"الحوثي" وخطر الميلشيات الشرق أوسطية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لم يكن العالم بحاجة إلى أن تُطلِق جماعة "الحوثي" الإرهابية صواريخ وطائرات مسّيرة من اليمن باتجاه إسرائيل، كي يتعرف إلى خطر الميلشيات الإرهابية وما تسببت فيه هذه الظاهرة الكارثية من فوضى واضطرابات يعد ما يحدث في غزة أحد مظاهرها وتداعياتها.
تدخّل ميلشيا "الحوثي" الإرهابية في الصراع بين إسرائيل وحركة "حماس" الإرهابية هو مخطط مدبر مسبقاً لنشر الفوضى وتوسيع نطاق الحرب وانهاء كل محاولات تعزيز الأمن والاستقرار وتحقيق السلام في المنطقة.
يدرك الحوثيون أن صواريخهم وطائراتهم المسّيرة غير قادرة على الوصول إلى أهدافها في إسرائيل سواء لأسباب عملياتية أو في ظل كثافة جدران الحماية الصاروخية التي نشرتها إسرائيل والولايات المتحدة تحسبا لهذا السلوك المتوقع، وبالتالي فإن المسألة ليست سوى خطوة رمزية لاستدراج أطراف أخرى وتأجيج مشاعر الشعوب العربية والإسلامية ضد دولها وقادتها وحكوماتها.
نقولها صراحة، ما يحدث من جانب "حزب الله" اللبناني أو من ميلشيا "الحوثي" اليمنية ليس نصرة للفلسطينيين بأي حال، فهناك تخطيط إيراني محكم يجري تنفيذه بدقة من جانب الوكلاء والأذرع الإرهابية الموالية، لإشعال الوضع في الشرق الأوسط استباقاً لاتساع نطاق اتفاقات السلام بين إسرائيل وجيرانها العرب، بكل ما يعنيه ذلك من عزل إقليمي مؤكد للمشروع الإيراني التوسعي، الذي لم يعد يجتذب سوى عملائه من الميلشيات والحركات والتنظيمات الطائفية التي تتاجر بدماء وقضايا شعوبها سواء في لبنان أو اليمن أو الأراضي الفلسطينية.
يمثل سلوك ميلشيا "الحوثي" وكذلك "حزب الله" اللبناني خلطاً للأوراق في الشرق الأوسط، فالجميع يدرك مخاطر تدخل هاتان الميلشيتان الإرهابيتان في الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، ويحول قضية سياسية حقوقية عادلة و مشروعة إلى حرب دينية لا يرغب فيها أحد في الشرق الأوسط، فالصراع مع إسرائيل ليس دينياً كما تريده إيران وحلفائها، ولكن إيران تدفع المنطقة والعالم إلى أتون صراع ديني سيدفع ثمنه الجميع من أمنه واستقراره.
استخدمت إيران "حزب الله" الإرهابي في سوريا، والآن توظفه في الصراع الدائر مع إسرائيل ليس دعماً لحركة "حماس" الإرهابية أو الفلسطينيين كما تروج وتدعي بل في إطار صراعها الثنائي على النفوذ مع إسرائيل والولايات المتحدة، وهو صراع لا علاقة له بالحقوق الفلسطينية، التي يتم توظيفها زوراً في هذا الصراع من أجل جذب تعاطف الشعوب العربية والإسلامية. أما ميلشيا "الحوثي" اليمنية فقد دمرت الدولة اليمنية والآن جاء دورها في نشر الفوضى والإرهاب إقليمياً.
ونقولها صراحة: لو أن العالم صمت على سلوك هذه الميلشيات الإرهابية الذي لا يقتصر تهديدها على إسرائيل، بل يطال تهديد أمن دول عربية عدة، لوقعت صواريخ "الحوثي" بالفعل في أراضيها بعد تدميرها في الجو من جانب الدفاعات الجوية الإسرائيلية والأميركية في البحر الأحمر.
تدخّل الميلشيات الموالية لإيران سواء قصدنا "الحوثي" أو "حزب الله" في صراع غزة يستهدف تحقيق غرض إيراني حيوي، وهو توسيع نطاق القتال ومحاولة الزج بأطراف إقليمية أخرى في هذا الصراع الذي يصعب التيقن من بقائه في دائرة ضيقة في ظل وجود اشتباكات متعددة الأطراف في المحيط الاقليمي. فالسيطرة على هذا الأمر مسألة غير مضمونة العواقب سواء في ظل خلط الأوراق الدائر، أو في ظل محاولات متوقعة لاستدراج الآخرين من خلال عمليات عسكرية مخطط لها بإحكام، أو بسبب تأثيرات اتساع نطاق الصراع واضطرار بعض الأطراف إلى التدخل لحماية مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.
وهكذا يبقى الجميع مكتوفو الأيدي وفي خانة رد الفعل بالنسبة للمخطط الإيراني الذي يُنفذ بدقة منذ السابع من أكتوبر الماضي، وتُقتاد المنطقة بل والعالم بأسره إلى صراع إقليمي واسع قد يتحول في مرحلة ما ليشمل قوى كبرى سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
معضلة الشرق الأوسط الحقيقية ليست في استئصال "حماس" الإرهابية وغيرها من التنظيمات الفلسطينية فقط، بل في استئصال شأفة الميلشيات جميعها من الشرق الأوسط، لأن تفشي هذه الميلشيات يغري آخرين باستنساخ نماذج منها، كما أن بقائها واستمرارها والدور الذي تلعبه في أزمات المنطقة، يدفع قادة الحرس الثوري الإيراني إلى التمسك بنظريتهم القائمة على الحرب بالوكالة في مناطق إقليمية عدة، وضخ المزيد من أموال وموارد الشعب الإيراني فيها.
وإذا كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد اقترح تشكيل تحالف دولي على غرار التحالف الدولي الذي تشكل لمكافحة "داعش" من أجل استئصال "حماس"، فإن من الأفيد أن تتسع هذه الفكرة وتتعمق لتشمل التصدي دولياً للميلشيات المنتشرة في الشرق الأوسط بأكمله، وأن يكون هذا التحالف فاعلاً ودقيقاً في تحديد أهدافه ومواجهة خطر الميلشيات جميعها.
التعليقات
المطلوب
فول ... ليس على طول -المطلوب اليوم وأضمّ صوتي إلى صوت واشنطن بوست التي طالبت بوقف إطلاق النار لنفع جميع الأطراف وعلى رأسهم إسرائيل فحسب ماورد في الصحيفة إنّ هزيمة حماس غير مضمونة وإن إسرائيل بدأت تخسر التعاطف العالمي لأنها لاتفرّق في غاراتها بين حماس وسكان القطاع من الأبرياء ولا تقبل بهدنة لإيصال المعونات الإنسانية إلى الأبرياء وعلى إدارة بايدن ـ تضيف الصحيفة ـ الضغط على إسرائيل لوقف غاراتها لإيصال المساعدات .. أقول: عندما أقارن بين أصوات غير عربية أو إسلامية بل وحتى أصوات يهودية وبين كتّاب عرب لا أجِدُني ألمس مسحة إنسانية أو على الأقل عقلانية عند الأخيرين؛ الأغراب يريدون السلام وحلول جذرية تقي العالم من ظهور (ميليشيات!) والإخوة وأبناء العمّ يحرّضون على اشتداد القتال والإيغال أكثر بسفك دماء الأبرياء . كاتب أمريكي في واشنطن بوست يقلق على مستقبل قطاع مدمَّر ومصير مئات الألوف بل مليونين ونصف من القتلى والجرحى والمشرّدين وكاتب من دم هؤلاء ولحمهم يدعو إلى توسيع دائرة الحرب!
مارأيك؟
فول... ليس على طول -هل نطلب من إسرائيل ـ لأنّ ميليشيا الحوثي أطلقت صورايخ رمزية ـ على حدّ قول جنابك، هل نطلب منها إبادة ملايين من اليمنيين للقضاء على شلّة من مليشيا كما تفعل الآن في غزّة؟ هل نطلب منها ـ إسرائيل ـ أن تدكّ أيضاً لبنان وسائر أهلها لأنّ ميليشيا هناك قد فعلت مثل ذلك؟ أيضاً العراق هل نزيده دماراً فوق دماره لأن أفراداً هناك رشقوا قواعد أمريكية هناك بما يشبه الحصوات(الرمزية) التي يرميها الحجاج على الشيطان في مكة؟ هل عندما تكتب ياسالم تكتب من كلّ عقلك؟! لنفترض أن إيران تريد أن تشعل المنطقة والعالم هل ترى أن أسلوب العنف الذي لم يُجدِ معها لأكثر من أربعين عاماً مضت سوف يجدي معها الآن؟ ماذا لو جلس الجميع على طاولة فيتفاهمون على حلّ وسط يحقن دماء الأبرياء الذين لاناقة لهم ولا جمل فيما يجري أم إننا ننظر لهؤلاء الأبرياء كحيوانات أو حشرات ضارة يجب القضاء عليها وبوحشية كما ينظر ويرى متطرفوا الصهاينة؟!
من أين تأتى ميليشياتكم يا سيد سالم ؟
أبو الحكم -أنا سأعلق بأسم أبو الحكم بدلا من فول على طول لأن أحد المعلقين استولى على اسمى أو على جزء كبير من اسمى وكأن هناك " قلة أسماء " وأقول له مبروك عليك . .ما علينا . واذا تم القضاء على ميليشياتكم فى منطقتنا المنكوبه بالعرب والعروبه ماذا عن بقية العالم الذى تترعرع فيه ميليشياتكم مثل غرب افريقيا وشرق أسيا- بوكو حرام ..أبو سياف ...عصائب الحق وأخواتها فى العراق وايران ..والتنظيمات الارهابيه فى المغرب العربى ..أفرع اخوانكم المسلمين فى بقاع العالم ؟ سيد سالم : اذا أردت القضاء على ميليشياتكم عليكم بالقضاء على المنبع أى المصنع الذى ينتجها وهو تعاليم دينكم الحنيف وما عدا ذلك تهريج .انتهى