متهماً بولسونارو: "رحل وترك مرؤوسيه ينجزون" ما أراده
لولا يحتفي بالديموقراطية بعد عام على أعمال الشغب في البرازيل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
برازيليا: يعتزم الزعيم اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذي عاد إلى السلطة العام الماضي، التشديد على "الوحدة" الوطنية خلال مراسم يحتضنها البرلمان في برازيليا، بحضور مسؤولين في أبرز المؤسسات الحكومية.
في الثامن من كانون الثاني/يناير، بعد أسبوع من تنصيب الرئيس اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا العائد إلى السلطة، اقتحم الآلاف من انصار بولسونارو مباني القصر الرئاسي والبرلمان والمحكمة العليا، ودعوا الجيش للتدخّل للإطاحة باليساري المخضرم لولا.
ودمر المشاغبون أعمالاً فنية لا تقدر بثمن وأثاثاً نادرا، تشكل جزءاً من التراث الوطني، احتجاجاً على هزيمة زعيمهم في الانتخابات الرئاسية التي جرت في تشرين الأول/أكتوبر 2022.
والجمعة، قال لولا لوسائل الإعلام البرازيلية "أعتبر أن هناك مسؤولا مباشراً خطط للأمر وبجبن توارى عن الأنظار مغادراً برازيليا: وهو الرئيس السابق للجمهورية".
واتهم لولا سلفه بولسونارو الذي كان في الولايات المتحدة عند وقوع أعمال الشغب، بأنه "رحل وترك مرؤوسيه ينجزون" ما أراده.
ويواجه بولسونارو اليميني المتطرف الذي تولى السلطة من 2019 إلى 2022، تحقيقاً قضائياً للاشتباه بتحريضه على أعمال الشغب هذه.
وأدين نحو ثلاثين من مثيري الشغب بجرائم مختلفة، من بينها محاولة انقلاب، وصدرت في حقهم عقوبات سجن يصل بعضها لمدة 17 عاماً.
"فخ اليسار"
خلال الأشهر التي سبقت الانتخابات، واصل بولسونارو ادعاءاته غير المثبتة حيال النظام الانتخابي الإلكتروني، مما أدى إلى الايهام بحدوث احتيال، وهو ما ردده حلفاؤه على نطاق واسع، مما أدى إلى ادانته بتهمة نشر "معلومات "خاطئة" والحكم عليه بالسجن ثماني سنوات في حزيران/يونيو. لكنه لا يزال ينفي أي مسؤولية عن الهجمات.
وأكد السبت لقناة "سي إن إن برازيل" أن المتظاهرين توجهوا إلى برازيليا بناء على دعوة أطلقتها "مواقع للتواصل الاجتماعي لا علاقة لنا بها" من أجل القيام بأعمال "ندينها منذ البداية".
وأوضح أن "هذا ليس أبداً سلوك أشخاص من اليمين (...). لقد كان فخًا نصبه اليسار"، نافيًا أي محاولة انقلابية ومندداً بحدوث تلاعب.
وشبّه كثيرون تلك المشاهد بأحداث الشغب التي حصلت في واشنطن في السادس من كانون الثاني/يناير 2021 عندما اقتحم أنصار للرئيس الأميركي المنتهية ولايته في حينه دونالد ترامب مبنى الكونغرس في محاولة فاشلة لمنع المصادقة على فوز خصمه جو بايدن.
ومنذ ذلك الحين، سيطر مناخ أكثر هدوءا على المناقشات العامة، وإن استمرت أجواء تشبه "الحرب الثقافية" حول القضايا الاجتماعية البارزة، من حيازة الاسلحة إلى الإجهاض.
ترميم
يترأس لولا هذه المراسم في القاعة السوداء، وهي غرفة استقبال واسعة في الكونغرس تعرضت للنهب من قبل المتظاهرين.
ويحضر المراسم أعضاء الحكومة ومسؤولون في البرلمان وقضاة المحكمة العليا وغيرهم من القادة العسكريين، إلا أن الغياب المعلن لبعض الشخصيات اليمينية يشير إلى أن "الوحدة" التي يدعو إليها لولا لا يزال بعيد المنال.
وينطبق ذلك خصوصا على حاكم ساو باولو النافذ، تارسيسيو دي فريتاس، الوزير السابق خلال ولاية بولسونارو، والذي أعلن أنه يمضي إجازة في أوروبا.
وسيتم نشر نحو ألفي شرطي الاثنين حول المواقع الحكومية في برازيليا، وإن كانت السلطات لا تتوقع خروج تظاهرات ضخمة.
وستكون المراسم مفعمة بالدلالات، مع عرض الأعمال الفنية المتضررة جراء اعمال الشغب والتي تم ترميمها منذ ذلك الحين.
كذلك، ستُعرض سجادة للفنان ومصمم المناظر الطبيعية البرازيلي روبرتو بيرل ماركس، والتي تم انتزاعها من جدار مجلس الشيوخ وتخريبها.
وستتم إعادة النسخة الأصلية من دستور العام 1988، التي سُرقت من مقر المحكمة العليا، وهو النص الذي تبنته البلاد لطي صفحة الدكتاتورية العسكرية (1964-1985).