أخبار

قراءةٌ متأنية لمفاجأة حماس وهزيمة الدولة العبرية

ضربةٌ غير مسبوقة وإسرائيل تُلدغ من الجحر مرتين 

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (في الوسط) يترأس الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من القدس: من السابق لاوانه التكهن بنتيجة الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس والتي قد تنتهي سريعًا، إلا انه من الواضح ان حماس قامت بهجوم ناجح بكل المقاييس الحربية.

أبرز المواقف الأوروبية حول هجوم حماس على إسرائيل

قد أحرج هذا الهجوم جيش إسرائيل الأقوى في الشرق الاوسط وأذهل العالم من ناحية عدد القتلى والجرحى والأسرى، وطريقة الدخول بالعناصر المدربة جيدًا من الجو والبحر والبر دون مقاومة تذكر من قبل جيش اسرائيل في يوم سبت صادف اخر ايام عيد العرش، وجاء بعد خمسين عامًا ويومًا واحدًا من مفاجأة العبور المصرية والسورية في حرب اكتوبر من العام ١٩٧٣.
لا شك ان من قرر الدخول في هذه المواجهة كان يعلم انه سينجح في احراج اسرائيل لكن نتائج هذا الهجوم الناجح اذهلت حتى حماس وقادتها خاصة بأعداد الأسرى والمحتجزين من المدنيين ومن الجنود والضباط.
ومن المؤكد ان تبعات هذا الهجوم الناجح ستكون مدمرة على قطاع غزة وسكانه العزل. وربما غاب هذا الاحتمال عن بال من امر ببدء الهجوم واسكره النجاح الباهر.

أفيخاي أدرعي: "جيش الدفاع الإسرائيلي يُطلق السيوف الحديدية ضد حماس"


ذهول في إسرائيل
في اسرائيل، ذُهلوا من قوة الهجوم وبأس المقاتلين من حماس واصرارهم على احتلال قرى ومدن ومراكز للجيش والشرطة وقوات الأمن.
ويبدو أن قادة اسرائيل لم يفهموا رسائل حماس والجهاد خلال الفترة الاخيرة. ولم يتلقوا بآذان صاغية وتحليل صحيح المناورات والتدريبات التي كانت تجريها حماس على مثل هذا السيناريو.
فبعد الاعلان عن تقدم مفاوضات التطبيع مع السعودية، تصرفت إسرائيل وكأن اتفاقية السلام قد وُقّعت، وكأن ما تبقى هو افتتاح السفارات في الرياض وفي تل ابيب وتبادل السفراء.
هذا الشعور الذي ادخله نتانياهو المأزوم لذهنية المنطقة بأكملها بالاضافة لتطرف أوساط واسعة في صفوف المتدينين اليهود من انصار وزير الامن الداخلي ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموطرتش والاحزاب الدينية الاخرى واقتحامات الحرم القدسي المتتالية من قبل وزراء واعضاء كنيست وانفلات المستوطنين في الضفة الغربية والتنكيل بالفلسطينيين، جعل امر المواجهة حتميا. إلا ان عنجهية قادة الاستخبارات الإسرائيلية وعدم فهمهم لاشارات حماس، اوصلتهم الى هذا الحال من الهزيمة التي لا تقل عن هزيمة اكتوبر ٧٣ المعنوية، وربما اكثر من ذلك.

نتانياهو: إنها الحربالسلطات الإسرائيلية تبدأ بإجلاء سكان غلاف غزة


عجز الحكومة
حكومة اسرائيل الحالية غير مؤهلة، ولا تستطيع الدخول في حرب طويلة الامد لاسترجاع الردع واعادة الشعور بالامان لسكان الجنوب الاسرائيلي الذين شاهدوا بام اعينهم فقدان الامن وعجز جيشهم عن حمايتهم.
فحكومة اسرائيل الحالية تضم وزراء لا خبرة عسكرية لديهم ومنهم من تهرّب من الخدمة العسكرية او لم يتجند بتاتا وغالبية الوزراء من خريجي السجون بسبب الفساد والرشاوى او العمليات الارهابية ضد الفلسطينيين ومنهم من تخرج من المدارس الدينية المتطرفة التي لا تعترف حتى بكيان دولة اسرائيل وما يفعلونه هو انتظار المسيح لتخليصهم وبناء الهيكل.

هذه الحكومة الضعيفة والمتطرفة تعد العدة لحرب استعادة الهيبة والردع في ظل خشية كبيرة من دخول حزب الله لهذه الحرب وربما جبهات اخرى من سوريا ومن الضفة الغربية ومن عرب الداخل الاسرائيلي، ولا يبدو ان احدا ينظر لهذه الحكومة بشكل جدي.

ولقد سخر الناطق بلسان كتائب القسام من تصريحات نتانياهو النارية وعايره بجنوده الذين تساقطوا امام مقاتلي المقاومة كالجرذان حسب تعبيره.

نتنياهو: سننتقم من حماسأربع حروب سابقة بين الفلسطينيين وإسرائيل منذ 15 عاماً


حكومة طوارئ
من جهة اخرى تجري مباحثات حثيثة بين قادة المعارضة وبين بنيامين نتانياهو لتشكيل حكومة طوارئ لادارة الحرب في محاولة لاظهار الوحدة بين ابناء الشعب برغم الانقسام الحاصل بسبب سياسة نتانياهو وحكومته التي تريد تجريد المحكمة العليا من صلاحياتها والانفراد بالقرارات.

المعارضة واركانها اعلنوا استعدادهم لدخول حكومة طوارئ لادارة الحرب لكن الامر منوط بموافقة نتانياهو الذي يريد المشاركة على اساس حرب ٦٧ (حرب الايام الستة) اذ اشرك ليفي اشكول رئيس حكومة اسرائيل انذاك المعارضة ورئيسها مناحيم بيغن في قرارت الحرب والتي دامت ٦ ايام فقط، بعدها عادت الحكومة الى سابق عهدها دون المعارضة.

تساؤلات
يبقى السؤال حاليا ماذا ستكون اهداف حرب اسرائيل على حماس في غزة، هل هي فقط لتدمير القطاع وتشريد اكثر من مليوني فلسطيني، ام القضاء على حكم حماس هناك واحتلال غزة لمدة طويلة وانهاء تشكيلات الفصائل في غزة؟ وكيف ستتعامل اسرائيل مع اعداد الاسرى الاسرائيليين في قطاع غزة والموزعين على كل المحاور؟ وهل ستستخدم منطق "حنيبعل"اي قتل الاسرى ومن معهم كي لا يشكلوا عبئًا على الجيش خلال الحرب؟ وهل سيصمد نتانياهو وحكومته تحت ضغط الشارع الاسرائيلي وعائلات الاسرى من الجنود والمدنيين خاصة وان قيادة حماس اعلنت انها لن تقبل باقل من اطلاق سراح جميع الاسرى الفلسطينيين مقابل اسرى عملية طوفان الاقصى والتي تطلق عليها اسرائيل السيوف الحديدية؟

الأسرى ورقة ضغط
الوضع الاسرائيلي الداخلي والخلافات وظاهرة الرفض وعدم التطوع والخلاف بين المعسكر العلماني وبين معسكر اليمين المتطرف والمتدينين الوطنيين والمتزمتين يجعل من مهمة هذه الحكومة شبه مستحيلة بالرغم من كل التصريحات بشأن وحدة الشعب اليهودي في الحرب.

حماس من جهتها نجحت في المرحلة الاولى ووجهت ضربة تاريخية لاسرائيل ويبدو ان حماس تريد الان انهاء الحرب وتسجيل انتصار كبير على اسرائيل وستسعى بكل الوسائل لمنع حكومة نتانياهو من الدخول في حرب طويلة وقد تستطيع النجاح بذلك بسبب الاعداد الكبيرة من الاسرى والمحتجزين لديها في قطاع غزة. لان حماس تعلم جيدا مدى الحساسية لهذا الامر في اسرائيل وخاصة الرأي العام لموضوع الاسرى، وصفقة الجندي الوحيد غلعاد شاليط مقابل اكثر من الف اسير فلسطيني خير برهان على ذلك.

القوانين الدولية
التقديرات تشير الى نية الجيش استخدام طرق واسلحة لم تُستخدم سابقا مع تجاهل للقوانين الدولية والدخول بحرب مدمرة في هذه المرحلة مستغلين تعاطف الغرب مع اسرائيل بسبب الصور القاسية ومناظر القتلى والجرحى والاسرى من الاطفال والنساء والشيوخ.

يبقى السؤال هل ستدير حكومة نتانياهو الضعيفة وقليلة التجربة والمتطرفة، هذه الحرب المصيرية والتي ستقرر استراتيجية اسرائيل ومصالحها القومية لعقود قادمة، ام سيضطر نتانياهو تشكيل حكومة طوارئ والاستغناء عن حلفاء الانقاذ من المحاكم ولوائح الاتهام بالرشوة والفساد؟
ومن جهة اخرى كيف ستحافظ حماس على هذا الانجاز التاريخي وهل ستستطيع ذلك ام ان سكان غزة سيكونون كبش الفداء مرة اخرى؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لا فائدة منكم
من الشرق الأوسط -

لا فائدة من العرب، لن يتعلموا ابدا من اخطائهم، يسكرون ب"نجاحات" مؤقتة ويظلون يتغنون بأمجادها لعقود ناسين فشلهم الدائم. نتائج هذا الهجوم كارثي جدا للفلسطنيين، للأسف الآن ايران وقبلها دول عربية استخدموا فلسطين واهلها وسيلة لنقل صراعاتهم. لو عملت حماس والفصائل الأخرى على بناء قطاع غزة وجعلها مكانا للعيش الكريم وازدهار السياحة، لكان هذا اكبر انتصار لهم وهزيمة لإسرائيل. لكن الذي حصل هو انهم جعلوا غزة مكانا للبؤس والفقر والمرض والبطالة، والآن بهذا التصرف فالأمر قد يعني نهاية اي كيان للفسلطينيين.