تظاهرة ضد سفارة واشنطن .. أول ظهور علني لميلشيا "أصحاب الكهف" العراقية

إيلاف من لندن: وسط اجراءات أمنية مشددة تظاهر الجمعة العشرات من عناصر ميلشيا "أصحاب الكهف" العراقية الموالية لايران أمام السفارة الاميركية وسط بغداد ضد "خطط لواشنطن لاستهداف قادة المليشيات".

وحشدت السلطات العراقية المئات من عناصر مكافحة الشغب بالقرب من مقر السفارة الاميركية وسط بغداد واغلقت المنطقة الخضراء حيث السفارة ومنعت العشرات من عناصر مليشيا "أصحاب الكهف" المتظاهرين ضد الولايات المتحدة من الاقتراب منها أومحاولة اقتحامها.
وقد هتف المتظاهرون ضد الولايات المتحدة مرددين "الله اکبر الله اکبر... أميركا الشیطان الأکبر".. ورفعوا شعارات تندد بما اسموها الوصاية الاميركية على العراق ورافضين التدخل الاميركي في الشؤون الداخلية للعراق ومنعه من التقدم.
كما رفعوا شعارات تقول "الله أكبر الموت لاميركا .. الموت لاسرائيل ..اللعنة على اليهود.. النصر للاسلام".

اجراءات أمنية مشدد للقوات العراقية منعت الجمعة 14 يوليو 2023 متظاهري ميلشيا "أصحاب الكهف" الموالية لايران من الاقتراب من مقر السفارة الاميركية وسط بغداد (آر تي)

التظاهر ضد "وكر ألشيطان"
وجاءت تظاهرة ميلشيا "أهل الكهف" التي يعتقد انها احدى واجهات ميلشيا عصائب أهل الحق بقيادة الشيخ الشيعي قيس الخزعلي والمرتبطة بالحرس الثوري الايراني فكرًا وتسليحًا إثر دعوة لها في بيان حصلت "ايلاف" على نصه الى التظاهر ضد السفارة الاميركية وسط بغداد ضد تقارير اشارت الى انها ستستهدف عددًا من قادة المليشيات العراقية ردا على استهداف مواقع للقوات الاميركية في سوريا.
وقالت الميلشيا في بيانها "أن اخوتكم وأبنائكم في مقاومتكم الاسلامية التي لم تشترك ولن تشترك في مشاريع أيا كانت مع اعداء الإسلام أننا يا ابناء الاسلام والتشيع نبلغكم بدعوتنا للتظاهر بالضد من وكر الشيطان المسمى سفارة أميركا عدوة الإسلام لايصال رسالة لاعداء الاسلام بأن حربكم على الله ورسوله ونفوذكم في مختلف شرائح المجتمع وان هيمنتكم على العراق لن يبقى دون رد".
واضافت "أن مظاهراتنا يا أخوة الإسلام اهدافها الدفاع عن حقوق العراق والعراقيين وغير مرتبطة بأي وضع سياسي ونؤكد على عدم اهمية كثرة الاعداد بالنسبة لنا فالمهم لنا اداء التكليف الشرعي فقط.
وقالت "اما بالنسبة للاعداء فحضوركم سيرعبهم وسيتأكد اعداء صاحب الزمان صلوات الله عليه بأنهم مغلوبين وان صاحبنا هو صاحب الأرض".
وختمت أهل الكهف بيانها قائلة "الجمعة يا ابناء الزهراء صلوات الله عليها موعدنا معكم ودائما نؤكد العاقبة للمتقين وهذا منطق القرآن فالسلام على جيوش صاحب الزمان في زمان غيبته ورحمة الله وبركاته".

الارتباط بإيران
وتعتبر "أصحاب الكهف" أكثر جماعات الواجهة استخداماً من قبل الميليشيات المدعومة من إيران لإخفاء تورطها في العمليات العسكرية ضد اهداف أميركية في العراق.
وعن هذه المليشيا يشير معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى في تقرير اطلعت عليه "ايلاف" الى ان "أصحاب الكهف" ظهرت للمرة الأولى عام 2019 وظلت نشطة باستمرار منذ ذلك الحين وهي تعتبر في أوساط العراقيين إحدى جماعات الواجهة الأكثر شهرة ويُستخدم اسمها أحياناً كاختصار لجماعات الميليشيات الجديدة.
وتتبنى "أصحاب الكهف" مسؤولية الهجمات التي تنفذها الميلشيات المسلحة وقد أعلنت مسؤوليتها عن هجمات بعبوات ناسفة على قوافل عسكرية اميركية جنوب البلاد منذ آذار\مارس عام 2020 وهجوماً صاروخياً على السفارة الأميركية في 17 تشرين ثاني/نوفمبر عام 2020 .
وتتواصل هذه الجماعة بشكل أساسي من خلال البيانات التي تحمل اسمها وتقوم بنشرها عبر الإنترنت والتي يتم إعادة نشرها بسرعة عبر شبكات الميليشيات.
وفي البداية بدا أن التركيز الحركي لدى "أصحاب الكهف" أقل من نظيره لدى "عصبة الثائرين" أو "قاصم الجبارين" لكن هذه الجماعة تبنت أعداداً متزايدة من الهجمات على القوافل العسكرية الاميركية منذ تشرين الثاني عام 2020 وحتى الآن، وربما تزامن ذلك مع حدوث صدع بين "كتائب حزب الله" و"عصائب أهل الحق" حول الاستراتيجية كما يقول المعهد.

هجمات بصواريخ وعبوات ناسفة
وفي كانون الأول ديسمبر 2020 وأوائل كانون الثاني يناير 2021، نشرت حسابات مرتبطة بميلشيا "أصحاب الكهف"على وسائل التواصل الاجتماعي انتقادات مبطنة لاستراتيجية ميلشيا "كتائب حزب الله" وفي غضون ذلك قامت "أصحاب الكهف" بتغيير شعارها إلى صورة أقرب في أسلوبها إلى جماعات "المقاومة" الأخرى.

وفي 15 شباط\ فبراير 2021 أعلنت "أصحاب الكهف" مسؤوليتها عن هجمات صاروخية على قوات تركية في شمالي العراق.
وتُظهر الهجمات التي تتبناها "أصحاب الكهف" انها منفذة بالقرب من مناطق سيطرة ميلشيا "عصائب أهل الحق".
وظاهرياً تخضع "أصحاب الكهف" الى الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية" التي تضم المليشيات الموالية لايران. وهي : كتائب حزب الله العراقي" و"عصائب أهل الحق" و"كتائب سيد الشهداء" و"حركة النجباء"، وقد تبنت سابقًا هجمات ضد أهداف عسكرية أميركية في البلاد.