12 عاماً على سقوط القذافي: ما هي أبرز الأحداث التي شهدتها ليبيا؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
في مثل هذا اليوم، 21 أغسطس/آب، دخل المسلحون المنتفضون على نظام معمّر القذافي إلى العاصمة الليبية طرابلس من دون مقاومة، بعد انسحاب مسلحي القذافي منها.
وأعلن من ساحة طرابلس رسمياً عن سقوط النظام بعد حكم دام أكثر من أربعة عقود، وبعد تدخل طائرات قوات حلف الناتو إلى جانب قوى المعارضة المسلحة.
وبعد مرور 12 عاماً على ذلك الإعلان، لم يتمكن الليبيون من تحقيق الاستقرار السياسي والأمني الذي وعدوا أنفسهم به في المرحلة التي تبعت سقوط النظام ورموزه.
ولا تزال ليبيا تعاني من أزمة سياسية ومن الانقسام بين حكومتين، وسط نفوذ كبير للمجموعات المسلحة.
عودة سريعة هنا إلى أبرز الأحداث التي شهدتها الساحة الليبية قبل سقوط القذافي، ومنذ سقوطه حتى الآن.
ما هي الأحداث التي سبقت 21 آب/أغسطس؟شهدت بداية عام 2011 أكثر من انتفاضة في دول عربية لإسقاط أنظمة سياسية هيمنت على الحكم لأكثر من عقدين. بدأت هذه الموجة من تونس وانتقلت إلى مصر واليمن وسوريا ووصلت إلى ليبيا.
في 17 فبراير/شباط، انطلقت التظاهرات في بنغازي والبيضا للمطالبة بإسقاط النظام.
انتقلت الاحتجاجات إلى مناطق ليبية أخرى رغم لجوء القوات الليبية الموالية للنظام إلى قمع الاحتجاجات.
تمكنت المعارضة من السيطرة على غالبية المناطق مع بداية شهر مارس/آذار، وقرر مجلس الأمن في 17 مارس/آذار فرض منطقة حظر جوي والسماح باستعمال القوة ضد قوات معمر القذافي لحماية المدنيين.
بعد يومين على قرار مجلس الأمن، بدأت طائرات حلف الناتو بشن غارات على القوات الموالية لنظام القذافي المتجهة نحو بنغازي التي تحولت إلى معقل المعارضة.
في منتصف نيسان/أبريل، اعترفت مجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا بالمجلس الوطني الانتقالي الذي تشكل في 27 شباط/فبراير.
استمرت المواجهات بين قوات القذافي وقوات المعارضة في مناطق عدة وفي الأول من يونيو/حزيران مدّد حلف الناتو مهمته إلى أيلول/سبتمبر.
في الأول من آب/أغسطس بدأت قوات المعارضة بالزحف إلى العاصمة طرابلس التي كانت لا تزال تحت سيطرة القذافي وقواته.
في 27 آب/أغسطس دخلت القوات المعارضة إلى العاصمة من دون مواجهة أي مقاومة عسكرية، وعمّت الاحتفالات الساحة الخضراء التي سميّت باسم "ميدان الشهداء". وأعلنت المعارضة رسمياً انتهاء حكم القذافي بعد بقائه 42 عاماً في السلطة.
في 20 أكتوبر/تشرين الأول، أعلن مدير المجلس الانتقالي الليبي محمود جبريل مقتل معمر القذافي في هجوم للمعارضة على مسقط رأسه سرت. وكان القذافي لا يزال حياً عند إلقاء القبض عليه، لكن جبريل قال إن القذافي أصيب قبل أسره وقتل في تبادل للنار بين قوات موالية له وقوات المجلس الانتقالي خلال اقتياده في سيارة نحو طرابلس.
شهدت ليبيا أول انتخابات تشريعية بعد أربعة عقود من حكم القذافي في يوليو/تموز 2012. وصوت الليبيون لاختيار أعضاء المؤتمر الوطني العام الذي تسلم صلاحيات المجلس الوطني الانتقالي بعد شهر على انتخابه.
شكّلت الفصائل المسلحة التي شاركت في القتال ضد قوات القذافي، التحدي الأبرز أمام قيام نظام سياسي جديد بعد سقوط السابق.
عام 2014، انطلق حراك مدني للمطالبة بإجراء انتخابات جديدة وعدم التمديد للمؤتمر الوطني العام، وأتت الانتخابات الجديدة بغالبية معارضة للإسلاميين الذين قاطعوا المجلس الجديد.
برز في العام نفسه اسم اللواء خليفة حفتر، الذي سيطر مع قواته على شرق ليبيا وخاض حرباً ضد الفصائل المسلحة الإسلامية، وتحولت ليبيا إلى ساحة قتال بين الميليشيات المتنافسة على السلطة.
ومع نهاية شهر أغسطس/آب من العام نفسه، تمكن إئتلاف "فجر ليبيا" من السيطرة على العاصمة طرابلس وأعاد تفعيل المؤتمر الوطني العام الذي انتهت صلاحيته بعد الانتخابات.
