باشينيان يعتبر أن تحالفات بلاده الحالية "غير مجدية"
يريفان تبتعد عن موسكو ووصول أول اللاجئين من قره باغ الى أرمينيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كورنيدزور (ارمينيا): وصلت أول مجموعة من اللاجئين الفارين من ناغورني قره باغ الأحد الى أرمينيا التي انتقدت بشكل ضمني روسيا لعدم تقديمها الدعم لها إثر انتصار الجيش الأذربيجاني على الانفصاليين في هذا الإقليم الذي يضم غالبية أرمينية.
واعتبر رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان الأحد تحالفات بلاده الحالية "غير مجدية" قائلاً في كلمة متلفزة "إن أنظمة الأمن الخارجي التي تنضوي فيها أرمينيا أثبتت أنها غير مجدية لحماية أمنها ومصالحها".
وأضاف "لم تتخل أرمينيا يوماً عن التزاماتها ولم تخن حلفاءها. لكن تحليل الوضع يظهر أن الأنظمة الأمنية والحلفاء الذين نعتمد عليهم منذ فترة طويلة حدّدوا لأنفسهم مهمة إظهار ضعفنا وعدم قدرة الشعب الأرميني على أن تكون له دولة مستقلة".
وينطوي كلامه على إشارة ضمنية إلى علاقاته الطويلة الأمد مع موسكو الموروثة منذ كانت أرمينيا جزءًا من الاتحاد السوفياتي مثل اذربيجان المجاورة، وخصوصا ان ارمينيا لا تزال عضوا في منظمة معاهدة الأمن الجماعي وهو تحالف عسكري ترأسه روسيا.
في دليل جديد على الاثر الدولي القوي الذي تتركه هذه الأزمة الجديدة، سيلتقي الرئيس التركي رجب طيب إردوغان نظيره الأذربيجاني إلهام علييف الاثنين في منطقة ناخيتشيفان الأذربيجانية الواقعة بين أرمينيا وإيران والمتاخمة لتركيا، حسبما ذكرت الرئاسة التركية الأحد.
كما يلتقي رئيس الوزراء الأرميني والرئيس الأذربيجاني الشهر المقبل في غرناطة (جنوب اسبانيا) بمشاركة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال.
أول اللاجئين
بعد ظهر الأحد، دخلت مجموعة أولى من اللاجئين الفارين من ناغورني قره باغ، أرمينيا. ووصل بضع عشرات من سكان هذه المنطقة، معظمهم نساء وأطفال ومسنون، الى مركز إيواء أقامته الحكومة الأرمينية في كورنيدزور.
وقال بعض اللاجئين لفرانس برس إنهم أتوا من قرية ايغتساهوغ الحدودية، فيما أورد آخرون أنهم عبروا مسافات طويلة في هذه المنطقة الجبلية من القوقاز.
وأفادت السلطات الأرمينية في ناغورني قره باغ الأحد أن المدنيين الذين شردتهم أعمال العنف الأخيرة سينقلون الى أرمينيا بمساعدة جنود حفظ السلام الروس المنتشرين منذ الحرب السابقة في 2020.
وتعهدت أذربيجان السماح للمقاتلين الانفصاليين الذين يسلمون سلاحهم بالمغادرة الى أرمينيا. وأعلنت الداخلية الأذربيجانية الاحد أنها ستنظم قوافل تضم حافلات للمقاتلين السابقين، لافتة الى أن بعضهم يستطيع ايضا المغادرة في سيارات.
وعبر هذه النقطة الحدودية نفسها في كورنيدزور ستمر 23 سيارة اسعاف لنقل "مواطنين مصابين بجروح بالغة" برفقة أطباء وموظفين في الصليب الأحمر كما أوضحت وزارة الصحة الأرمينية.
مخاوف من فرار جماعي
وقال رجل لفرانس برس إنه كان ينتمي الى المقاومة الانفصالية حتى أجبر هجوم أذربيجان الانفصاليين الاربعاء على الاستسلام.
واورد هذا القروي الثلاثيني الذي كان ينتظر مع آخرين تسجيل اسمائهم في المركز الإنساني الذي أقيم في كورنيدزور، "عائلاتنا كانت في الملاجىء. كنا في الجيش لكننا اضطرنا بالامس الى تسليم سلاحنا".
في هذا السياق، يخشى كثيرون أن يفر السكان المحليون بشكل جماعي، في وقت تشدد القوات الأذربيجانية قبضتها، لانه بالإضافة إلى القلق السائد بين سكان ناغورني قره باغ البالغ عددهم 120 ألفا، فإن الوضع الإنساني لا يزال متوترا جدا هناك.
وقال مراسل وكالة فرانس برس ان "عاصمة" الاقليم سيتباناكيرت المطوقة من قبل القوات الاذربيجانية، محرومة من الكهرباء والوقود وسكانها تنقصهم المواد الغذائية والأدوية.
السبت دخلت أول قافلة مساعدات دولية إلى ناغورني قره باغ حيث عرض الجيش الأذربيجاني أمام صحافيين مئات الأسلحة التي صادرها من الانفصاليين، على مرتفعات "العاصمة" ستيباناكيرت.
من جهتها، طالبت ارمينيا من على منبر الأمم المتحدة في نيويورك بارسال بعثة للامم المتحدة "فورا" الى المنطقة مكررة اتهاماتها بحصول "تطهير اتني".
من جانب آخر فان التوتر لا يزال شديدًا على المعبر الحدودي في كورنيدزور حيث يحاول عشرات الأرمينين الغاضبين الحصول على أخبار عن عائلاتهم كما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. وتسري شائعات بين الحشود الى حد أن رجلاً قام بسحب سكينه.
وقال رجل يبلغ 43 عاماً "كان ابني في الجيش في آرتساخ (ناغورني كاراباخ). هو على قيد الحياة ولكني قلق عليه".
وأضاف أنه "يأمل أن تعبر جماعات مسلحة الحدود". وقال "إذا فعلوا ذلك، فسأذهب معهم لإنقاذ ابني" من هذا الجيب الجبلي الذي ضمته السلطة السوفياتية إلى أذربيجان عام 1921 والذي كان في الماضي مسرحاً لحربين: واحدة في 1988 حتى 1994 (30 ألف قتيل) والأخرى في خريف 2020 (6500 قتيل).
يدل على ذلك، على الجانب الأذربيجاني، آثار عميقة ناجمة عن تاريخ هذه المنطقة، وتحديداً في مدينة بيلاغان القريبة جدًا من ناغورني قره باغ، حيث تعرض عشرات الصور لأشخاص قتلوا قبل ثلاثة أعوام أو خلال الحرب الأولى وسط أعلام اذربيجانية.
وقال فاميل زالوف وهو مزارع خمسيني لوكالة فرانس برس "أنا أدعم" العملية الجارية التي تقوم بها باكو للسيطرة على هذه المنطقة الانفصالية "لقد تم تحرير أرضنا الجميلة".
ورداً على سؤال حول تعايش مستقبلي مع الأرمن، قال "شخصياً لا يمكنني ذلك بسبب شقيقي البالغ 18 عاماً والذي استشهد عام 1993، لا يمكنني تقبل ذلك. الرئيس (علييف) أوضح لهم الطريق، الممر مفتوح، يمكنهم استخدامه والذهاب".
وخلص الى القول "أنا فخور لأن شقيقي نال ثأره".
ولدت مينايا فالييفا عام 1951 وقالت "إذا حفرت تربة هذه الجبال (...) ستجد أشياء، سترة جدنا الصوفية، ستجد أمشاط جدتنا، لكنك لن تجد شيئاً يخص الأرمن أو الروس".
لا تحظى بإجماع
ولكن يبدو أن الحرب لا تحظى بإجماع في اذربيجان. وذكرت الناشطة الأذربيجانية في مجال حقوق الإنسان جالا بيراموفا على منصة أكس الأحد، "هذا الأسبوع، تم توقيف خمسة أشخاص في أذربيجان بسبب رسائل مناهضة للحرب وأربعة آخرين بسبب نشاطهم السياسي".
وقالت "الجميع حكم عليهم بعقوبات تراوح بين السجن 30 يوماً الى شهرين من الحجز الاحتياطي".