أخبار

في تكرار لمجزرة الدبابات في حرب 1973

ميركافا الأسطورية فريسة سهلة لأسلحة "صغيرة" في غزة

ميركافا إسرائيلية تتقدم قرب الحدود مع غزة في 5 ديسمبر 2023
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أثارت الصور الآتية من غزة لميركافا بقيمة 4 ملايين دولار تشتعل تساؤلات جديدة حول فعالية الدبابات في القتال البري الحديث، تمامًا كصور مجزرة الدبابات في سيناء في 1973

إيلاف من بيروت: صور "ميركافا" الإسرائيلية مشتعلة على حدود غزة تستحضر ذكريات حرب أكتوبر أخرى، جرت قبل 50 عاما. ففي أثناء حرب يوم الغفران في عام 1973، صُدم العالم بصور الدبابات الإسرائيلية تحترق في صحراء سيناء، بسبب قذائف سوفياتية رخيصة الثمن مضادة للدروع.

لا تزال الدبابات تشكل العمود الفقري للعديد من الجيوش البرية، بما في ذلك تلك التي تقاتل في أوكرانيا. ومع ذلك، دمرت حماس غير النظامية والتي تفتقر للتسيح المتقدم أكثر من 20 دبابة إسرائيلية خلال الشهرين الماضيين.

أثارت الصور الآتية من غزة لميركافا بقيمة 4 ملايين دولار تشتعل تساؤلات جديدة حول فعالية الدبابات في القتال البري الحديث، تمامًا كصور سيناء. فهل الدبابات معرضة اليوم للخطر كما كانت قبل 50 عامًا؟ أم تعاني المدرعات الإسرائيلية مشكلات تكتيكية غير فنية؟ يقول المؤرخ العسكري الإسرائيلي والمدون أوليغ غرانوفسكي لموقع "بزنس إنسايدر": "بعض الدبابات لم تكن جاهزة للقتال لأن أطقمها كانت في إجازة. في بعضها، أزيلت المدافع الرشاشة من سطح البرج لمنع سرقتها".

دبابات 1973

لم تكن الدبابات التي استخدمتها إسرائيل في عام 1973 مختلفة عن دبابات استخدمت في عام 1943. تم تصميم دبابة "سنتوريون" الأميركية والبريطانية خلال الحرب العالمية الثانية، في حين دخلت دبابة "إم 48 باتون" حيز الإنتاج في عام 1952. حتى أن الجيش الإسرائيلي استخدم دبابات "إم 4 شيرمان" التي دخلت الخدمة في أوائل الأربعينيات، لكن أداءها كان يتمتع بالصدقية في قلوب الإسرائيليين ضد مدرعات سوفياتية أحدث.

وعلى الرغم من تزويدها بمدافع عيار 105 ملم مماثلة لتلك الموجودة على دبابات الناتو في السبعينيات، فإن هذه المركبات كانت مزودة بدروع فولاذية تعود إلى الخمسينيات، وتفتقر إلى أنظمة دفاعية. كانت هذه الدبابات عرضة للتدمير بأسلحة صغيرة مضادة للدروع.

يقول موقع "بزنس إنسايدر": "المشكلة في عام 1973 لم تكن دبابات إسرائيل، بل تكتيكاتها. بعدما شعر القادة الإسرائيليون بالغرور بعد انتصارهم في عام 1967، أرسلوا في البداية دباباتهم في هجمات غير مدعومة ضد المشاة المصريين الذين كانوا مدججين بصواريخ سوفياتية مضادة للدروع من طراز ’آي تي &- 3 ساغر‘ و ’آر بي جي &- 7‘".

كان على جيش الدفاع الإسرائيلي أن يتعلم من جديد ما اكتشفته الدبابات البريطانية في عام 1942 ضد مدافع رومل المضادة للدبابات من عيار 88 ملم: لا هجمات متهورة بالدبابات. كما أصبحت نقاط الضعف الأخرى واضحة. لا تزال الدبابات الإسرائيلية القديمة المصنعة في الغرب تعاني من عيوب، على الرغم من ترقيتها. على سبيل المثال، أثبت السائل الهيدروليكي في "أم 48" أنه قابل للاشتعال إذ أصيبت المركبة.

مع ذلك، ما أن تعاونت المدرعات الإسرائيلية مع المشاة والمدفعية في عمليات الأسلحة المشتركة حتى صارت الدبابات مرة أخرى أداة الحرب الحاسمة للجيش الإسرائيلي. مع ذلك، تعرض سلاح المدرعات الإسرائيلي لصدمة كبيرة في حرب يوم الغفران. ومن بين نحو 2500 إسرائيلي قتلوا في تلك الحرب، كان معظمهم من أفراد أطقم الدبابات. فقد تم تدمير 400 دبابة وتضررت 600 أخرى، بشكل رئيسي بسبب القذائف المضادة للدروع.

وأتت الميركافا

بدأت إسرائيل في تطوير دبابتها الخاصة بعد أن فرضت بريطانيا وفرنسا حظرا على الأسلحة عليها في أعقاب حرب عام 1967. في عام 1970، شرعت إسرائيل في السعي لبناء دبابة قتال رئيسية خاصة بها تحت قيادة الجنرال إسرائيل تال، الأسطورة في حرب الدبابات. وكان من بين أهداف طال في المقام الأول دمج تركيز الجيش الإسرائيلي على الحفاظ على جنوده.

يكتب صامويل كاتز في كتابه "تاريخ الميركافا": "كان تال مصراً على أن أي تصميم إسرائيلي سيضع الحماية الشخصية للطاقم هدفًا أساسيًا؛ ويجب أن تكون المركبة قادرة على تحمل قدر هائل من النيران من دون تعريض حياة الطاقم للخطر. ونظرًا إلى أن حماية الطاقم كانت الشغل الشاغل، كان على كل جانب من جوانب الدبابة أن يتكيف مع هذا المطلب؛ القوة النارية يجب أن تأتي في المرتبة الثانية والتنقل في المرتبة الثالثة".

كانت النتيجة دبابة ميركافا - وهي كلمة عبرية تعني "مركبة" - لا مثيل لها. محركها في المقدمة، ما يضيف طبقة حماية إلى الجزء الأكثر عرضة للإصابة. في الجزء الخلفي منحدر يؤدي إلى حجرة مدرعة يمكن استخدامها لإخلاء الضحايا ويسمح بإعادة تزويد الدبابة بالذخيرة أثناء القتال. يمكنها حتى حمل ما يصل إلى 10 جنود مشاة في الخلف.

واجه الجيش الإسرائيلي مرة أخرى مشاكل مع الصواريخ المضادة للدروع في حرب عام 2006 في لبنان، عندما استخدم حزب الله صواريخ "كورنيت" روسية الصنع. على الرغم من تضرر نحو 50 ميركافا، تم تدمير خمسة فقط منها وفقا للجيش الإسرائيلي.

أحدث نسخة قيد التشغيل هي "ميركافا 4"، إذ تم الكشف عن "ميركافا 5" في سبتمبر الماضي، وتم نشرها مع كتيبة الدبابات المتمركزة على حدود غزة في 7 أكتوبر، وكذلك مع الوحدات التي تقاتل الآن داخل غزة. و"ميركافا 4" مسلحة بمدفع قوي من عيار 120 ملم وأجهزة استشعار متقدمة للتحكم بالنيران، وهي محمية بدروع ذات طبقات، إضافة إلى مجموعات دروع معيارية تحمي النقاط الحيوية.

ليس مستغربًا بعد عام 1973 أن تكون إسرائيل رائدة في مجال الدفاع عن الدبابات. يستخدم نظام الحماية النشطة "تروفي" الذي تبنته الولايات المتحدة وبريطانيا الرادار للكشف عن الصواريخ المضادة للدروع القادمة والكريات النارية لتدميرها أو حرفها.

ماذا يحدث في غزة

يصعب تقييم الصراع بين الدبابات ومضادات الدروع في غزة. ربما يكون قصف مسيرات حماس للدبابات الإسرائيلية أمرًا نادرًا أكثر من كونه تكتيكًا حاسمًا، على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي قام بتركيب أقفاص فولاذية على دباباته للحماية. والأهم من ذلك هو مجموعة حماس المتعددة من الأسلحة المحمولة المضادة للدبابات، من روسية وإيرانية وكورية شمالية، بما فيها "كورنيت"، وصواريخ "ساغر"، وقذائف "آر بي جي 7"، والقواذف عديمة الارتداد من طراز "إس بي جي 9". أنتجت حماس أيضًا دليلاً لتدمير الدبابات يقترح إطلاق الصواريخ من مسافة قريبة قبل أن يتمكن نظام "تروفي" من الرد، إضافة إلى تكتيكات أخرى.

يقول الموقع: "يبدو أن مقاطع الفيديو الإسرائيلية تُظهر نظام ’تروفي‘ وهو يعترض بنجاح صواريخ مضادة للدبابات، بينما تُظهر مقاطع فيديو حماس انفجارات على الدبابات الإسرائيلية أو حولها، على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كانت تلك الانفجارات هي اعتراضات ’تروفي‘ أو تدمير المركبات الإسرائيلية".

حدث العديد من خسائر إسرائيل في المدرعات خلال الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس في 7 أكتوبر والذي أخذ الجيش الإسرائيلي على حين غرة. استولى مسلحو حماس على نحو 50 مدرعة إسرائيلية، بينها 24 مركة "النمر " وهي حاملة جند نسخة من ميركافا.

إلى ذلك، لم تكن الدبابات الإسرائيلية مجهزة بالعدد الكافي من العديد أثناء الهجوم. دخلت إحدى دبابات "ميركافا 4" المعركة في 7 أكتوبر بفردين فقط بدلاً من أربعة. يقول غرانوفسكي إن بعض الوحدات المدرعة الاحتياطية واجهت مشكلات في الصيانة.

يقول الموقع إن الاختبار الحاسم هو عدد الدبابات التي دمرت أو تضررت أثناء القتال في غزة. فساحات القتال في المناطق الحضرية هي الأكثر فتكاً بالدروع. في 31 أكتوبر الماضي، دمر صاروخ مضاد للدروع أطلقع عنصر من حماس مدرعة "النمر"، ما أسفر عن مقتل 11 جندي من المشاة الإسرائيليين وإصابة أربعة آخرين.

المصدر: "بزنس إنسايدر"

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف