هل كان مقتل الإيطالي بازوليني جريمة سياسية"؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كان بيار باولو بازوليني المولود عام 1921 شاعرًا وناقدًا وروائيًا ومخرجًا سينمائيًا. وفي جميع هذه المجالات كان مبدعًا من طرازٍ رفيع ليكون من أشهر رموز الثقافة الإيطالية بعد الحرب الكونية الثانية. وكان متعاطفا أيضا مع القوى اليسارية، وتحديدا مع الحزب الشيوعي الإيطالي، وفي مقالاته التي كان ينشرها في كبريات الصحف والمجلات دأب على توجيه انتقادات لاذعة إلى الكنيسة، وإلى الأحزاب اليمينية المحافظة، وإلى المجتمع الرأسمالي المسؤول بحسب رأيه عن تفشي ثقافة الاستهلاك الجنوني.
ولا يزال مقتل ببار باولو بازوليني في الثاني من شهر نوفمبر\ تشرين الثاني 1975، يثير الكثير من الجدل في إيطاليا إلى حدّ هذه الساعة.
وهناك العديد من التحقيقات التي نُشرت حول هذه الجريمة الفظيعة التي ذهب ضحيتها واحد من أعظم المبدعين الايطاليين في النصف الثاني من القرن العشرين.
وفي مقال لها نشر في عددها الصادر يوم الخميس الموافق للسابع والعشرين من شهر يوليو-تموز من العام الحالي تحت عنوان: "بازوليني: ليل الأموات"، عادت صحيفة "لوفيغارو" للتحقيق في حادثة القتل.
يبدأ المقال بشهادة كانت قد أدلت بها سيدة تدعى ماريا تيريزا لولوبريجيدا إلى جريدة "ميساجيرو" في الثالث من شهر نوفمبر\ تشرين الثاني من العام المذكور، وفيها جاء ما يلي: "أنا التي اكتشفت القتيل. يوم الأحد على الساعة السادسة والنصف صباحًا، وصلنا بسيارة "سيتروان". ونحن نذهب إلى هناك كل يوم أحد. وبعد الغداء، ننشغل جميعا ببناء بيت صغير مخصص للصيف. والمساحة تابعة للدولة. وفي الصيف يكون الطقس رائعًا. عند وصولنا، رأيت شيئا أمام منزلنا. قلت لابني: "انظر...أبناء الفاجرة وضعوا أوساخًا أمام بيتنا"، ثم تقدمت لأعرف كيف يمكنني تنظيف ذلك. إلاّ أنني سرعان ما عاينت أن الأمر يتعلق بجثة رجل. كان رأسه مهشمًا. وكان شعره ملطخًا بالدم، ووجهه إلى الأرض، ويداه تحت جسده، وكان يرتدي ثيابًا وسخة". وكانت تلك الجثة هي جثة بيار باولو بازوليني الذي كان آنذاك في الثالثة والخمسين من عمره.
لقد قبضت الشرطة على شاب يدعى بينو بيلوسي، ويلقب بـ"الضفدع" ليحاكم بتهمة قتل بازوليني، إلاّ ان الصحافية سيمونا زيشي التي اطلعت على آلاف الوئائق تؤكد من خلال التحقيقات التي قامت بها إلى حدّ هذه الساعة أن هناك مجموعة من الشباب قد يكونوا مكلفين من أطراف يمينية متطرفة هم الذين قتلوا بازوليني، ثم حملوه إلى شاطئ "أوستي" في ضواحي روما ليتم دهسه بالسيارة أكثر من مرة. وتضيف سيمونا زيشي قائلة بإن بازوليني تلقى قبل مقتله العديد من رسائل التهديد. وفي صباح يوم مقتله، قال لأصدقائه :"نحن جميعا مهددون". إلاّ أن الشرطة زورت الأبحاث لتسلط الضوء فقط على بينو بيلوسي معتبرة جريمة القتل جريمة انحراف فقط. وتقول سيمونا زيشي إن المشاركين في الجريمة لا يزالون على قيد الحياة إلاّ أنهم يرفضون الكشف عن الحقيقة.
في الحديقة التي تحمل اسم بازوليني في روما، كُتبت على جدارية أبيات من قصائده، وفيها ما يلي: "بدأت أتعفن شيئا فشيئا في هذا الضوء الصارخ للبحر، شاعرًا ومواطنًا مُهملا ومنسيا".