أخبار

قال في مراكش ان إمكانات النمو في افريقيا تظل استثنائية

رئيس البنك الدولي:عبء الديون يعيق تحقيق أهداف التنمية المستدامة

رئيس مجموعة البنك الدولي،أجاي بانغا، يتحدث في مراكش
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من مراكش:أعلن رئيس مجموعة البنك الدولي،أجاي بانغا،الأربعاء بمراكش، أن عبء الديون الذي يثقل كاهل بعض البلدان يعيق تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وقال بانغا،خلال مؤتمر صحافي بمناسبة الاجتماعات السنوية للبنك وصندوق النقد الدوليين،إن "عبء الديون يبطئ التنمية ويعقد تحقيق أهداف التنمية المستدامة".

وتابع قائلا "حتى لو كانت الديون تمنع الدول من الاستثمار حيث ينبغي لها، فلا يمكننا استبدال الإطار المشترك"لمجموعة العشرين لمعالجة الديون".

وأفاد أن هذا الإطار المشترك بدأ يؤتي ثماره، مشيرا إلى أن العملية طويلة جدا، إلا أنه تم تسجيل تقدم بالعديد من البلدان الإفريقية.

بالمقابل،أبرز بانغا ضرورة إعادة النظر في شكل الدين لمواءمته بشكل أفضل مع واقع السوق الذي لم يعد كما كان قبل 20 سنة.

وشدد على ضرورة تعبئة كل الفاعلين حول الطاولة نفسها من أجل فهم أفضل للوضع بالبلدان المدينة.

وأفاد بانغا أن إمكانات النمو بإفريقيا تظل "استثنائية"،رغم التحديات التي لا يزال يتعين رفعها.

وقال بانغا،خلال مؤتمر صحافي بمناسبة الاجتماعات السنوية للبنك وصندوق النقد الدوليين، التي تتواصل فعالياتها إلى غاية 15 أكتوبر الجاري بمراكش،إن "مستوى النمو الديمغراقي بإفريقيا في السنوات المقبلة وإمكانات النمو في القارة هي استثنائية.ومع ذلك،لا تزال هناك تحديات حقيقية ينبغي مواجهتها على أرض الواقع".

ومن بين هذه التحديات المتعددة ،أشار بانجا إلى المشاكل المرتبطة بالمبادلات التجارية،مسجلا أن ضمان حرية نقل السلع في إفريقيا لا يزال "معقدا للغاية".

وأضاف "في الواقع، أضحى إرسال البضائع من إفريقيا نحو وجهة خارجية وإعادتها إلى إفريقيا أقل تكلفة من المرور مباشرة من بلد لآخر عبر الحدود الإفريقية".

وتابع قائلا "يجب إذا مواصلة تشجيع التبادلات البين-إقليمية، وذلك لخلق فرص عمل للشباب والاستفادة بالتالي من هذا النمو الديموغرافي للقارة".

من جهة أخرى،شدد بانغا على ضرورة تعزيز المنظومة الصحية،مشيرا إلى أن الهدف لا يتعلق فقط بتلقي الرعاية،بل وضع الأجهزة الطبية التي تم تطويرها في إفريقيا من أجل أفريقيا.

وأكد على أن ضمان الولوج إلى خدمات الرعاية والتوفر على الأجهزة والمعدات الطبية، على المدى الطويل، يستلزم بالضرورة تصنيع هذه المنتجات " في إفريقيا خدمة لإفريقيا "،داعيا بقية بلدان القارة إلى استلهام التجربة المغربية في تصنيع الأدوية الجنيسة.وأوضح بانغا،في هذا الإطار،أن "من شأن هذا الأمر أن يساعد في حل جزء من مشكلة سلسلة التوريد الصيدلانية التي برزت إبان جائحة كورونا، والاستعداد على نحو أفضل لأي أزمة صحية عالمية محتملة".

