حزب الله ينتقم باستهداف مقرّ قيادة للجيش الإسرائيلي
ميقاتي يسعى لاستقرار الحدود.. هل يتفق اللبنانيون على القرار 1701؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يبدو الوضع في لبنان ضبابيًا وسط انقسام المواقف بين اللبنانيين الذين ينحازون بغالبيتهم لخيار السلم وعدم حشر لبنان في حرب غزة. والأمر ينسحب على الفرقاء السياسيين الذين يتمسكون بخيار السلم والالتزام بالقرار الدولي 1701 على حدود إسرائيل. لكن حزب الله يغرّد مع جمهوره خارج السرب اللبناني رغم تأكيده أنه لا يسعى للدخول في الحرب مع حفاظه على قواعد الاشتباك على حدود إسرائيل. إلا أنه أعلن اليوم الثلاثاء أنه استهدف مقرّا لقيادة المنطقة الشمالية للجيش الإسرائيلي "في إطار الرد" على اغتيال القيادي العسكري البارز في صفوفه وسام الطويل ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري.
ميقاتي
من جهةٍ أخرى، قال نجيب ميقاتي رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية لمسؤول كبير في الأمم المتحدة اليوم إن لبنان مستعد لإجراء محادثات بشأن الاستقرار على المدى الطويل على حدوده الجنوبية مع إسرائيل.
وأوضح مكتبه الإعلامي في بيان أنه اجتمع مع جان بيير لاكروا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام في بيروت للتأكيد من جديد على "استعداد لبنان للدخول في مفاوضات لتحقيق عملية استقرار طويلة الامد في جنوب لبنان" على طول الحدود مع إسرائيل.
ماهو القرار 1701
تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار 1701 عام 2006. وهو يدعو إلى وقف كامل للعمليات القتالية في لبنان.
ويطالب القرار حزب الله بالوقف الفوري لكل هجماته، كما يطالب إسرائيل بالوقف الفوري لكل عملياتها العسكرية الهجومية وسحب كل قواتها من جنوب لبنان.
وكان القرار قد دعا الحكومة اللبنانية لنشر قواتها المسلحة في الجنوب بالتعاون مع قوات الطوارئ الدولية التابعة للأمم المتحدة(يونيفيل) وذلك بالتزامن مع الانسحاب الإسرائيلي إلى ما وراء الخط الأزرق. كما يدعو إسرائيل ولبنان لدعم وقف دائم لإطلاق النار وحلّ بعيد المدى.
وتضمن القرار عدة بنود ومطالب أخرى هي:
- إيجاد منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني تكون خالية من أيّ مسلّحين ومعدات حربية وأسلحة عدا تلك التابعة للقوات المسلحة اللبنانية وقوات يونيفيل.
- التطبيق الكامل لبنود اتفاق الطائف والقرارين 1559 و 1680 بما فيها تجريد كل الجماعات اللبنانية من سلاحها وعدم وجود قوات أجنبية إلا بموافقة الحكومة.
- منع بيع وتوفير الأسلحة والمعدات العسكرية إلى لبنان إلاّ تلك التي تسمح بها الحكومة.
- تسليم إسرائيل الأمم المتحدة خرائط حقول الألغام التي زرعتها في لبنان.
- تمديد مدة عمل قوة الطوارئ الدولية في لبنان حتى 31 أغسطس/آب 2007.
- وكان مجلس الأمن قد دعا الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان(آنذاك) إلى دعم الجهود الرامية لتأمين الحصول على موافقات من حيث المبدأ من حكومتي لبنان وإسرائيل على مبادئ وعناصر حل طويل الأجل سالفة الذكر.
وأعرب المجلس عن اعتزامه المشاركة في ذلك بشكل فعال وقرر أن يسمح بزيادة عدد قوات يونيفيل إلى حد أقصى قدره 15 ألف جندي وأن تتولى القوة إضافة إلى تنفيذ ولايتها عدة مهام من بينها رصد وقف الأعمال القتالية وتقديم مساعدة لضمان وصول المساعدة الإنسانية إلى السكان المدنيين والعودة الطوعية والآمنة للنازحين.
أما فيما يتصل بمنطقة مزارع شبعا، فقد طلب القرار من الأمين العام(حينذاك) أن يقدم إلى المجلس اقتراحات خلال ثلاثين يوما بعد مشاورات مع الفرقاء المعنيين بشأن إجراء ترسيم دقيق للحدود اللبنانية.
هل من حلّ؟
وبالنظر إلى البنود أعلاها، يتبين أن القرار 1701 كان قد ضبط الحدود بين البلدين وفقًا لاتفاقية شارك فيها طرفا النزاع. لكن إسرائيل من جهة وحزب الله من جهة لم يكفا عن الاستفزازات عبر تجاوزات كثيرة متقطعة تراكمت مذاك الوقت حتى اندلاع حرب غزة بعد هجوم حماس على اسرائيل في 7 اكتوبر 2023.
ومع بدء الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة، ارتفعت نسبة التوتر وازداد القصف الذي طال العديد من المدنين اللبنانيين وأضر بمنازلهم وارزاقهم في القرى الجنوبية.
شكوى
وكان لبنان قد اشتكى اسرائيل لدى محكمة العدل الدولية اعتراضًا على قصفها للمدنيين، فيما تقول اسرائيل انها تستهدف مواقع عسكرية لحزب الله. ذلك قبل أن يتطور الأمر لاغتيال العاروري وبعده قادة من حزب الله عقب خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله كان توعد فيه اسرائيل بالرد بدون ضوابط في حال فكرت بالهجوم على لبنان.
وفي المقابل لم تتوقف التهديدات الاسرائيلية من قبل القادة الاسرائيليين وكان آخرها من وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت، الذي قال نحن قادرون أن نفعل في بيروت ما فعلناه بغزة.
هل تنجح الدبلوماسية على طريقة ميقاتي؟ أم ستستمر الاشتباكات بين اسرائيل وحزب الله وسط قلقٍ دولي من امتداد نيران غزة الى دول الجوار.
غالانت
وكان وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت قد طالب بلينكن بالضغط على ايران لوقف التصعيد باعتبارها قادرة على ضبط حزب الله.
ويبدو الموقف الاوروبي واضحًا بما عبّر عنه مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل خلال زيارته الى الشرق الاوسط، حيث قال: يجب وقف الاعمال الحربية والبحث عن حلّ سلمي.
ولا يختلف عنه الموقف الفرنسي الذي عبّرت عنه وزيرة الخارجية كاترين كولونا في حديثٍ إعلامي. فقد طالبت بوقف آلة الحرب في غزة والبحث عن حلّ سلمي.
بلينكن
من جهته بلينكن، نقل اليوم لنتانياهو توصيات بضرورة تجنب قتل المزيد من مدنيي غزة، وعدم توسيع رقعة الحرب الى دول الجوار. فهل سيقبل نتانياهو النصيحة الأميركية، أن انه سيختار مسار الحرب رغم الضغط الدولي والأميركي؟
لبنانيًا، تسعى الحكومة برئاسة ميقاتي لاستقرارٍ طويل على الحدود.. فهل ستقتنع إيران وبالتالي حزب الله بهذا المسار أم ستحثّ على التصعيد؟
والأهم هل سيغلّب حزب الله المصلحة الوطنية ويحمي البلد من ويلات حربٍ جديدة أم سيسعى لانتقامه على حساب اللبنانيين؟!
التعليقات
نتمنى لك التوفيق
صالح -نتمنى لك التوفيق لعل الله يساعد في رغباتك