أخبار

كيف نتجنب صراعاً واسع النطاق في الشرق الأوسط؟

تقرير أميركي: الحرب الشاملة على غزة ليست الحل.. إنما هي المشكلة!

قصف إسرائيلي على غزة، الاثنين 9 أكتوبر 2023
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يبدو أن رد المسؤولين الإسرائيليين على هجوم حماس هو "الحرب الشاملة". ماذا سيحدث إن بذلت الولايات المتحدة ما بوسعها لمنع ذلك؟

إيلاف: إن الهجمات التي شنتها حماس على إسرائيل أثارت الإدانة بسبب قتلها المئات من المدنيين من دون تمييز وأخذها أعداداً كبيرة من الرهائن. سعت إسرائيل إلى الرد على هذه الهجمات. السؤال: ما الذي ينبغي أن يتضمنه هذا الرد؟

يبدو أن الرد الذي حدده المسؤولون الإسرائيليون حتى الآن يميل بسرعة نحو حرب شاملة، أي غزو بري محتمل وتشديد الحصار على غزة. مرجح أن يؤدي هذا النهج إلى مقتل المئات، إن لم نقل الآلاف، من المدنيين الفلسطينيين، في حين يتسبب في معاناة هائلة لبقية سكان القطاع الذين يتجاوز عددهم مليوني نسمة . الرد على هجمات حماس أمر ملائم، لكن الحرب الشاملة ليست الحل، لا أخلاقياً ولا استراتيجياً.

بالنسبة لإدارة بايدن، موقفها حتى الآن هو الانخراط "الكلي" في دعم النهج الإسرائيلي، بما في ذلك نشر مجموعة حاملات طائرات في المنطقة والتعهد بتسريع توريد كميات كبيرة من الأسلحة إلى إسرائيل. يخاطر هذا النهج بإشعال حرب أوسع نطاقاً، من شأنها أن تزعزع استقرار الشرق الأوسط.

كحد أدنى، على إدارة بايدن أن تشير إلى حكومة بنيامين نتنياهو بأنه عليها مراعاة قوانين الحرب في ردها على هجوم حماس، بما في ذلك الحرص على تجنب قتل المدنيين. علاوة على ذلك، يتعين على الولايات المتحدة أن تنسق مع لاعبين آخرين في المنطقة لتعزيز وقف إطلاق النار الذي من شأنه أن يمنع وفاة الآلاف من الفلسطينيين والمزيد من الإسرائيليين.

عند تقييم الحرب الحالية، مهم أن نأخذ في الحسبان السياق، بما في ذلك الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة منذ 16 عامًا، وردات الفعل غير المتناسبة على الهجمات السابقة التي أدت إلى مقتل أعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين، ودعمها المستمر لإسرائيل، إلى جانب المستوطنات في الضفة الغربية التي قوضت أي أمل في حل الدولتين للصراع. لا شيء من هذا يبرر هجمات حماس أو عواقبها على مئات المدنيين الإسرائيليين، ولكن لا يمكن لأي تحليل لجذور الحرب أن يتجاهل هذه الخلفية التاريخية.

أثار الدور التاريخي الذي لعبته إيران في توفير الأسلحة والتدريب لحماس دعوات في واشنطن وتل أبيب لمحاسبة طهران، وهذا ما قد لا يكون رمزاً دقيقاً لشن هجوم عسكري على إيران. لم يتم إثبات المزاعم بأن إيران وجهت أو ساعدت في التخطيط لهجمات حماس، على الرغم من أن إدارة بايدن تعهدت بالتحقيق في ما إذا كان الأمر كذلك.

مرجح أن يدفع الهجوم على إيران طهران إلى مهاجمة أهداف أميركية وإسرائيلية في المنطقة، بما في ذلك القوات الأميركية في سوريا والعراق. وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى تصعيد أي هجمات أميركية أو إسرائيلية على إيران، في دوامة تصاعدية يمكن أن تؤدي إلى مواجهة طويلة الأمد من شأنها أن تهدد استقرار المنطقة لسنوات مقبلة - وهي نتيجة ستكون لها عواقب سلبية بالتأكيد على المصالح الأميركية.

إدارة بايدن ليست ملزمة بتأييد أهداف تل أبيب المعلنة للحرب، نظرًا للمخاطر التي تشكلها لتقويض أي احتمال لحل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، فضلاً عن احتمال إطالة أمدها بجر الولايات المتحدة إلى حرب كبيرة أخرى في الشرق الأوسط. وسيكون صعبًا تنفيذ أي من التدابير المذكورة أعلاه في أعقاب هجمات حماس مباشرة، لكنها شروط مسبقة ضرورية لتجنب جيل آخر من الحرب التي يمكن أن تمتد إلى ما هو أبعد من إسرائيل وفلسطين وتعرض الجنود والمواطنين الأميركيين للخطر.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن موقع "ريسبونسيبل ستايتكرافت" الأميركي

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف