كان المطلوب رأس بوتين فدفعت كييف الثمن
هل تعمد الغرب إطالة أمد الحرب في أوكرانيا؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ثمة من يقول إن الحرب في أوكرانيا كان يمكن أن تنتهي بعد أشهر قليلة من الغزو الروسي، وأن حكومتي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة منعتا ذلك لإسقاط بوتين
إيلاف من دبي: يقول برانكو مارسيتش، الكاتب السياسي في صحف أوروبية عدة، إن أحدث تأكيد على ذلك يأتي من ديفيد أراخاميا، الزعيم البرلماني لحزب زيلينسكي "خادم الشعب" الذي قاد الوفد الأوكراني في محادثات السلام مع موسكو، إذ قال في مقابلة تلفزيونية حديثة: "كان هدف روسيا دفعنا إلى الحياد"، أي عدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، "وكان الروس مستعدين لإنهاء الحرب إذا قبلنا بالحياد"، مضيفًا أن هناك عدة أسباب لانهيار المفاوضات، بينها الحاجة إلى تغيير الدستور الأوكراني وحقيقة أن بوريس جونسون جاء إلى كييف لإبلاغ المسؤولين الأوكرانيين بالاستمرار بالقتال، وذلك في مقالة نشرها موقع "ريسبونسيبل ستايتكرافت" الأميركي.
قال أراخاميا أيضًا إن افتقار كييف للثقة في الجانب الروسي للوفاء بجانبها من الصفقة يعني أن اتفاق السلام "لا يمكن أن يتم إلا إذا كانت هناك ضمانات أمنية"، ما يشير بشكل غير مباشر إلى أن المفاوضات كان يمكن أن تؤتي ثمارها لو تلقت الضمانات الأمنية. فتوفير الحكومات الغربية الضمانات الأمنية لأوكرانيا كان لفترة طويلة جزءاً من المناقشة حول كيفية ضمان استدامة اتفاق السلام بعد الحرب، خصوصًا أن جونسون أخبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن الغرب لن يدعم أي اتفاق سلام بغض النظر عما تريده أوكرانيا، وأنهم يفضلون الاستمرار في القتال ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي كان أقل قوة مما كان حكام الغرب يعتقدون. يضيف مارسيتش أن جونسون نفسه أكد في مكالمة هاتفية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه حث زيلينسكي على عدم الذهاب إلى مفاوضات سلام مع روسيا.
على شفا السلام!
ذلك كله، بحسب مارسيتش، يؤكد روايات متعددة زعمت أن أوكرانيا وروسيا كانتا على شفا السلام، لكن دول الناتو حرصت على خوض حرب طويلة الأمد من شأنها أن تضعف روسيا وتزعزع استقرارها. وقالت فيونا هيل، مسؤولة الأمن القومي الأميركي السابقة، أن الجانبين توصلا إلى اتفاق سلام مبدئي في نفس الشهر الذي زار فيه جونسون كييف بشكل مفاجئ، فيما كان المستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر، ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت، والعديد من المسؤولين الأتراك، يقولون إن مسؤولي الناتو أوقفوا المفاوضات أو قوضوها.
وثقت تقارير أميركية عدة انقسامًا في الناتو: الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تترأسان فصيلًا من الدول التي تفضل حربًا أطول مع روسيا، سعيًا إلى "إنهاء نظام بوتين". يقول مارسيتش في مقالته: "الجدير بالملاحظة هو مدى تناقض هذه الإفصاحات مع توجه ساد عامين حول هذه الحرب وتحليلها. فحتى وقت قريب، أصر الناتو على أن المفاوضات مع موسكو مستحيلة، وأن الحرب لا تنتهي إلا بتحقيق النصر في الميدان، وتحقيق أهداف كييف المتمثلة في استعادة جميع الأراضي التي فقدتها منذ عام 2014. لكن تم تجاهل الأصوات التي دعت إلى التوصل إلى حل دبلوماسي، قائلة إن تبني الحياد ربما يساعد في إنهاء الحرب. يوجد الآن أدلة كثيرة تدعم هذين الادعاءين".
أوصلونا إلى الكارثة
يدعو مارسيتش إلى التشكيك الفعلي في ادعاء المسؤولين السياسيين بأن الحلول الدبلوماسية للصراعات مستحيلة، وأن الحلول العسكرية هي الحل الوحيد. يقول: "في الواقع، شهدنا نفس الحجج ضد محادثات السلام بين إسرائيل وحماس، الصراع الذي شهد مؤخراً وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار وتبادل الرهائن". فوقف الحرب الروسية &- الأوكرانية في بدايتها كانت ستمنع المذبحة. فبعد أشهر من فشل المفاوضات، اعترف زيلينسكي بأن أوكرانيا تخسر بين 60 إلى 100 جندي في كل يوم. في أغسطس الماضي، بلغت تقديرات الولايات المتحدة للخسائر الأوكرانية نحو 200 ألف شخص، بينهم 70 ألف قتيل، إلى جانب خسائر اقتصادية وديموغرافية وإقليمية كبيرة لأوكرانيا.
يختم مارسيتش مقالته بالقول إن الجهود الرامية لمنع محادثات السلام من أن تؤتي ثمارها "لا تعرض المزيد من الأوكرانيين للخطر فحسب، بل العالم بأسره. فبعد طمأنة الرأي العام الأميركي في فبراير الماضي إلى أن لا داعي للخوف من حرب نووية مع روسيا، كان الرئيس جو بايدن يحذر سراً في سبتمر الماضي من أن العالم يقترب من فناء نووي، وشهدت الأشهر التسعة عشر التي أعقبت فشل محادثات السلام الروسية الأوكرانية العديد من الأخطاء التي كان يمكن أن تحول الحرب إلى مواجهة نووية. وبالتالي، القرار بعدم السعي بجدية إلى إيجاد حل دبلوماسي للحرب في أوكرانيا حل كالكارثة على ذلك البلد وسكانه. والعزاء الوحيد البسيط هو أن ذلك قد يقدم درساً للولايات المتحدة ولدول حلف الناتو لمنع الصراعات المستقبلية".
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن مقالة كتبها فرانكو مارسيتش ونشرها موقع "ريسبونسيل ستايتكرافت" الأميركي
التعليقات
حروب شركات الغاز وتجار الاسلحه ،،
عدنان احسان- امريكا -بوتين لم ينتهي دوره ،، بعد ،،