وشكّل الإئتلاف حكومة جديدة في طرابلس. وفي الوقت ذاته انبثقت حكومة ثانية عن المؤتمر الوطني المنتخب في شرق البلاد. وانقسمت السلطة في ليبيا بين حكومتين وبرلمانين.
عام 2015، رعت الأمم المتحدة اتفاقاَ بين الأطراف الليبية في المغرب، عرف باتفاق الصخيرات ونتج عنه تشكيل حكومة وفاق وطني.
لم ينته الصراع على السلطة بعد توقيع اتفاق الصخيرات، وانتقل رئيس حكومة الوفاق إلى طرابلس، بينما بقي حفتر والحكومة التي يدعمها في الشرق.
خلال هذه السنوات تحولت ليبيا أيضاً إلى مسرح للتدخلات الأجنبية من دول مثل الإمارات ومصر وروسيا وتركيا التي أعلنت عن نشر قواتها في طرابلس دعماً لحكومة الوفاق في 2020. ودعمت كل من هذه الدول أحد الأطراف المتنازعة على السلطة.
واستمر خليفة حفتر بحشد قواته ومحاربة الفصائل الإسلامية في بنغازي ومناطق أخرى بين عامي 2016 و2019. وبدأ بغزو الجنوب والتوجه بعد ذلك نحو العاصمة طرابلس حيث واجه مقاومة شديدة. بينما شنت القوات الموالية لحكومة الوفاق هجوماً على معاقل حفتر في الغرب.
عام 2020، أطلقت الأمم المتحدة حواراً جديداً في ليبيا تحت اسم "ملتقى الحوار السياسي الليبي" لإنهاء الأزمة السياسية في ليبيا. واتفق المشاركون على تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
وحدد تاريخ 24 ديسمبر/كانون الأول 2021، موعداً لإجراء انتخابات جديدة.
لكن الإنتخابات تأجلت مرة أخرى لعدم الاتفاق على قاعدة دستورية لإجرائها. وعاد الوضع في ليبيا من جديد إلى مرحلة الانقسام والصراع السياسي- العسكري.
وشهد الأسبوع الماضي اشتباكات جديدة في العاصمة طرابلس أدت إلى مقتل أكثر من 55 شخصاً وإصابة 146 جريحاً.
وجرت المواجهات الأخيرة بين جهاز الردع لمكافحة الإرهاب من جهة وقوات اللواء 444 التابع لوزارة الدفاع من جهة أخرى. وهما قوتين مواليتين للحكومة.
وسلطت هذه المواجهات الضوء من جديد على تنافس الفصائل المسلحة في الداخل الليبي، بينما لا تزال البلاد تعاني من عدم استقرار أمني وسياسي بعد 12 عام على سقوط نظام القذافي، وفي ظلّ الانقسام بين الليبيين مع وجود حكومتين، واحدة في الشرق وأخرى في الغرب.
التعليقات
غباء غربي
زارا -الديمقراطية لم تنشأ في اي بلد اوروبي فجأة، بل تكونت بالتدريج. وهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن فيها ان تتكون ديمقراطية حقيقية. والسؤال هو: لماذا اراد الغرب للبلدان التي عاشت في ظل حكومات ديكتاتورية دموية، ان تتحول فجأة الى الديمقراطية؟!
امريكا وكلابها - من القذافي - لصدام - وباقي الخليج ..
عدنان احسان- امريكا -الى حهنم وبئس المصير ..
اوروبا ضحت بعشرات الملايين من الأرواح في حربين عالمييتين لعقود للوصول إلى الديمقراطية
حمص الشام -ما يتم هدمه في أيام يحتاج لسنوات لإعادة بنائه . فكم يحتاج بناء مجتمع تم تخريبه عمدا بشكل ممنهج ومدروس على مدى أربعة عقود في ليبيا وسوريا؟ ما يحدث في ليبيا اليوم هو أمر طبيعي لوضع أسس للحرية والديمقراطية والتعايش التي لا تعرفها الشعوب العربية ( كالرمال في إناء مخضوض يحتاج لزمن لتترسب) أي أن ليبيا تسير على الطريق الصحيح . نفهم أن تطول المدة في دولة مثل سوريا بعد إنتصار الثورة لتعدد الأطياف ونقص الموارد ، ولكن ما هو غير مفهوم ولا تفسير له غير المصالح الخارجية بأن تطول مدة الإستقرار في ليبيا لقلة عدد السكان وكثرة الموارد التي تكفي الجميع وتطمرهم . لذا يجب على الليبيين الجلوس والتفاوض والتفاهم وقطع الأيادي الخارجية والداخلية التي من مصلحتها أن يبقى الحال على ما هو عليه لنهب ثروات البلاد وإبادة الشعب الليبي وعدم تمكنه من إسترجاع مئات المليارات التي إختفت في لمح البصر بعد موت القذافي.