رياضة

ما حظوظ الأفارقة في بطولة العالم لألعاب القوى في بودابست 2023؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
Getty Images فيث كيبيغون هي ثاني امرأة في التاريخ تحقق رقمين قياسيين في سباقَي 1500 متر و5000 متر في وقت واحد

تتجه أنظار عُشاق الرياضة في أفريقيا صوب العاصمة المجرية بودابست التي تستضيف بطولة العالم لألعاب القوى.

وفي النسخة الأخيرة من هذه البطولة، والتي أقيمت في ولاية أوريغون الأمريكية، حلّت إثيوبيا وكينيا في المركزَين الثاني والرابع على جدول الميداليات. فيما حلّت دول أفريقية أخرى في مراكز متأخرة.

وذهب إجمالي 28 ميدالية إلى سبع دول فقط، ونافست كل من نيجيريا وأوغندا وإثيوبيا وكينيا والمغرب على ميدالية ذهبية واحدة على الأقل.

ومع انطلاق منافسات بطولة العالم لألعاب القوى يوم السبت 19 أغسطس/آب، هل يمكن للقارة الأفريقية أن تُحسّن أداءها ومن ثمّ ترتيبها على جدول الميداليات؟

وفيما يلي يحاول فريق الرياضة في بي بي سي الكشف عن المنافسين المحتملين على الميداليات الذهبية من القارة السمراء.

التمسّك بالحلم

من بين كل الرياضيين الأفارقة المتنافسين في بودابست، قليلون فقط هم مَن يبدون مستميتين في الدفاع عن الميدالية الذهبية. وعلى رأس هؤلاء تأتي الكينية فيث كيبيغون، والتي يعدّها كثيرون أعظم عدّاءة في التاريخ في سباق الـ 1500 متر.

وفي آخر خمس بطولات عالمية أو دورات ألعاب أولمبية، لم تفلت كيبيغون سوى ذهبية واحدة، وكان ذلك في بطولة العالم لألعاب القوى في الدوحة والتي أقيمت بعد مرور 15 شهرا فقط من ولادة كيبيغون لابنتها.

وبالإضافة إلى ألقابها في دورتين أولمبيتين وبطولتين عالميتين، حطّمت الكينية ذات الـ 29 عاما، الرقم القياسي لسباقات الـ 1500 متر في يونيو/حزيران الماضي. ولم يكد يمضي أسبوع واحد بعد ذلك، حتى أدهشت كيبيغون الكثيرين بتحطيم الرقم القياسي لسباقات الـ 5000 متر &- وذلك في ثالث منافسة لها على هذه المسافة.

وبعد الكينية كيبيغون، في سباق الـ 1500 متر بولاية أوريغون العام الماضي، ظهرت الإثيوبية غوداف تسيغاي.

لكن تسيغاي قد تحوّل الميدالية الفضية إلى ذهبية بعد خمسة أيام؛ إذا هي استطاعت تأمين أكبر إنجازاتها على صعيد سباق الـ 5000 متر.

وتقول تسيغاي، ذات الـ 26 عاما، إنها الآن تصبّ تركيزها على سباق المسافة الأطول.

وقالت تسيغاي مؤخرا لبي بي سي: "أرغب في الفوز ببطولة العالم لألعاب القوى مرة أخرى".

ولا شك أن الإثيوبية ليتيسنبيت غيدي، بطلة العالم في سباق الـ 10 آلاف متر، ستنافس بقوة على اللقب مجددا في بودابست.

كذلك، يطمح المغربي سفيان البقالي، في الحفاظ على لقب أحرزه في أوريغون.

ويعدّ البقالي، البالغ من العمر 27 عاما، نفسه "ملك سباقات الموانع".

وكان على الإثيوبي لاميشا جيرما أن يقنَع بالميدالية الفضية في السباقين اللذَين فاز بهما البقالي.

غير أن العدّاء الإثيوبي جيرما، صاحب الـ 22 ربيعا، كشف عن نفسه في باريس بتحطيم رقم قياسي في سباقات الموانع لم يكن قد تحطّم منذ 19 عاما.

أيضا، يعدّ الكيني سايمون كويتش، ذو الـ 20 ربيعا، نجما واعداً في سماء سباقات الـ 3000 متر موانع.

واستطاع كويتش أن يحلّ في المركز الثالث بعد كل من جيرما والبقالي.

Getty Images البطل الأولمبي والعالمي سفيان البقالي يمكن أن يواجه منافسة قوية من صاحب الرقم القياسي في سباقات الموانع لاميشا جيرما

وفي سباقات الـ 10 آلاف متر عدْو رجال، ينافس العدّاء الأوغندي جوشوا كيبتيغي على اللقب العالمي الثالث على التوالي.

وحال نجاحه، سيقترب كيبتيغي، البالغ من العمر 26 عاما، من إنجاز الأسطورتين الإثيوبيين هايلي غبريسيلاسي و كينينيسا بيكيلي، واللذين فازا باللقب أربع مرات متتالية.

وكاد طريق الأوغندي كيبتيغي إلى المجد يصبح أيسر بعد إصابة مواطنه جاكوب كيبليمو، البالغ من العمر 22 عاما، لولا مشاركة الإثيوبيَين بيريهو أريغاوي وسلمون باريغا -الأسرع في العالم حتى الآن في هذا الموسم.

في سبيل المشاركة

يقضي الرياضيون شهورا، إن لم يكن سنوات، في الاستعداد للمشاركة في البطولات الكبرى، ومن هنا لا يصعب على المرء أن يفهم سِرّ غضب بعض هؤلاء الرياضيين عندما يُحال بينهم وبين المشاركة بسبب مشكلات تتعلق باستخراج تأشيرات السفر، على غرار ما وقع للبعض في بطولة العالم لألعاب القوى الأخيرة التي أقيمت في ولاية أوريغون الأمريكية.

ومن هؤلاء: العدّاء الكيني فرديناند أومانيالا، والذي واجه صعوبة في دخول الولايات المتحدة إبان وباء كورونا؛ فلم يحصل بطل سباقات الـ 100 متر على تأشيرة الدخول إلا قبل يوم واحد من مشاركته في أول سباق له بالبطولة.

ولم يصل أومانيالا إلى أرض الولايات المتحدة إلا قبل ثلاث ساعات فقط من انطلاق السباق، بينما كان لا يزال عليه الانتهاء من إجراءات الجمارك وما إلى ذلك. وعليه، لم يكن أمام العدّاء الكيني سوى قليل من الوقت اللازم للاستعداد نفسيا وبدنيا للسباق.

ومع ذلك، استطاع الكيني، البالغ من العمر 27 عاما، الوصول إلى الأدوار قبل النهائية. لكنه ولا شك سيطمح إلى تحقيق إنجاز أكبر في بودابست، وكذلك الجنوب أفريقي أكاني سيمبين الذي حقق المركز الخامس في نهائي سباق الـ 100 متر في أوريغون.

Getty Images العدّاء الكيني فرديناند أومانيالا، يأمل في تحقيق إنجاز أكبر في بودابست

وفي بوتسوانا، ثمة نجم صاعد فاز ببطولة العالم تحت 20 سنة مرتين، هو العدّاء ليتسيل تيبوغو.

واستطاع تيبوغو الوصول إلى الأدوار نصف النهائية العام الماضي في سباق الـ 100 متر.

ويعدّ تيبوغو أصغر الفائزين سِنا بلقب الـ 200 متر في أفريقيا.

ومثل تيبوغو، سينافس العدّاء الليبيري جوزيف فان بولا على سباق الـ 200 متر في بودابست.

ومن جنوب أفريقيا، تشير التوقعات إلى العدّاء وايد فان نيكيرك، والذي يمكن أن يسرق الأضواء في سباق الـ 400 متر الذي يحمل فيه بالفعل الرقم القياسي.

وأصبح نيكريك رابع أسرع عدّاء في العالم هذا العام، لكنه لا يزال متأخرا عن البطل الزامبي موزالا ساموكونغا، الذي يحلّ في المركز الثاني على هذه القائمة، والذي يشارك في البطولة.

وفي سباقات العدْو للنساء، تطمح العدّاءة الإيفوارية مارى جوزيه تا لو إلى الحفاظ على مستواها.

وفي عام 2021، سجلت الإيفوارية رقما قياسيا أفريقيا جديدا في سباق الـ 100 متر.

وفي العام الماضي، حققت ماري جوزيه تا لو المركز السابع في النهائي الذي توّجت به الجامايكية شِلي-آن فريزر-برايس.

ورغم كونها في الـ 34 من عمرها، يمكن للإيفوارية أن تستلهم من تجربة نظيرتها الجامايكية فريزر-برايس التي حققت لقبها العالمي الخامس وهي في الـ 35 من عمرها.

وثبة إلى الذهبية

وفي بوركينا فاسو، استطاع أعظم رياضي في تاريخ البلاد، أوغ فابريس زانغو، لاعب القفز الثلاثي، إحراز الميدالية الفضية العام الماضي، بعد أن أحرز البرونزية في عام 2019.

ولم يسبق لرياضي آخر في بوركينا فاسو أن أحرز أي ميدالية في البطولات العالمية.

وبعد أن أحرز أول ميدالية أولمبية لبلاده في أولمبياد طوكيو، يتطلع زانغو الآن إلى الميدالية الذهبية.

وفي بوركينا فاسو أيضا، هناك مارتي كوالا، بطلة الوثب الطويل وصاحبة عاشر أطول وثبة في العالم هذا العام.

وربما كانت كوالا بعيدة بعض الشي عن الميدالية الذهبية، لكن مشاركتها تشير إلى اهتمام بلادها برياضة الوثب الطويل.

وفي نيجيريا، هناك توبي أموسان، ذات الـ 26 ربيعا، والتي أحرزت لبلادها أول ميدالية ذهبية عالمية في أوريغون في سباق الـ 100 متر حواجز والذي حطمت فيه رقما قياسيا عالميا.

ومن نيجيريا أيضا، هناك إيسي بروم، والتي أحرزت الميدالية الفضية في الوثب الطويل في أوريغون، وكانت قد أحرزت البرونزية من قبل في أولمبياد طوكيو وفي بطولة العالم لألعاب القوى في الدوحة 2019.

وفي غياب منافِستها الألمانية ملايكا ميهامبو، بعد إصابتها في الفخذ، تزيد فرصة إيسي بروم في الحصول على الذهبية في بودابست.

وإذا تمكنت النيجيرية من قنص الذهبية، فستكون بذلك أول أفريقية تحرز هذا اللقب العالمي على الإطلاق.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف