أخبار

لم يساعد كثيرًا في الحد من عدد الضحايا المدنيين

"الإنجيل": ذكاء اصطناعي إسرائيلي يختار أهداف القصف في غزة

الدخان يتصاعد من مبان تعرضت لهجوم إسرائيلي الجمعة 1 ديسمبر 2023
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

في الحرب بين إسرائيل وحماس، الجيش الإسرائيلي يستخدم منصة صنع الأهداف بالذكاء الاصطناعي تسمى "الإنجيل"، ساهمت بشكل كبير في تسريع وتثيرة القصف

إيلاف من بيروت: عرف الجيش الإسرائيلي طويلًا ببراعته التقنية، زعم في السابق تسخير التكنولوجيا الجديدة لأهدافه. وبعد حرب 11 يومًا في غزة في مايو 2021، قال المسؤولون إن إسرائيل خاضت "حربها الأولى في مجال الذكاء الاصطناعي" باستخدام التعلم الآلي والحوسبة المتقدمة.

أتاحت الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحماس فرصة غير مسبوقة للجيش الإسرائيلي لاستخدام مثل هذه الأدوات في مسرح عمليات أوسع لنشر منصة صنع الأهداف بالذكاء الاصطناعي تسمى "الإنجيل"، وساهمت بشكل كبير في تسريع القصف المريع.

مخاوف متزايدة

تقول "غارديان" البريطانية إن كيفية تسخير الجيش الإسرائيلي للذكاء الاصطناعي تأتي على خلفية المخاوف المتزايدة بشأن المخاطر التي يتعرض لها المدنيون مع توسع الجيوش المتقدمة في جميع أنحاء العالم في استخدام الأنظمة الآلية المعقدة والمبهمة في ساحة المعركة. وفي أوائل نوفمبر، قال الجيش الإسرائيلي إنه تم تحديد "أكثر من 12,000 هدف" في غزة.

وقال أحد المسؤولين، واصفاً عملية الاستهداف: "نعمل من دون تقديم أي تنازلات في تحديد هوية العدو وماهيته، فنشطاء حماس ليسوا محصنين، بغض النظر عن المكان الذي يختبئون فيه". وزعم بيان قصير نشره موقع الجيش الإسرائيلي أنه يستخدم نظامًا قائمًا على الذكاء الاصطناعي يسمى "حبسورا" (أو الإنجيل بالعبرية) في الحرب ضد حماس "لإنتاج الأهداف بوتيرة سريعة". أضاف البيان: "من خلال الاستخراج السريع والآلي للمعلومات الاستخباراتية، أصدر الإنجيل توصيات مستهدفة لباحثيه بهدف المطابقة الكاملة بين توصية الآلة والتعرف الذي يقوم به الشخص".

دور حاسم

في السنوات الأخيرة، ساعد قسم تحديد الأهداف الجيش الإسرائيلي على بناء قاعدة بيانات لما قالت المصادر إنه يتراوح بين 30 إلى 40 ألف من المسلحين المشتبه بهم، وقال مسؤولون إن أنظمة مثل "الإنجيل" أدت دورًا حاسمًا في بناء قوائم المطلوب باغتيالهم. وقال أفيف كوخافي، الذي شغل منصب قائد الجيش الإسرائيلي حتى يناير الماضي، إن فرقة تحديد الأهداف مدعومة بقدرات الذكاء الاصطناعي، وتضم مئات الضباط والجنود. أضاف في مقابلة نشرت قبل الحرب: "إنها آلة تنتج كميات هائلة من البيانات بشكل أكثر فعالية من أي إنسان، وتترجمها إلى أهداف هجومية. وبمجرد تفعيلها في حرب مايو 2021، سجلت 100 هدف يوميًا، فيما كنا ننتج 50 هدفًا في غزة سنويًا".

بحسب "الغارديان"، لا يُعرف على وجه التحديد ما هي أشكال البيانات التي تم استيعابها في "الإنجيل". لكن الخبراء قالوا إن أنظمة دعم القرار القائمة على الذكاء الاصطناعي للاستهداف ستحلل عادةً مجموعات كبيرة من المعلومات من مجموعة من المصادر، مثل لقطات الطائرات من دون طيار والاتصالات التي تم اعتراضها وبيانات المراقبة والمعلومات المستمدة من مراقبة تحركات وأنماط سلوك الأفراد والمجموعات الكبيرة.

تم إنشاء قسم تحديد الأهداف لمعالجة مشكلة مزمنة للجيش الإسرائيلي. ففي العمليات السابقة في غزة، لم يكن لدى سلاح الجو أهداف لضربها بشكل متكرر. وقالت المصادر إنه منذ اختفاء كبار مسؤولي حماس في الأنفاق في بداية أي هجوم جديد، سمحت أنظمة مثل "الإنجيل" للجيش الإسرائيلي بتحديد موقع ومهاجمة مجموعة أكبر من النشطاء المبتدئين. وقال أحد المسؤولين إن الجيش الإسرائيلي لم يستهدف في السابق منازل صغار أعضاء حماس.

إشارة مرور

في بيان مقتضب للجيش الإسرائيلي، قال مسؤول كبير إن وحدة تحددي الأهداف تقوم بشن هجمات دقيقة على البنية التحتية المرتبطة بحماس بينما تلحق أضرارًا كبيرة بالعدو وتسبب الحد الأدنى من الضرر لغير المقاتلين. وتم التأكيد على دقة الضربات التي أوصى بها بنك أهداف الذكاء الاصطناعي في تقارير متعددة في وسائل الإعلام الإسرائيلية. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليومية أن الوحدة "تتأكد قدر الإمكان من عدم وقوع أي ضرر للمدنيين غير المشاركين".

وقال مصدر عسكري إسرائيلي كبير سابق لصحيفة "الغارديان" إن النشطاء يستخدمون قياسًا دقيقًا جدًا لمعدل إخلاء المدنيين للمبنى قبل وقت قصير من الغارة. أضاف: "نستخدم خوارزمية لتقييم عدد المدنيين المتبقين. إنه يعطينا اللون الأخضر والأصفر والأحمر، مثل إشارة المرور".

مع ذلك، قال الخبراء في الذكاء الاصطناعي والنزاعات المسلحة الذين تحدثوا إلى صحيفة "الغارديان" إنهم يشككون في التأكيدات على أن الأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي قللت من الضرر الذي يلحق بالمدنيين من خلال تشجيع الاستهداف الأكثر دقة.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن صحيفة "الغارديان" البريطانية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف