أخبار

بعد تقارير نشرتها الصحافة الإسرائيلية نفسها

هل تعدّ تل أبيب الإسرائيليين لتقبل الهزيمة في غزة؟

جندي إسرائيلي في قطاع غزة
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يقول خبير إيراني في الجغرافيا السياسية أن إسرائيل تعمل على إعداد الرأي العام لقبول وقف إطلاق النار المؤقت ثم الدائم ثم الهزيمة أمام حماس

إيلاف من بيروت: يقول عبد الرضا فرجي راد، أستاذ الجغرافيا السياسية الإيراني، لصحيفة "أفتاب يزد" الإيرانية إن تل أبيب تهيء الرأي العام الإسرائيلي لتقبل الهزيمة في الحرب مع حماس، مستشهدًا بمقالة لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.

يقول: "إسرائيل تعمل على إعداد الرأي العام لقبول وقف إطلاق النار المؤقت ثم الدائم ثم الهزيمة أمام حماس".

إسرائيل محاصرة
وورد في "هآرتس" أن إسرائيل محاصرة في حرب غزة، وأرجعت هذا الوضع إلى الأيديولوجيا المتطرفة وراء سياسات إسرائيل، فحتى استبدال بنيامين نتنياهو لن يحل مشكلة إسرائيل.

واضافت "هآرتس" أن نقطة انطلاق حرب غزة سبب وجيه لليأس، "فإسرائيل عالقة، ومرجح أن يزداد الوضع سوءا، وجنود الجيش يحققون انتصارات تكتيكية كاكتشاف الأنفاق وجمع الأسلحة، لكن التوقع بأن ذلك يمكن أن يضمن هزيمة حماس قد لا يصبح حقيقة".

العدد اليومي للضحايا في صفوف القوات الإسرائيلية، إضافة إلى حوادث مثل إطلاق النار بطريق الخطأ على ثلاثة سجناء إسرائيليين وقتلهم، خلق ضغوطاً لا تطاق لن تتمكن إسرائيل من الصمود أمامها على المدى الطويل، وفقًا للصحيفة الإيرانية. كما أن عملية تحرير الأسرى وصلت أيضاً إلى طريق مسدود، كما أن ادعاء تل أبيب بأن الضغط العسكري يزيد فعلياً من فرص الأسرى لن يتحقق.

لا إجراءات
كتبت "هآرتس" أنه على الرغم من التهديدات المتزايدة، لم يتم اتخاذ أي إجراء خلال هذه الأشهر لإعداد الجبهة الداخلية لمواجهة حزب الله في شمال البلاد، وهي حرب ستكون أسوأ من الحرب مع حماس. وفي مواجهة هاتين الجبهتين، لا يتم إيلاء الاهتمام الكافي للضفة الغربية، حيث تزايدت وتيرة الهجمات والحوادث بشكل ملحوظ منذ 7 أكتوبر. فالسياسة الإسرائيلية عالقة، مثل عملية استبدال نتنياهو الذي لا يصدقه ولا يثق به أكثر من نصف الإسرائيليين.

بحسب فرجي راد، قدم المصريون خطة سيتم تنفيذها على ثلاث مراحل: المرحلة الأولى، أسبوعان من وقف إطلاق النار، والإفراج عن 40 رهينة إسرائيلية و120 رهينة فلسطينية؛ والمرحلة الثانية، مفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية كوسيط بين حماس وإسرائيل بمشاركة مصر لتشكيل حكومة "تكنوقراط" ذات توجه غير سياسي لا تشارك فيها حماس وفتح؛ والمرحلة الثالثة، وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الحرب والتركيز على حكومة تدير غزة والضفة الغربية.

يضيف: "إسرائيليون كثيرون يتحدثون عن عدم ثقة إسرائيل بقطر ومصر. تل أبيب لا تثق بالدوحة لأنها تعتقد أن المساعدات القطرية لغزة أنفقت على حفر الأنفاق وتوفير المعدات العسكرية، ولا بالقاهرة لأن إسرائيل تدعي أن جزءا من الأنفاق يقع في مصر وقد حصلت نتيجة لإهمال القاهرة".

بحسبه، لم يعترض الإسرائيليون على قطر ومصر منذ البداية ولم يستخدموا لهجة التهديد لأنهم يعرفون أن كلاً من قطر ومصر حليفتان للبيت الأبيض، فضلًا عن تحنب استفزاز المصريين الذين لديهم جيش قوي وقوة جوية جاهزة.

تحت السيطرة؟
يسأل فرجي راد: "منذ البداية قال الجميع إنهم يحاولون منع حرب حماس ضد إسرائيل من التوسع، لكننا نرى أن سوريا ولبنان واليمن والعراق دخلوا الحرب إلى جانب حماس، بشكل مباشر وغير مباشر، فهل ما زالت هذه الحرب تحت السيطرة؟". في حالة العراق، "ينبغي القول إن مواجهتهم هي مع أميركا وليس مع إسرائيل، رغم أن هذه المواجهة ستؤثر نفسيًا على حرب حماس ضد إسرائيل. أما في ما يتعلق باليمن وسوريا ولبنان فكل التركيز ينصب على إبقاء الحرب تحت السيطرة، وحتى الضغط الأميركي على إسرائيل يحمل نفس المعنى".

يتابع: "رغم رفض حماس وإسرائيل الخطة المصرية، إنهما ما زالا يفكران فيها، وأعتقد أنه سيتم التوصل إلى هدنة خلال الأيام المقبلة، وإن كانت قصيرة، ولا أرجح توسع الحرب، ولن تستمر عدة أشهر مع هذه الخسائر البشرية الهائلة. والإسرائيليون يبحثون عن مخرج من المأزق لأن السيطرة على الأوضاع الداخلية في إسرائيل تزداد صعوبة، وخسائر الإسرائيليين في تزايد، والاحتجاجات تشتد".

لكن، هل تشن إسرائيل هجومًا واسع النطاق على الفلسطينيين بعد إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار؟ يرى فرجي راد أن حماس "لن تلعب كل أوراقها، وسيفكر يحيى السنوار في الاحتمالات المختلفة، وفي حال التوصل إلى وقف لإطلاق النار سيتم إطلاق سراح الرهائن بشكل لن تتمكن إسرائيل من شن هجمات مدمرة ضد حماس والفلسطينيين في الضفة الغربية. لكن، إن حصل المحظور، قد يتحول مشهد الحرب بشكل دراماتيكي ولن تتمكن إسرائيل من إدارتها".

المصدر: "أفتاب يزد"

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف