أخبار

بين "الدرع الواقي" و"السيوف الحديدية"

شبح آرييل شارون يحوم فوق قطاع غزة

صورة من الأرشيف للراحل آرييل شارون على جبل الزيتون في 24 يوليو 2000
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

النموذج الذي فرضه آرييل شارون على غزة بعد عام 2005 فشل. في غزة الغد، لا يرى الجيش الإسرائيلي قيمة في تمكين منظمة التحرير الفلسطينية، أو أي جهة فلسطينية، إلا ممارسة صلاحيات الحكم والأمن الاسمية.

إيلاف من بيروت: ربما يكون الراحل أرييل شارون هو من حدد مصطلحات الحرب وسياقها في قطاع غزة، أكثر من أي مسؤول إسرائيلي آخر. ولهذه المقولة سندان: الأول، احتلال الجيش الإسرائيلي كامل الضفة الغربية في إبريل 2002 من خلال عملية "الدرع الواقي" التي أنهت صفقة أوسلو وقضت على آمال إسرائيل ومصالحها في تمكين منظمة التحرير الفلسطينية في الضفة الغربية، وفي قطاع غزة أيضاً؛ والثاني، قرار شارون إجلاء المستوطنين والجنود من قطاع غزة في سبتمبر 2005، مرسيًا بذلك مبادئ ستظل باقية بعد وفاته، في عملية إعادة انتشار مثلت اعترافًا منه بأن المستوطنات والجيش الإسرائيلي في غزة لا يشكلان ضمانة كافية لأمن إسرائيل، آملًا حينها في إجبار مصر على مراقبة غزة.

يقول جيفري أرونسون في موقع "ريسبونسيبل ستايتكرافت" الأميركي إن نوايا شارون أحبطت جزئياً. فمصر لا تريد أن تكون سجان غزة، وبما أن وزارة الخارجية الإسرائيلية قررت أن إسرائيل، بعد إعادة انتشارها، بقيت تسيطر فعليًا على غزة، لا تستطيع تل أبيب أن تتنصل من مسؤولياتها "بوصفها قوة محتلة".

استتب الوضع منذ إعادة الانتشار الإسرائيلي في عام 2005، إلا أن النصر الذي حققته حماس في الانتخابات وتوليها لاحقاً للسلطة في غزة يناقضان هذا الرأي، "وتقدم الحرب الحالية دليلاً ملموساً على أن إسرائيل كانت قادرة على إدارة سياستها في غزة وفقاً لقواعد الحرب، وهي سياسة تدعمها واشنطن وآخرون باعتبارها أمراً بديهياً"، بحسب أرونسون، الذي يضيف: "الواقع الجديد الذي ترسيه إسرائيل في غزة هو نتاج الدم والنار وليس نتاج المفاوضات أو الدبلوماسية، ولن تسمح إسرائيل بسهولة بالتدخل في اعتبارات أخرى غير تلك التي تعتبرها حيوية في إدارة عملياتها". ويقدم الشهر الأول من حرب 7 أكتوبر أدلة كثيرة تثبت نجاحها في هذا الصدد.

كما كانت الانتفاضة الثانية إشارة إلى نهاية أوسلو، فإن النموذج الذي فرضه شارون على غزة بعد عام 2005 فشل. في غزة الغد، لا يرى الجيش الإسرائيلي قيمة في تمكين منظمة التحرير الفلسطينية، أو أي جهة فلسطينية، إلا ممارسة صلاحيات الحكم والأمن الاسمية، تحت مراقبة إسرائيلية لصيقة. يقول أرونسون: "من الآن فصاعدًا، ستحاول إسرائيل تنشيط النموذج الذي استخدمته في العقد الأول من الاحتلال، بسيطرة أمنية حصرية فيما تعمل على تمكين السلطات المحلية بشكل صارم من إدارة الحياة اليومية في غزة".

يضيف أرونسون: "يجد المجتمع الدولي نفسه غير مستعد، وغير مهتم أيضًا، بمواجهة الأمر الواقع الذي ظل على الدوام سمة مميزة للسياسات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة. وهنا، تقع مسؤولية خاصة على عاتق الولايات المتحدة، وتعكس المساومات السياسية التي تقدمها إدارة بايدن هذا التناقض". اليوم، منحت السياسة الأميركية إسرائيل حيزًا واضجًا لشن حربها على غزة، فواشنطن تعرض خيارات حول مستقبل غزة لا علاقة لها بالحقائق التي ترسي إسرائيل معالمها على الأرض. فبالنسبة إلى بنيامين نتنياهو، لا حل مربحاً للجانبين، إنما هو حل تمليه إسرائيل.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن مقالة كتبها جوفري أرونسون ونشرها موقع "ريسبونسيبل ستايتكرافت"

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف