أخبار

الأمم المتحدة ومنظمات دولية تُحذّر من سيناريو أسوأ في غزة

قلقٌ دولي من استمرار المعارك العنيفة بين إسرائيل وحماس

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

قطاع غزة (الاراضي الفلسطينية): تدور معارك عنيفة الخميس في غزة بين حماس والجيش الإسرائيلي في كبرى مدن القطاع، بينما دخلت الحرب الأشد دموية بين إسرائيل والحركة الفلسطينية شهرها الثالث منذ هجمات السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

في الأثناء، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتريش من "انهيار كامل وشيك للنظام العام" في قطاع غزة "يمكن أن يعرض حفظ السلام والأمن الدوليين للخطر"، ما أثار غضب الدولة العبرية.

وارتفعت حصيلة الضحايا في القطاع الفلسطيني الصغير، المحاصر والمدمر جراء القصف الإسرائيلي، لتبلغ الخميس 17177 قتيلا نحو 70% منهم من النساء والأطفال دون سنّ 18 عاما، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

قتالٌ في خان يونس
بإسناد جوي وبحري، وصلت دبابات وجرافات إسرائيلية إلى خان يونس الخميس ودار قتال في هذه المدينة الأكبر في جنوب القطاع، كما اشتبك مقاتلو حماس مع الجيش الإسرائيلي شمالا في مدينة غزة ومنطقة جباليا المجاورة.

في الجنوب، احتشد مئات الآلاف من المدنيين منذ بداية الحرب في رفح قرب المعبر الحدودي مع مصر، هرباً من القتال ومن الوضع الإنساني الكارثي في الشمال.

وقد أجبر الجيش الإسرائيلي بعضهم في الأيام الأخيرة على النزوح مرة أخرى، فباتوا محصورين ضمن مساحة تزداد ضيقا، وهربوا نحو مدينة رفح الحدودية مع توسع رقعة القتال.

ردا على هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر الذي خلف 1200 قتيل أغلبهم مدنيون وأدى إلى خطف 240 آخرين، وفق مسؤولين، وعدت إسرائيل بالقضاء على الحركة التي تتولى السلطة في قطاع غزة منذ عام 2007، وأطلقت حملة قصف جوي مكثف على القطاع يرافقها غزو بري منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر.

ومنذ تجدد القتال في الأول من كانون الأول/ديسمبر بعد هدنة استمرت سبعة أيام، وسع الجيش هجومه البري من شمال إلى جنوب القطاع، وشدد حصاره لمدنه الرئيسية.

وقتل 87 عسكريا إسرائيليا منذ بدء الهجوم البري في غزة، بحسب الجيش.

في الشمال، دخلت عشرات الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية إلى البلدة القديمة في غزة. وفي خان يونس، أعلن الجيش الخميس أنه "قتل إرهابيين من حماس وقصف عشرات الأهداف الإرهابية".

وفي مستشفى الأقصى بشمال غزة وصلت 115 جثة خلال 24 ساعة، بحسب منظمة أطباء بلا حدود.

في رفح
أما في رفح، فكانت في أرضية مشرحة مستشفى النجار نحو عشرين جثة ملفوفة بالبلاستيك الأبيض، من بينها جثث أطفال، محاطة بأحبائهم الذين كانوا يدعون ويبكون.

وفي رفح أيضا، أقام آلاف النازحين مخيمات مؤقتة، في محاولة للصمود في ظل فقر مدقع.

وروى خميس الدلو لفرانس برس كيف اضطر للفرار من مدينة غزة ثم إلى خان يونس وصولا إلى رفح، حيث يقيم مع عائلته في خيمة لا تقي برد الشتاء القارس.

وقال "كان هناك قصف ودمار. قاموا بإلقاء المناشير والتهديد والاتصال والمطالبة بالإخلاء والخروج من خان يونس، إلى أين سنذهب؟ إلى أين سنصل".

ووصل أحمد حجاج إلى رفح من مخيم الشاطئ في الشمال، وتحدث عن الوضع الذي يستمر في التدهور قائلا "ليس لدينا الضروريات الأساسية، والوضع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، ولا يوجد حل سياسي في الأفق".

الصحة العالمية
أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عبر تويتر أن النظام الصحي "جاث على ركبتيه" في قطاع غزة، حيث بات معظم المستشفيات في الشمال خارج الخدمة بينما تعمل مستشفيات الجنوب بطاقتها القصوى مع تدفق آلاف الجرحى وهي على وشك الانهيار.

وفرضت إسرائيل "حصارا كاملا" على قطاع غزة في 9 تشرين الأول/أكتوبر، ما تسبب في نقص خطير في المياه والغذاء والدواء والكهرباء.

كما أن الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في المستشفيات ومحطات تحلية المياه غير متوفر.

غريفيث
وأكد منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتّحدة مارتن غريفيث الخميس بأنه يرى "مؤشرات واعدة" على إمكانية فتح معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وقطاع غزة قريبا للسماح بدخول المساعدات.

وقال غريفيث خلال مؤتمر صحافي في جنيف الخميس "ما زالنا نتفاوض وتوجد بعض المؤشرات الواعدة حاليا، الدخول عبر كرم أبو سالم.. بأنه يمكن أن يُفتح قريبا".

وأعلنت الحكومة الإسرائيلية التي تعتبر موافقتها ضرورية لإدخال المساعدات من مصر، السماح بتوصيل "الحد الأدنى" من الوقود إلى غزة لتجنب "انهيار إنساني وتفشي الأوبئة"، بعد يومين من تلقيها دعوة في هذا الصدد من حليفتها الولايات المتحدة.

ووفق الأمم المتحدة، فقد نزح 1,9 مليون شخص، أي نحو 85% من السكان، عن منازلهم في غزة بسبب الحرب التي دمرت أو ألحقت أضرارا بأكثر من نصف المنازل.

ومدينة رفح هي المكان الوحيد الذي لا تزال المساعدات الإنسانية توزع فيه، بكميات محدودة، بحسب الأمم المتحدة.

ووصلت الأربعاء 80 شاحنة تحمل الغذاء والوقود إلى رفح، مقارنة بـ170 شاحنة يوميا في المتوسط خلال الهدنة و500 قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).

من جهتها، قالت هيئة وزارة الدفاع الإسرائيلية المسؤولة عن الشؤون المدنية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) "نسمح بدخول مئات الشاحنات إلى غزة، إنها مجرد مسألة لوجستية وما يمكن للأمم المتحدة أن تحصل عليه وتوزعه داخل غزة"، متّهمة حماس "بأخذ الغذاء من القوافل الإنسانية" لصالحها.

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأربعاء أن قواته "تحاصر منزل (يحيى) السنوار" في خان يونس.

والسنوار زعيم حماس في غزة ويبلغ 61 عاما، قضى 23 منها في السجون الإسرائيلية، وخرج في صفقة تبادل للأسرى عام 2011. وتتهمه إسرائيل بأنه العقل المدبر لعملية "طوفان الأقصى"، وهي التسمية التي أطلقتها حماس على هجومها المباغت الذي يعد الأسوأ في تاريخ الدولة العبرية.

وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري إن "السنوار يختبئ تحت الأرض" في إشارة إلى أنفاق حماس في غزة.

وتثير الحرب مخاوف من تحول النزاع إلى حرب إقليمية.

ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، تشهد المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل تبادلا يوميا للقصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، باستثناء هدنة الأيام السبعة في حرب غزة.

وقُتل الخميس مدني إسرائيلي ستيني بصاروخ مضاد للدروع أطلق من لبنان في اتجاه شمال إسرائيل، وفق ما أعلن الجيش وخدمة الإسعاف.

وبحسب الجيش "تم رصد عمليات إطلاق نار إضافية من لبنان في اتجاه إسرائيل" مشيرا إلى أن "المروحيات والدبابات والمدفعية تقصف مصادر" إطلاق النار.

على صعيد متصل، أظهر تحقيق أجرته وكالة فرانس برس ونشرت نتائجه الخميس، أنّ الضربة التي قتلت في 13 تشرين الأول/أكتوبر صحافياً في وكالة رويترز وأصابت آخرين بجروح بينهم مصوران لفرانس برس، نجمت عن قذيفة أطلقتها دبابة إسرائيلية.

واعتبرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" و"منظمة العفو الدولية" الخميس أن هذا القصف يستدعي تحقيقاً في "جريمة حرب".

كما تشهد الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967، تصاعدا في التوترات منذ اندلاع حرب غزة.

ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، قتل 259 فلسطينيا على الأقل بنيران الجيش الإسرائيلي أو مستوطنين في مناطق مختلفة من الضفة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

منظمات
وأكدت منظمة أطباء بلا حدود الخميس أن ضحايا إطلاق النار الفلسطينيين في الضفة الغربية باتوا يتعرضون حاليا لإصابات في الرأس والجذع أكثر منها في الأطراف.

وقال رئيس المنظمة الدولية الخيرية إنه تم رصد "تغيّر واضح" في الإصابات التي شاهدها موظفو المنظمة في مستشفيات الضفة الغربية.

وصرح كريستوس كريستو للصحافيين في مقر منظمة أطباء بلا حدود في جنيف "تغير نوع الإصابات التي يعالجونها تماما".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف