وزارة الصحة تُعلِن وفاة 15 مريض بالسرطان
"أتمنى الموت في كل لحظة أرحم من الوجع الذي أشعر به"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
"أنا تعبانة كتير. مهما أحكي، من الصعب أن يفهمني أحد. أنا أمر بمرحلة صعبة في حياتي. حياتي صعبة للغاية"
بهذه الكلمات تصف سمية -اسم مستعار- الآلام التي تشعر بها بسبب عدم حصولها على دواء علاج السرطان، بينما تنهمر في حالة بكاءٍ شديدة.
تقول سمية "37 عامًا" لبي بي سي "الشهر الماضي (قبل نشوب الحرب) ذهبت للحصول على حقنة الزولاديكس ولم تكن متاحةً في غزة، فقامت السلطات الصحية بتحويلي إلى الضفة الغربية ومنها إلى القدس الشرقية المحتلة للحصول عليها في مستشفى المُطلع".
وتضيف "كنت أنتظر إصدار التغطية المالية للحصول على الحقنة، لم تصدر التغطية المالية (بسبب الحرب)، ولم أحصل على الحقنة منذ شهرين".
تردف سمية في حديثها لبي بي سي قائلةً إنّها في أمّس الحاجة إلى هذه الحقنة التي تمنع تنشيط الهرمونات، حيث أنّها تعاني من سرطان سريع الانتشار، ووصل إلى نسبة 70 في المئة من جسدها.
ما الأثر الصحي لتراكم الجثامين تحت أنقاض المباني في قطاع غزة؟ "أرتدي الكمامة على مدار 24 ساعة"وتتفاقم معاناة سمية الإنسانية، بعدما اضطُرت إلى ترك منزلها في منطقة الشجاعية شماليّ غزة للنزوح إلى مدينة رفح جنوب القطاع، بسبب القصف الإسرائيلي المكثف.
و تروي تفاصيل رحلة نزوحها قائلة "عندما خرجت من منزلي لم يكن فيه شيكل واحد، وقد وفر لي أخي المواصلات للانتقال من بيتي إلى منطقة رفح".
تعيش سمية بمدينة رفح داخل مخزن ٍمتكدسٍ بالسيدات، عددهم يفوق الثلاثين سيدة، بينما يفترش زوجها الشارع، حيث يقيم مع مجموعةٍ من الرجال.
هذا المخزن المتكدس بالسيدات، ليس المكان الأفضل لمريضة سرطان لديها مناعة ضعيفة، فالنساء المحيطات بها أظهر أغلبهنّ أعراض رشح وسخونة.
وهي تقول لبي بي سي في صوت يحمل نبرة قلق: "أنا ارتدي الكمامة على مدار ال24 ساعة"، خشية التقاط أيّ عدوى مرضية.
نازح إلى الجنوب: "أنا متعب جداً لا أعرف إلى أين نذهب" "أتمنى الموت في كل لحظة أرحم من الوجع الذي أشعر به"تزداد معاناة سمية في ظل النقص الحاد للأدوية، فبجانب كونها مريضة سرطان، فقد أجرت عملية استئصال للثدي والغدد الليمفاوية.
وتستدرك في حديثها لبي بي سي قائلة: " دواء الغدة نفد ولا أعلم من أين أشتريه" لأنه غير متوفر في الصيدليات. وتضيف " أنا أعاني من آلام في الجسد وأشعر بانتفاخ في المبايض .. وأُصبت بالتهابات مهبلية " بسبب عدم تلقي العلاج.
ومع مرور كل يوم في انتظار الدواء، تزداد آلام سمية، حتى لم تعد تقوى على تحملها، وتقول :"أتمنى الموت في كل لحظة، أرحم من الوجع الذي أشعر به".
وزيرة الصحة الفلسطينية: "نطالب بتدخل المجتمع الدولي والأمم المتحدة فورا" " أحاول تقليص حصتي من الطعام حتى أُطعم أولادي"في ظل ظروف الحرب الصعبة والنزوح وشح النقود ونقص الطعام، تُضطر سمية لتناول المعلبات التي تقول إنّها "طعام غير صحي" لمريضة سرطان.
وتتابع " أنا بالكاد أتمكن من تدبير أموالٍ لإطعامي وإطعام أولادي.. و أحاول تقليص حصتي من الطعام حتى أطعمهم".
وتضيف "نحصل على المياه بطلوع الروح، حتى نستحم. وعندما أرغب في شحن هاتفي الجوال، أغلقه وأرسل ابنتي للذهاب إلى مستشفى قريبة، حيث تنتظر هناك لحين شحنه وتعود به إليّ".
ويبدو أن ظروف الحرب هذه أصابتها باليأس، إذ تقول: "إما يخلّصوا علينا أو يموتونا أو يرجعونا لبيوتنا. يا ليتهم يضعونني في خيمة أمام بيتي... أو يخلّصوا عليّ أنا وأولادي حتى لا أتحسّرعلى أحد".
شهادات يرويها غزيون عن حياتهم تحت القصف وفاة 15 مريضاً من مرضى السرطان خلال الأيام الماضيةوقال الدكتور أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة في غزة لبي بي سي"إنّ مستشفى الصداقة التركي الذي كان يُعالج فيه مرضى السرطان خرج عن العمل، وكذلك المركز الخاص بأورام الأطفال في مستشفى الرنتيسي".
وتابع القدرة "فقدنا 15 مريضاّ من مرضى السرطان سواء من الكبار أو الصغار خلال الأيام الماضية"، محذراً من وفاة المزيد خلال الأيام القادمة، بسبب نقص الرعاية الطبية.
كما قال الدكتور مصطفى الكحلوت، مدير مستشفى النصر للأطفال "إنّ مبنيي مستشفى النصر والرنتيسي أخُليا بالكامل من الطواقم الطبية والمرضى والنازحين يوم الجمعة الساعة الثانية عشرة ظهراً"، بعدما حاصرتهما الدبابات الإسرائيلية.
وأضاف " المستشفيان كانا يقدمان، داخل قطاع غزة، خدمات أمراض الأطفال العامة وجميع الأمراض التخصصية للأطفال، بما فيها أمراض الدم والأورام " مشيراً إلى أنّه لا يوجد أي مستشفى اليوم في غزة يقدم مثل هذه الخدمات.
حرب غزة: مراسل بي بي سي يقول إن الدبابات الإسرائيلية تحيط بمستشفى القدس خروج 13 مريض سرطان عبر معبر رفح المصري للعلاجأرسل وائل أبو عمر، مدير الإعلام بمعبر رفح البري في الجانب الفلسطيني لبي بي سي إحصائيةً لعدد مرضى السرطان الذين عبروا من غزة إلى جمهورية مصر العربية لتلقي العلاج، خلال الفترة من 1 حتى 7 نوفمبر/ تشرين الثاني، ويقدر عددهم ب 13 مريضاً.
وكان رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة قد أعلن الثلاثاء أنّ الأردن بادر باستقبال 45 طفلاً مريضًا للعلاج في مركز الحسين للسرطان في العاصمة عمان، مشيرًا إلى أنّ 7 أطفال من المفترض أن يصلوا خلال يومين.
وقالت، مساء الجمعة، ثلاثة مصادر أمنية مصرية ومسؤول فلسطيني لوكالة رويترز للأنباء إنه تم تعليق عمليات الإجلاء من قطاع غزة إلى مصر لحاملي جوازات السفر الأجنبية والفلسطينيين الذين يحتاجون إلى علاج طبي طارئ.
وقال المسؤول الفلسطيني ومصدرٌ طبّيٌ مصري إنّ التعليق جاء بسبب مشاكل في نقل المرضى والمصابين من داخل القطاع إلى معبر رفح.
التعليقات
مصائب أهل غزة
مجد -إنها المعاناة مرة أخرى، ولا مبرر لها، إنه الاحتيال مرة أخرى، إنه الذهول من وحشية الإنسان. يكفي خراب ودمار وقتل. احبوا بعضكم البعض. أين قيم التسامح والمحبة والعيش المشترك.