حاول العودة إلى بلاده لكن حرس الحدود الروسي أوقفه
روسيا قد تجبر مراهقاً أوكرانياً على القتال في صفوف جيشها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يواجه شاب أوكراني يبلغ من العمر 17 عاماً، نقلته روسيا من أوكرانيا، احتمال تجنيده في صفوف الجيش الذي يقاتل ضد البلد الذي ولد فيه.
وحاول بوغدان يرموخين المنحدر من مدينة ماريوبول الأوكرانية، العودة إلى أوكرانيا في مارس/آذار، لكن حرس الحدود الروسي أوقفه.
وقد صدرت له أوامر مؤخراً بالتوجه إلى مركز للتجنيد بمنطقة موسكو الشهر المقبل، عندما يبلغ الثامنة عشرة من عمره.
أصبح المراهق يتيماً في عام 2014، وقبل الغزو الروسي لأوكرانيا كان يعيش في مدينة ماريوبول الساحلية في كنف عائلة تبنته. وفي عام 2021 أصبح مدير الكلية التقنية التي كان يدرس فيها الوصي القانوني عليه.
وفي عام 2022، استولت القوات الروسية على ماريوبول، بعد واحدة من أكثر المعارك دموية في الحرب الروسية-الأوكرانية، وانتهى الأمر ببوغدان في روسيا. ولا يزال من غير الواضح كيف أو لماذا تم نقله الى روسيا.
وقالت المفوضة الروسية لحقوق الطفل ماريا لفوفا بيلوفا، إن بوغدان كان من بين الأطفال الأوكرانيين "الذين عثر الجنود الروس عليهم في الأقبية"، أثناء حصارهم للمدينة.
واتهمت أوكرانيا روسيا بترحيل أطفال أوكرانيين بشكل غير قانوني إلى روسيا، وهي جريمة حرب محتملة. ونشرت كييف قائمة تضم نحو 20 ألف طفل تم التعرف على هوياتهم وتقول إنه تم نقلهم قسراً الى روسيا. وتعتقد أوكرانيا أن العدد الحقيقي قد يكون أعلى من ذلك بكثير.
وتنفي موسكو هذه الاتهامات وتقول إن الأطفال نُقلوا إلى الأراضي الروسية للحفاظ على سلامتهم.
في مارس/ آذار 2023، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال بحق كل من لفوفا بيلوفا والرئيس فلاديمير بوتين. وقالت المحكمة الجنائية الدولية إن هدف روسيا من ذلك هو "إبعاد هؤلاء الأطفال بشكل دائم عن بلادهم".
وتم نقل بوغدان يرموخين أولاً إلى مدينة دونيتسك الأوكرانية التي تحتلها روسيا، و لاحقاً إلى معسكر صيفي للشباب في منطقة موسكو مع مجموعة مكونة من 30 طفلاً أوكرانياً، بما في ذلك صبي واحد تبنته المفوضة الروسية لحقوق الطفل بنفسها.
تم وضع المراهق في نهاية المطاف في رعاية أسرة من المنطقة ومُنحَ أوراقاً رسمية روسية. ثم التحق بكلية في روسيا لمواصلة دراسته.
وادعت لفوفا بيلوفا أن المراهق عمل في معسكر صيفي مخصص لـ "دمج" المراهقين الأوكرانيين في المجتمع الروسي.
وتلقى بوغدان مؤخراً إلى جانب وثائقه الرسمية الروسية، أمر استدعاء للخدمة العسكرية في روسيا.
وهذا ما أكدته لبي بي سي إيرينا رودنيتسكايا، التي أصبحت الوصي القانوني عليه في روسيا منذ عام 2022.
قد ينتهي الأمر بالمراهق في صفوف الجيش الروسي إذا تم تنفيذ أمر الاستدعاء، رغم اعتقاد رودنيتسكايا أنه لا يواجه هذا الخطر.
وقالت: "إنه طالب حالياً والمجندون الجدد لا يشاركون في العملية العسكرية الخاصة"، وهي التسمية التي تطلقها روسيا على حربها الشاملة في أوكرانيا.
ورغم تأكيد السلطات الروسية مراراً أنها لا ترسل المجندين الجدد إلى الخطوط الأمامية، أثبتت بي بي سي في مناسبات متعددة أن ذلك قد حدث بالفعل.
في أبريل/نيسان 2023، أعلنت ماريا لفوفا بيلوفا في مؤتمر صحفي أن بوغدان يرموخين حاول العودة إلى أوكرانيا بمفرده.
وأضافت أن حرس الحدود الروسي منعه من العودة إلى أوكرانيا.
وأوضحت: "قبضنا عليه على الحدود مع بيلاروسيا. لقد نجحنا في إيقافه في اللحظة الأخيرة".
وأصرت المفوضة الروسية لحقوق الطفل وصحفيون من التلفزيون الحكومي الروسي على أن المراهق كان ضحية عملية "خداع بالترغيب والتهديد" واتهموا السلطات الأوكرانية بمحاولة إغرائه للعودة إلى أوكرانيا.
وقالت لفوفا بيلوفا: "هو فتى إيجابي للغاية، لقد ساعد جيشنا، و هو مؤيد قوي لروسيا".
وقبل محاولة يرموخين الفاشلة للهرب، نجح مراهق أوكراني واحد على الأقل من ماريوبول كان في رعاية أسرة روسية، في العودة إلى أوكرانيا.
وقال ديميتري لوبينيتس، مسؤول المظالم في منظمة حقوق الإنسان الأوكرانية، إن الصبي الذي تمكن من الفرار، والذي سماه سرهي، كان قد طلب المساعدة عبر الإنترنت من روبوتات الدردشة الأوكرانية في ديسمبر/ كانون الأول 2022.
كان بوغدان يرموخين نشطاً أيضاً على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنه توقف عن النشر باسمه في مارس/آذار، قبيل محاولته مغادرة روسيا.
والمرأة التي كانت ترعاه هي إيرينا رودنيتسكايا، و هي ناشطة في مجال رعاية الأطفال في منطقة موسكو. وتقول وسائل الإعلام المحلية إنها قامت بتربية ما لا يقل عن 12 طفلاً وحصلت على أوسمة تقديراً لها على عملها في هذا المجال.
وعلمت بي بي سي أن السلطات الروسية، على الأقل في بداية الأمر، فضلت وضع الأطفال الأوكرانيين في رعاية أسر حاضنة تتمتع ببعض الخبرة.
وأكدت أسرة بوغدان الروسية الجديدة وأولياء أمره الأوكرانيون السابقون لبي بي سي، أن السلطات الروسية تعتبره الآن مواطناً روسياً. وهذا يعني أنه بموجب القانون الروسي هو ملزم بالخدمة في صفوف الجيش.
ويعتبر إصدار الوثائق في الأراضي المحتلة عملاً غير قانوني بموجب القانون الدولي، وتدين أوكرانيا هذا العمل.
وكان ذلك أحد الأسباب التي أدت إلى إصدار مذكرة الاعتقال بحق ماريا لفوفا بيلوفا من قبل المحكمة الجنائية الدولية.
من وجهة نظر أوكرانيا وبقية المجتمع الدولي، يظل بوغدان يرموخين مواطناً أوكرانياً، واستدعاؤه للخدمة العسكرية في روسيا أمر غير قانوني.
وتقول إيرينا رودنيتسكايا، إن بوغدان يدرس حالياً في كلية بالقرب من موسكو، وحصل على منحة دراسية بالإضافة إلى شقة يعيش فيها لأنه يتيم.
وبموجب القانون الروسي، يحق للأيتام الحصول على سكن، لكن على أرض الواقع يقضي الأيتام البالغون سنوات على قوائم الانتظار أو يضطرون إلى رفع دعاوى أمام المحاكم.
و نفت مفوضة حقوق الأطفال الروسية وفي وقت سابق من هذا العام تورط سلطات بلادها في أي نشاط غير قانوني.
وتنفي روسيا أيضاً عرقلة عودة القُصَّر الأوكران إلى بلدهم، لكنها تصر على أن الأمهات أو الأقارب من الدرجة الأولى فقط يمكنهم التوجه إلى روسيا شخصياً لإعادة أطفالهم إلى أوكرانيا.
وفي كثير من الحالات، يكون ذلك مستحيلاً، لا سيما عندما يكون الطفل يتيماً أو لا يستطيع أقاربه السفر إلى روسيا.
لم يتحدث بوغدان يرموخين إلى وسائل إعلام مستقلة، ولم تتمكن بي بي سي من التحقق بشكل مستقل مما ينوي القيام به عندما يبلغ الثامنة عشرة من العمر.
لكنه سيخرج من الوصاية القانونية للأسرة التي ترعاه عندما يصبح شخصاً بالغاً وستتاح له المزيد من الفرص للتحدث.