وشدد بانغا كذلك،على أهمية تعزيز المنظومة التعليمية لتمكين الشباب الأفارقة من إبراز قدراتهم وإعدادهم بشكل أفضل للاندماج في سوق الشغل.

على صعيد اخر،أبرز رئيس مجموعة البنك الدولي،جهود إعادة الإعمار المتميزة التي تبذلها المملكة المغربية بعد زلزال الحوز.

وشدد بانغا على أن المغرب اتخذ تدابير مهمة في مجال إعادة الإعمار،لا سيما تلك الرامية إلى التخفيف من آثار هذه الكارثة الطبيعية على تمدرس الأطفال في المناطق المتضررة.و ذكر رئيس البنك الدولي بزيارته، يوم الاثنين الماضي، للثانوية الإعدادية الأطلس الكبير ببلدة أسني بإقليم الحوز، مضيفا أن عودة الأطفال إلى المدرسة تظل أولوية قصوى، سواء بالنسبة للمغرب أو البنك الدولي، الملتزم تماما بضمان تعليم الشباب.

وأشار ،في هذا الإطار،الى أن من بين الأهداف الرئيسية لعمل البنك الدولي هو الإدماج الاقتصادي للشباب والنساء،والذي يمر بشكل حتمي عبر تمدرس الأطفال، وخاصة الفتيات،من أجل تمكينهم من المساهمة في التنمية الاقتصادية لبلدانهم.

وبخصوص الشراكة بين البنك الدولي والمغرب، أبرز بانغا أن المملكة شريك موثوق، مذكرا بأن المؤسسة المالية تواكب المغرب في تنفيذ نموذجه التنموي الجديد.

وفي ما يتعلق بانتظارات البنك الدولي بخصوص هذه الاجتماعات السنوية التي تعقد في إفريقيا بعد 50 عاما من الغياب، اعتبر أن هذا الحدث الكبير سيمكن من استعراض الفرص التي ينبغي اغتنامها وإعطاء نفس جديد للنمو الاقتصادي بالقارة.

من جهته، قال مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى بصندوق النقد الدولي، جهاد أزعور ، إن المغرب حافظ على قدرته على تجاوز تبعات مختلف الصدمات، بما في ذلك الأزمة المرتبطة بفيروس كوفيد-19، والجفاف.

وأبرز أزعور أن المغرب حافظ على موقعه في سلاسل القيمة العالمية، وبالتالي كانت قدرته على التصدير ذات أهمية كبيرة.

وذكر أزعور أن المغرب يواجه، كما باقي بلدان المنطقة ومناطق أخرى، عددا من التحديات، مشيرا إلى التضخم الذي أدى إلى ارتفاع تكلفة التمويل على المستوى العالمي، ورفع معدلات الفائدة عدة مرات من طرف البنوك المركزية.

وأشار إلى تباطؤ النمو على المستوى العالمي والذي أثر على التجارة الدولية، والوضع الجيوسياسي الذي أصبح أكثر توترا بسبب النزاع بين أوكرانيا وروسيا، مشددا على أهمية التأقلم مع هذه التحولات لبلوغ مستويات نمو مرتفعة.

وأوضح أن المؤسسة المالية العالمية نوهت بانخراط المغرب خلال العقدين الأخيرين في عدة إصلاحات مهمة ، مذكرا بأن المملكة المغربية استفادت من خط ائتمان مرن بقيمة خمسة مليار دولار لدى صندوق النقد الدولي، وهو خط يمنح عادة للبلدان الصاعدة والأكثر تقدما.

وأضاف أزعور أنه تم الانتهاء من خط تمويل جديد بقيمة 1,3 مليار دولار لمواكبة المغرب في تحوله المناخي،موضحا أنه بالنظر إلى بعد المناخ في النمو والاستقرار، فإنه من المهم بالنسبة للمغرب الشروع في عدد من الإصلاحات لتسريع التحول، والتصدي للصدمات المناخية وتحسين قدرته على التكيف.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف