أخبار

تشارلز الثالث وسوناك يخاطبان "كوب 28"

مشاركة بريطانية فاعلة في قمة المناخ بالإمارات

صورة وزعها ديوان الرئاسة الاماراتي لاستقبال الشيخ محمد بن زايد للملك تشارلز الثالث
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من لندن: مع انطلاق فعاليات أول يوم لقمة المناخ (كوب 28) في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة الجمعة، دعا رئيس الوزراء البريطاني إلى "عصر من العمل".

يلقي العاهل البريطاني الملك تشارلز الثالث كلمة في افتتاح القمة، إلى جانب فعاليات حول التمويل المناخي، والتكيف مع المناخ، وشراكة جديدة مع فيتنام لأجل الانتقال العادل في الطاقة. كما سيعقد رئيس الوزراء ريشي سوناك عددا من الاجتماعات الثنائية مع زعماء العالم.

وسيعلن رئيس الوزراء مساهمة المملكة المتحدة بمبلغ 1.6 مليار جنيه استرليني لدعم المشاريع المناخية وجهود وقف إزالة الغابات وتعجيل الانتقال إلى الطاقة المتجددة، كجزء من مقاربة تركز على الحلول لمعالجة

وقالت مصادر بريطانية إن سوناك سيستغل أيضًا زيارته إلى الإمارات لإجراء محادثات رفيعة المستوى حول الأزمة في غزة وخفض التصعيد في الشرق الأوسط عمومًا.

عمل مناخي طموح

سيشدد رئيس الوزراء البريطاني في القمة على الحاجة إلى عمل مناخي طموح ومبتكر وبراغماتي لمواجهة تحدي ارتفاع درجات الحرارة في العالم.

كما سيعلن عن تقديم تمويل كبير دعمًا لمشاريع فعالة تهدف إلى وقف إزالة الغابات وعكس مسارها، وحماية البيئة الطبيعية، وتعجيل الانتقال العالمي إلى الطاقة النظيفة والمتجددة. فهذه المشاريع تدعم الجهود العاجلة الرامية إلى العودة باتفاق باريس بشأن ألا يتجاوز الاحترار العالمي 1.5 درجة مئوية إلى مساره.

كذلك، سيتحدث رئيس الوزراء عن طموحه منح القطاع الخاص دورا كبيرا، بالنظر إلى مكانة المملكة المتحدة باعتبارها المركز العالمي البارز لتمويل المبادرات الصديقة للبيئة، حيث ترصد المملكة المتحدة بالإجمالي 1.6 مليار جنيه استرليني لمشاريع التمويل المناخي الدولي على امتداد سنة كوب 28، "وبالتالي الوفاء بالتزامنا بإنفاق 11.6 مليار جنيه من التمويل المناخي على مدى خمس سنوات، وتجاوز ما التزمنا به بتقديم مزيد من التمويل".

يأتي هذا الإعلان اليوم امتدادًا لسجل المملكة المتحدة في الداخل، فهي أسرع دول مجموعة السبع في خفض انبعاثات الكربون واستثماراتها القياسية في الطاقة المتجددة، ويساعد في تحقيق إرث قمة "كوب 26" الناجحة التي عُقدت في غلاسكو.

أزمة غزة

كذلك، سيستغل رئيس الوزراء زيارته إلى الشرق الأوسط للدفع باتجاه إحراز تقدم في تخفيف الأزمة الإنسانية في غزة، وإيجاد حل طويل الأمد للأزمة.

وسيبحث في اجتماعاته مع كبار قيادات المنطقة والقادة الدوليين الجهود المبذولة للإفراج عن باقي الرهائن، وضمان ألا تتمكن حماس مجددًا من شن هجمات إرهابية من غزة، إلى جانب مقترحات ملموسة لزيادة إيصال المساعدات وتأمين سلام دائم لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقبيل مشاركته في "كوب 28"، قال رئيس الوزراء البريطاني: "قدّم العالم تعهدات طموحة في مؤتمرات الأطراف السابقة كي لا يتجاوز الاحترار العالمي 1.5 درجة مئوية. لكن وقت التعهدات مضى &- والآن هو عصر العمل".

أضاف: "إننا نعلم أن أنواع التكنولوجيا والابتكارات التي نحتاج إليها لحماية كوكبنا متوفرة في متناول أيدينا - من مزارع الرياح الكبيرة في عرض البحر التي تزود المملكة المتحدة بالكهرباء وحتى الطاقة الشمسية التي تُحدث تحولا في توفير الكهرباء في أفريقيا".

صافي الصفر

وقال: "الوصول بصافي الانبعاثات إلى الصفر سوف يجعلنا جميعا أكثر سلامة وأفضل حالا. ذلك يجب أن يعود بالفائدة على المواطنين العاديين، لا أن يُثقل كاهلهم. وقد قادت المملكة المتحدة السبيل في الداخل باتخاذها لقرارات براغماتية طويلة الأمد &- وفي كوب 28 سوف تقود الجهود الدولية لحماية غابات العالم، وإحراز تقدم كبير في الاعتماد على الطاقة المتجددة، والاستفادة تماما من التمويل الخاص".

تابع سوناك: "وضعت المملكة المتحدة الطبيعة في صميم اهتمام قمم المناخ لأول مرة في مؤتمر كوب 26، حيث ضمنت الاتفاق على ’إعلان الزعماء في غلاسغو بشأن الغابات واستغلال الأراضي‘ الذي شهد التزام أكثر من 140 بلدا وقف إزالة الغابات وعكس مسارها بحلول سنة 2030".

وقال: "في الأسبوع الحالي، اتخذنا مزيدا من الإجراءات في بلدنا لحماية التراث الطبيعي الغني للمملكة المتحدة، حيث أعلنّا عن 34 مشروعا جديدا لاستصلاح المواقع الطبيعية، وزراعة غابات مجتمعية، وتوفير تمويل لمساعدة مزيد من الأطفال للخروج إلى الطبيعة وزيارة الريف البريطاني الرائع".

الاستثمار في الغابات

يأتي التمويل الجديد الذي أعلن عنه رئيس الوزراء اليوم امتدادا لذلك السجل الحافل، حيث يوفر ما يبلغ 500 مليون جنيه استرليني لبرنامج "الاستثمار في الغابات والاستغلال المستدام للأراضي" الذي يتعاون مع القطاع الخاص لمعالجة الأسباب الكامنة وراء إزالة الغابات، وزيادة الاستثمار في الغابات وإدارة الأراضي المستدامة.

وقال رئيس الوزراء: "نتوقع أن يساعد هذا البرنامج في جمع ملياريّ جنيه استرليني من الاستثمارات الخاصة، وأن يعود بفائدة مباشرة على صغار المزارعين والمجتمعات الريفية الفقيرة، واستصلاح الغابات الحيوية على امتداد 10 ملايين هكتار".

واشار إلى أن بريطانيا ستقدم مبلغ 30 مليون جنيه آخر لبرنامج روّاد خفض الانبعاثات الناجمة عن إزالة الغابات وتدهورها، وهو برنامج يقدم دفعات مالية لبلدان الغابات الأساسية بناء على النتائج التي حققتها لتشجيع وقف إزالة الغابات وإعادة استثمار الأموال في مجتمعات السكان الأصليين والمجتمعات المحلية.

الابتكار في الطاقة

كذلك سترصد المملكة المتحدة 316 مليون جنيه لمشاريع قائمة للابتكار بالطاقة في أنحاء العالم، وذلك للمساعدة في تعجيل الانتقال العالمي إلى الطاقة المتجددة.

قال سوناك: "هذا المبلغ يشمل 185 مليون جنيه من صندوق أيرتون لمشروع تمويل الابتكار ات المناخية، المخطط له بقيادة المملكة المتحدة، وهو مشروع يستعين بالحوافز في الأسواق لتحديد الطلب على ابتكار معين في البلدان النامية والاستجابة سريعا لتطوير تكنولوجيا جديدة تراعي البيئة".

كما سيتوفر 40 مليون جنيه من صندوق أيرتون من خلال مبادرة تحفيز الطاقة لتمويل 64 مشروعا للطاقة النظيفة في أنحاء أفريقيا وجنوب آسيا ومنطقة المحيط الهندي-الهادئ، عن طريق الاستثمار في شراكات تعمل لتطوير تكنولوجيا حيوية من قبيل خزن الطاقة، والشبكات الذكية، والجيل التالي من الطاقة الشمسية.

دعم أفريقيا وآسيا

ستستثمر مؤسسة الاستثمار الدولي البريطاني &- وهي مؤسسة التمويل التنموي في المملكة المتحدة &- 44 مليون جنيه في مشاريع تتعلق بالمناخ في أفريقيا وآسيا.

هذا المبلغ يشمل استثمار 8 ملايين جنيه في شركة Planet Solar التي تستخدم الطاقة الشمسية لزيادة إمدادات الطاقة في سيراليون بنسبة 30%، ومبلغ 1.7 مليون جنيه في شركة SunCulture التي تساعد آلاف المزارع الصغيرة في كينيا بمجال الري.

كذلك، سيُخصص مبلغ 4.1 مليون جنيه لتوفير 100 حافلة كهربائية في كينيا، إلى جانب استثمار 5.7 مليون جنيه في صندوق شركة Circulate Capital التي تسعي إلى منع وصول 5 ملايين طن من التلوث البلاستيكي إلى البيئة.

كذلك تساهم المملكة المتحدة بمبلغ 60 مليون جنيه للتعويض عن الخسائر والأضرار التي يسببها تغير المناخ، بما في ذلك ما يبلغ 40 مليون جنيه لدعم صندوق جديد أعلنته رئاسة مؤتمر الأطراف (الخميس) إلى جانب 20 مليون جنيه إضافي لتمويل الترتيبات التي تشمل أنظمة الإنذار المبكر وتمويل معالجة أخطار الكوارث.

البلدان المتضررة

من شأن هذا المبلغ أن يساعد في معالجة الآثار الواقعية والمتنامية لتغير المناخ على البلدان المتضررة - بما فيها العديد من البلدان النامية والجزرية &- بسبب ارتفاع مستوى البحار والفيضانات والتصحّر. والهدف من هذا التمويل هو إطلاق الجهود الرامية لحشد مصادر تمويل أوسع نطاقا لتمكين الصندوق من توسيع عملياته.

وعلى صلة، سوف يعلن وزراء بريطانيون عن المزيد خلال كوب 28، ليرتفع إجمالي التمويل المناخي الدولي خلال هذه القمة إلى أكثر من 1.6 مليار جنيه إسترليني.

ومن ضمن هذا المبلغ 887.8 مليون جنيه من التمويل الجديد &- بما فيه 465 مليون جنيه لحماية الغابات - خارج نطاق التمويل المناخي الدولي المخطط له البالغ 11.6 مليار جنيه للسنوات 2021-2022 إلى 2025-2026.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف