أخبار

الهجوم سوف يستمر "حتى يتحقق النصر"

وزير في مجلس الحرب الإسرائيلي يشكك في استراتيجية نتنياهو في غزة

اتهم وزير في مجلس الحرب الإسرائيلي غادي آيزنكوت نتنياهو بالكذب بشأن أهداف الجيش الإسرائيلي في غزة
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

اتهم وزير في مجلس الحرب الإسرائيلي رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بأنه لا يقول الحقيقة فيما يتعلق بأهداف الجيش الإسرائيلي في غزة.

جاء ذلك بعد أن رفض نتنياهو علانية الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة اتجاه قيام دولة فلسطينية مستقبلية، مصرا على أن الهجوم الإسرائيلي سوف يستمر "حتى يتحقق النصر".

وقال الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي غادي آيزنكوت، الذي قُتل ابنه في حرب غزة، إن الذين يؤيدون فكرة "الهزيمة المطلقة" لحماس لا "يقولون الحقيقة".

وقال الجنرال المتقاعد أيضا إن نتنياهو يتحمل "المسؤولية بوضوح" عن الفشل في حماية بلاده في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، مطالبا بإجراء انتخابات جديدة لأنه يرى أنه "لا توجد ثقة" في القيادة الإسرائيلية الحالية.

وقتلت حماس 1300 شخصا واحتجزت 240 رهينة في هجوم مباغت شنته الحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل، وجاء الرد الإسرائيلي في صورة غارات جوية واجتياح بري وقصف مستمر على القطاع منذ هجوم حماس، مما أدى إلى مقتل حوالي 25 ألف فلسطيني بحسب ما أعلنته الصحة الفلسطينية ونزوح حوالي 85 في المئة من سكان القطاع.

وردا على تصريحات نتنياهو بشأن دولة فلسطينية، قال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن الوطني في البيت الأبيض، إن الولايات المتحدة وإسرائيل "لديهما وجهات نظر مختلفة تماما".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إنه لن يكون من الممكن تجاوز التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل دون إقامة دولة فلسطينية.

ماذا نعرف عن اتفاق إيصال مساعدات لغزة وأدوية للرهائن الإسرائيليين ؟

الإسرائيليون وقادتهم يرفضون دفع ثمن صفقة الرهائن - هآرتس

على مدار مسيرته المهنية في عالم السياسية، يقاوم نتنياهو قيام دولة فلسطينية حتى أنه أعرب عن فخره الشهر الماضي بأنه حال دون قيامها.

وقد يؤدي التوقيت الذي يقبل فيه نتنياهو على تحدي آخر لإرادة الولايات المتحدة إلى زيادة شعور رئيس وزراء إسرائيل بالعزلة الدولية، إذ زاد عدد القتلى في غزة عن 25 ألف شخصاً، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع.

وحاولت الولايات المتحدة كثيرا التأثير على الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية خلال هذا الصراع، إذ حثت إسرائيل على شن المزيد من الهجمات الموجهة بدقة في غزة بدلاً من الضربات الجوية الشاملة؛ وتأجيل أو إلغاء الاجتياح البري؛ والدخول في محادثات هادفة حول حل الدولتين الذي تجاور فيه إسرائيل الدولة الفلسطينية المستقبلية، مع دور للسلطة الفلسطينية في ذلك.

لكن هذه الدعوات كانت غالبا ما تقابل بالرفض من قبل نتنياهو أثناء اجتماعات يسودها التوتر بينه وبين مسؤولين أمريكيين، وهو ما أدى إلى تعميق الشعور بالإحباط في بعض الدوائر الأمريكية بسبب الدعم غير المشروط الذي يظهره الرئيس جو بايدن لإسرائيل.

ووسط الموت الذي يلقي بظلال ثقيلة على المنطقة جراء هذا الصراع، يأمل حلفاء إسرائيل أن تعود الحياة مرة أخرى إلى خطة الدولتين التي راحت في سبات عميق باعتبارها السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم.

لكن يبدو أن تصريحات نتنياهو تظهر بوضوح أنه يريد العكس تماما؛ وهو موقف يأمل رئيس الوزراء الإسرائيلي من دون شك أن يتوافق أكثر مع الإدارة المستقبلية لدونالد ترامب، وهو أيضا الموقف الذي قد يمهد توقيته الطريق أمام نتنياهو لمنح صديقه الأمريكي القديم ما يمكنه أن يستخدمه في استمالة الناخبين الأمريكيين المؤيدين لإسرائيل ليحصد أصواتهم في انتخابات الرئاسة الأمريكية.

وفي الداخل الإسرائيلي، يلجأ رئيس الوزراء الذي تتراجع شعبيته إلى اليمين المتشدد الذي يدعم حكومته الحالية.

وكشفت نتائج استطلاع رأي أُجري في الفترة الأخيرة أن 15 في المئة فقط من الإسرائيليين يريدون أن يبقى نتنياهو في منصبه بعد الحرب.

ورغم أن أغلب الإسرائيليين يواصلون دعم العمل العسكري ضد حماس، فإن الأغلبية يقولون الآن إنهم يريدون إعطاء الأولوية لإعادة الرهائن المتبقين الذين يبلغ عددهم نحو 130 رهينة إلى إسرائيل على حساب الهدف المستحيل المتمثل في القضاء على حماس.

كما تُعد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن الدولة الفلسطينية المستقبلية رفضاً لمحاولات الوساطة العربية لتسوية الصراع.

وقدمت السعودية عرضا يتضمن هدية تشجيعية لنتنياهو؛ هي التطبيع بين السعودية وإسرائيل، كجزء من اتفاق وقف إطلاق نار يتضمن حل الدولتين.

لكن يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يراهن ببقائه السياسي على موقف متشدد مناهض للفلسطينيين.

فلم يعد بمقدوره أن يتخذ من "الأمن" ذريعة لبقائه في السلطة عقب أسوأ هجمات في التاريخ الإسرائيلي الذي تعرضت له البلاد على مرأى ومسمع منه.

والآن أصبح موقف "لا لفلسطين المستقلة"، الذي يرى نتنياهو أنه قد ينسجم مع المزاج العام للشعب، رغم التراجع المتزايد في حبه لرئيس وزرائه، لا يزال - أي الشعب- في حالة صدمة شديدة لدرجة أنه لا يمكنه تصور قيام دولة فلسطينية مجاورة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف