روسيا تعرض استضافة قمة لاستعادة زمام مبادرة السلام
جولة محادثات جديدة بين أذربيجان وأرمينيا في بروكسل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
باكو: عقدت أذربيجان وأرمينيا جولة جديدة من المحادثات حول ناغورني قره باغ السبت في بروكسل، فيما عرضت موسكو تنظيم قمّة لاستعادة زمام المبادرة على صعيد عملية السلام.
منطقة ناغورني قره باغ تقطنها غالبية أرمينية لكنها باعتراف دولي جزء من أذربيجان، وهي في صلب نزاع بين باكو ويريفان أشعل إلى الآن حربين بينهما.
والتقى رئيس أذربيجان إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في بروكسل في اطار جولة مفاوضات جديدة تهدف إلى حل النزاع المستمر منذ عقود للسيطرة على ناغورني قره باغ التي يقطنها أرمينيون، بحسب ما أفادت وزارة الخارجية في باكو في بيان.
وكان باشينيان قد أعلن الخميس أنه سيشارك السبت في المفاوضات التي تجرى برعاية الاتحاد الأوروبي، مندّدا في الوقت نفسه بـ"حصار" غير قانوني لناغورني قره باغ.
ويضطلع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بدور الوسيط في المحادثات التي تأتي وسط تجدد التوترات بعدما أغلقت أذربيجان موقتًا ممر لاتشين، الشريان الوحيد الرابط بين منطقة ناغورني قره باغ وأرمينيا.
وكانت واشنطن قد استضافت لقاءات على مستوى وزراء الخارجية (أرمينيا وأذربيجان والولايات المتحدة) في مطلع أيار/مايو وفي أواخر حزيران/يونيو، سعيا لإيجاد حل للنزاع.
ودعت واشنطن الأربعاء إلى وضع حد للإغلاق الذي تفرضه أذربيجان منذ الثلاثاء على ممر لاتشين، المعبر الوحيد الذي يربط أرمينيا بناغورني قره باغ، وحضّت باكو على السماح مجددا بحرية التنقل، كما دعت باكو ويريفان إلى مواصلة التحاور.
الجمعة تظاهر آلاف الأشخاص في ستيباناكرت، كبرى مدن ناغورني قره باغ، مطالبين بفتح ممر لاتشين.
"قمة روسية-أذربيجانية-أرمينية"
لطالما كانت روسيا تتوسط تاريخيًا بين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين، لكن بروكسل وواشنطن نشطتا بشكل متزايد للتوسط بينهما مع تعثر موسكو المنشغلة بغزوها لأوكرانيا.
في خريف العام 2020 رعت موسكو اتفاقا لوقف إطلاق النار على أثر حرب استمرت ستة أسابيع أفضت إلى هزيمة القوات الأرمينية وتحقيق أذربيجان مكاسب ميدانية مستعيدةً السيطرة على جزء من المنطقة ومحيطها.
وتعهّدت روسيا نشر قوات لضمان حرية التنقل بين أرمينيا وناغورني قره باغ، لكن يريفان تعتبر أن موسكو أخفقت في هذه المهمة.
السبت وفي إطار جهود لاستعادة زمام المبادرة من أجل إرساء سلام بين البلدين، عرضت موسكو استضافة لقاء على مستوى وزراء الخارجية، مشيرة إلى إمكان توقيع معاهدة سلام لاحقة في العاصمة الروسية.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية أن روسيا مستعدة "لتنظيم لقاء ثلاثي لوزراء الخارجية في موسكو في المستقبل القريب".
كذلك عرضت موسكو أن تستضيف عندما يحين الوقت "قمة روسية-أذربيجانية-أرمينية بغية توقيع معاهدة (السلام) ذات الصلة".
تصاعد التوترات
في الأثناء تصاعدت التوترات، فقد أكّدت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن الانفصاليين الأرمينيين يبثون "ترددات لاسلكية للتشويش على أنظمة تحديد المواقع العالمية لشركات الطيران المحلية والأجنبية" التي تحلّق في أذربيجان.
ولفت البيان إلى أن "هذه الحوادث تشكل تهديداً خطيراً لسلامة الطيران".
بحسب وزارة الدفاع الأذربيجانية كانت طائرة تابعة للخطوط الجوية الأذربيجانية متّجهة إلى مدينة فيزولي في 13 تموز/يوليو حينما واجهت عطلاً في نظام تحديد المواقع العالمي بسبب تشويش مفترض.
ورفضت السلطات الانفصالية الأرمينية هذه الاتهامات ووصفتها بأنها "محض افتراء".
تتنازع الجمهوريتان السوفياتيتان السابقتان السيطرة على ناغورني قره باغ منذ أواخر ثمانينات القرن الفائت، ما أدى إلى حربَين وقعت ثانيتهما في العام 2020.
مذّاك الحين يقتصر التواصل الجغرافي بين ناغورني قره باغ وأرمينيا على معبر لاتشين.
وأغلقت أذربيجان الثلاثاء الممر، متهمة الصليب الأحمر الأرميني بالقيام بعمليات "تهريب"، الأمر الذي نفته اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
ومنذ أشهر تحذر أرمينيا المجتمع الدولي من احتمال حدوث أزمة إنسانية خطيرة في هذه المنطقة الانفصالية بسبب نقص المواد الغذائية والأدوية الناجم عن تقييد حركة المرور عبر ممر لاتشين.