زلزال الحوز: كيف يتعايش المغرب مع الكارثة؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ما زال المغاربة يحاولون استيعاب صدمة الزلزال الذي ضرب بلدهم، مساء الجمعة 8 من سبتمبر/أيلول، وأسفر عن سقوط أكثر من 2000 قتيل ونحو 2100 مصاب، طبقا للإحصاءات الرسمية لوزارة الداخلية المغربية، فضلا عن تهدم قرى بأكملها.
ويتخوف المغاربة من ارتفاع أعداد القتلى مع سعي فرق البحث والإنقاذ للوصول إلى المناطق المتضررة ذات التضاريس الوعرة، خاصة في ظل تضرر خدمة الكهرباء والهاتف في تلك المناطق عقب الزلزال.
وأعلن المعهد الوطني للجيوفيزياء، مساء الجمعة، عن تسجيل هزة أرضية بإقليم الحوز بلغت قوتها 7 درجات على مقياس ريختر، وفق ما سجلته الشبكة الوطنية لرصد الزلازل.
وأوضح المصدر ذاته أن الهزة الأرضية حدثت عند الساعة الحادية عشر و11 دقيقة وثانية واحدة (التوقيت المحلي)، وكان مركزها "جماعة إيغيل" التابعة لإقليم الحوز، على عمق قرابة 8 كيلومترات.
وقال مسؤول في المعهد المغربي للجيوفيزياء إن "الزلزال هو الأعنف في المغرب منذ أكثر من قرن".
وترأس الملك المغربي، محمد السادس، السبت 9 من سبتمبر/أيلول، جلسة طارئة لبحث تداعيات الزلزال. كذلك، أُعلن الحداد الوطني في المغرب لمدة ثلاثة أيام، مع تنكيس العلم الوطني فوق جميع المباني الحكومية.
وشعر بالهزة الأرضية بشكل قوي سكان مدن مراكش وأكادير والعاصمة الرباط.
وكانت ولاية الحوز، مركز الزلزال، أكثر المناطق تضررا 1293 قتيلا، تلتها ولاية تارودانت 452 قتيلا، وتبعد ولاية الحوز نحو 70 كيلومترا من مدينة مراكش السياحية.
وتسبب الزلزال وما تبعه من هزات ارتدادية في تصدع العديد من المباني والمنازل، ما دفع الكثير من العوائل المغربية إلى تفضيل المبيت والإقامة في الشوارع والمناطق المفتوحة.
ولا يزال سكان المناطق المتضررة يبحثون عن ناجين تحت أنقاض منازلهم.
"منظمات إنسانية تحذر ولُحمة مغربية داخلية"وأعلن المرصد الأورومتوسطي للزلازل أنه سجّل الأحد، 10 من سبتمبر/أيلول، هزة أرضية جديدة (هزة ارتدادية) بلغت قوتها 4.5 درجات على مقياس ريختر، على بعد 77 كيلومترا جنوب غرب مراكش.
وبدأ المغاربة، الأحد 10 من سبتمبر/أيلول، تشيع جثمان الضحايا، كما تسببت الكارثة في فقد كثير من العائلات لكل ما تملك، وأصبحت في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية.
وقال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إن "بعض المناطق الأكثر تضررا هي مناطق نائية وجبلية للغاية، وبالتالي يصعب الوصول إليها". وأشار الاتحاد الدولي إلى أنه "يعمل جاهدا لدعم جمعية الهلال الأحمر المغربي الوطنية".
وقالت كارولين هولت، مديرة إدارة الكوارث والمناخ والأزمات في الاتحاد، إن هناك حاجة ماسة لمياه الشرب الآمنة لمنع "كارثة داخل كارثة". وحذرت المنظمة الإنسانية من أن تعافي المغرب قد يستغرق أشهرا، إن لم يكن سنوات.
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى إن أكثر من 300 ألف شخص يعيشون في المناطق الأكثر تضررا، وحذر الخبراء من أن الـ 48 ساعة القادمة ستكون "حاسمة" لإنقاذ الأرواح.
ومع استمرار جهود الإنقاذ ورفع الأنقاض، يأمل المغاربة في أن تتمكن فرق الإنقاذ من إخراج ناجين من تحت الأنقاض.
وشهدت المستشفيات إقبالا ملحوظا من جانب المغاربة للتبرع بالدم، كذلك انطلقت حملات تطوعية لجمع المساعدات الإنسانية من دواء وغذاء لتقديمها للمتضررين. وأظهرت مقاطع مصورة، على مواقع التواصل الاجتماعي، جهود المواطنين المغاربة في جمع التبرعات.
كما فتحت بعض العائلات المغربية بيوتها لاستقبال المتضررين.
"تضامن عربي ودولي مع المغرب"وأعربت الجزائر عن تضامنها التام مع الشعب المغربي، كما قررت السلطات الجزائرية فتح المجال الجوي أمام الرحلات لنقل المساعدات الانسانية والجرحى والمصابين.
كذلك أبدت الجزائر استعدادها لتقديم المساعدات ووضع كافة الإمكانيات المادية والبشرية، حال ما طلب المغرب ذلك.
وكانت مصر والسعودية والإمارات وقطر من أول الدول العربية التي أعربت عن استعدادها لمساعدة المغرب.
كما عرضت كل من إسرائيل وتركيا المساعدة وإرسال فرق إنقاذ حال طلبت السلطات المغربية.
وبثت وزارة الدفاع الإسبانية ووحدة الطوارئ العسكرية مقاطع مصورة تظهر وصول فريق إنقاذ إلى مدينة مراكش، للمشاركة في جهود البحث والإنقاذ.
كما أعرب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن "حزنه الشديد لسقوط ضحايا"، وقالت واشنطن إنها على استعداد لتقديم الدعم العاجل في مجالات البحث والإنقاذ والمساعدة الطبية.
كذلك أكد قادة الاتحاد الأوروبي تضامنهم مع المغرب في رسالة موجهة إلى ملك المغرب محمد السادس.
وجاء في رسالة قادة دول الاتحاد الأوروبي: "نشعر بحزن عميق إزاء العواقب المدمرة لهذا الحدث المأساوي، يقف الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء في تضامن كامل مع الشعب المغربي في هذه اللحظة الصعبة".
وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها المغرب لزلزال، إذ يتذكر المغاربة زلزال عام 1960، الذي ضرب مدينة أكادير، وكانت قوته 5.7 درجات على مقياس ريختر، وتسبب في مقتل نحو 15 ألف قتيل وتشريد 35 ألفاً آخرين، بالإضافة إلى خسائر مادية قدرت آنذاك بمقدار 290 مليون دولار.
برأيكم،
كيف يتعايش المغرب مع كارثة زلزال الحوز؟ هل تسير عمليات الانقاذ والإغاثة بالوتيرة المطلوبة؟ كيف تقيّمون تعامل السلطات المغربية مع كارثة الزلزال وتداعياتها؟ وكيف ترون حملات التطوع التي أطلقها المغاربة فور وقوع الكارثة؟سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 11 سبتمبر/ أيلول
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر منصة إكس X على الوسمnuqtat_hewar@
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب