناخية- الهجرة الداخلية والخارجية- السكن- القيم والتماسك الاجتماعي- واخيرًا محور المناصرة والتثقيف السكاني.
يشار إلى انه بعد تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 2021 حاولت الحكومة عام 1927 تنظيم أول إحصاء سكاني، لكن أخطاء كثيرة رافقت تنفيذ العملية دفعت بغداد إلى إلغاء نتائجه.

وفي عام 1934 أُجري تعداد آخر اقتصر على تحديد عدد السكان القادرين على المشاركة في الانتخابات وفي المجهود الحربي اذ بلغ سكان العراق ثلاثة ملايين و200 ألف نسمة.
ثم جرى تنظيم هذا التعداد في 1957 (6 ملايين و300 ألف نسمة) و1977 (12 مليون نسمة) و1987 .. ثم سنة 1997 التي شهدت تنظيم آخر تعداد للسكان.
وبحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، فإن استعدادات تنفيذ التعداد الحديثة بدأت منذ سنة 2019 وكان مأمولاً أن يُنفذ في 2020 لكن جرى تأجيله بسبب جائحة كورونا بعدما كان مستحيلاً على المُنظمين تكليف 150 ألف باحث ميداني بالتجوّل على المنازل في هذه الظروف. لذا أُرغمت وزارة التخطيط على تأجيل المشروع.
وفي عام 2022 أعلِنت بغداد نيتها تنفيذ التعداد مجددًا وهو ما لم يحدث أيضًا بسبب الميزانية الكبيرة التي احتاجها الجهاز المركزي للإحصاء البالغة 120 مليون دولار لم تتمكن الحكومة من توفيرها حينها.