مصاب باضطراب تنكسي يؤدي إلى فقدان البصر بشكل تدريجي
مايكل أوين عن فقدان نجله البصر: "لو كان بإمكاني لأعطيته عيني"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يقول المهاجم السابق للمنتخب الإنجليزي لكرة القدم، مايكل أوين، إنه مستعد للتبرع بعينيه لابنه، لو كان ذلك سيساعده على استعادة بصره.
وقد أصيب جيمس أوين، الذي كان يأمل أن يصبح نجما كرويا مثل والده، بمرض ستارغاردت، وهو اضطراب تنكسي يؤدي إلى فقدان البصر بشكل تدريجي، وهو في الثامنة من عمره.
وقال مايكل أوين في حديث مع بي بي سي: "لو استطعت أن أعطيه عيني لفعلت".
وأضاف: "سأنفق كل ما أملك من أموال، من أجل أن يستعيد جيمس بصره".
وينتمي جيمس إلى عائلة لها تاريخ عريق في كرة القدم، فوالده مايكل لعب مهاجما في العديد من الأندية، من بينها ليفربول، وريال مدريد، ثم انضم، في صفقة مثيرة للجدل، إلى مانشستر يونايتد، غريم ليفربول التقليدي. وكان والد مايكل، تيري أوين، لاعبا في نادي إيفرتون في 1966.
وكانت كرة القدم تجري في عروق جيمس مجرى الدم، لكن عائلته بدأت، شيئا فشيئا، تدرك أن فتاها ليس على ما يرام.
وكان جيمس لاعبا ماهرا، لكنه غالبا ما يخفق في التمريرات الدقيقة، ولا يلاحظ حركة اللاعبين بعيدا عنه، في الملعب.
وزاد قلق الوالدين أكثر عندما عجز ابنهما عن المنافسة في الملاعب الكبيرة. وتفاقم الأمر بسرعة، حسب جيمس.
ويذكر مايكل حجم التذمر الذي كان يشعر به عندما يأخذ صورة للعائلة، في البيت أو أثناء العطلة، لأن ابنه يبدو وكأنه يميل بنظره إلى جانب الكاميرا وليس إليها مباشرة.
ثم جاءت "الضربة الموجعة" عندما ذهب مايكل مع زوجته، لويز، إلى أخصائي العيون، وأخبرهما بتشخيص جيمس.
وحسب المعهد الملكي البريطاني للمكفوفين فإن ستارغاردت هو اضطراب وراثي في العيون يصيب البقعة، وهي الجزء الرئيسي في شبكية العين، ويسبب ضعفا في البصر.
ويشعر مايكل بنوع من الذنب بسبب حالة ابنه.
ويقول: "الوالدان يريدان أن يكون ابنهما مثاليا في كل شيء، وهو كذلك، لكن حالته محزنة".
ويضيف: "نفكر في المستقبل. هل سيكون بمقدرته قيادة السيارة؟ هل سيكون بمقدرته العمل؟ كل هذه الأمور تخطر ببالك".
ويقول إن العمليات الجراحية والاختبارات التي خضع لها على مر السنين، بينما كان الخبراء يراقبون حالة جيمس، صعبة أيضا.
ويضيف: "فأنت تدفع ابنك إلى شيء تعرف أنه مؤلم. إنه أمر فظيع. تريد أن تحمل عنه كل ذلك الألم".
وقال جيمس لمذيعة بي بي سي، إيما تريسي، وهي كفيفة أيضا، إن "رؤيته المركزية مضببة"، وإنه يجد "صعوبة في رؤية الألوان المختلفة والأضواء المختلفة"، على الرغم من أنه يتمتع "برؤية جانبية جيدة".
وقد تعلم كيف يتأقلم مع المحيط الخارجي، باستعمال حيل يعرفها كل من يعاني من ضعف البصر.
وأضاف: "أتذكر لون السترة التي يرتديها أبي. فإذا خرجت، تعرفت عليه من لون السترة، وليس من وجهه، لأنني أجد صعوبة في رؤية التفاصيل".
ويقول مايكل، الذي يهتم حاليا بتدريب الخيول، إن الزمن كفيل بعلاج كل شيء. فقد وجد جيمس مشقة في فهم التشخيص عندما كان صغيرا، لكنه اليوم يتعامل معه بشكل إيجابي".
ويضيف: "إنه قوي جدا من الناحية النفسية. لي أربعة أبناء، وربما كان قلقي على مستقبل جيمس أقل من قلقي على مستقبل إخوته".
ويستعد الوالد وابنه لإطلاق أول فيلم وثائقي لهما، عنوانه "كرة القدم للجميع"، وهو الفيلم الذي يتطرق أيضا لفقدان جيمس للبصر.
وتابع الثنائي مباريات منتخب انجلترا لكرة القدم للصالات لفئة ضعف البصر، والذي شارك في نهائيات كأس العالم 2023 التي جرت في برمنغهام.
وتجري المباريات داخل قاعات أصغر حجما، وتستعمل فيها كرة أثقل وزنا، فلا ترتد كثيرا. ويصنف اللاعبون حسب ضعف بصرهم. وحارس المرمى كامل البصر، لكن دوره يقتصر على حراسة المرمى.
وعندما شارك جيمس في أول حصة تدريبية، تمكن من اللعب على الفور.
وقال: "لقد سجلت هدفا مع المنتخب الانجليزي، وأنا فخور بذلك".
ثم توقف، واعترف: "وبعدها تعرضت لمراوغة محرجة، وسجلت هدفا في مرمى فريقي، ولم تكن تلك لحظة عظيمة".
ولم يستطع مايكل أن يمنع نفسه من التعليق، وقال ساخرا: "إنها اللحظة الأكثر إحراجا في كرة القدم، عندما يمرر اللاعب المنافس الكرة بين قدميك".
ويقول جيمس في الفيلم الوثائقي، الذي أنجز قبل جائحة كورونا: "كانت تلك تجربة خيالية. كنت في طفولتي خجولا، لكن هذه التجربة أخرجتني فعلا من القوقعة".
وعلى الرغم من أن جيمس وضع كرة القدم جانبا، فإنه يقول: "لدي أحلام كثيرة".
فقد اكتشف شغفه بالمال والأعمال. وهو حاليا يدرس هذا التخصص في الجامعة. ويأمل أن يفتح شركته الخاصة مستقبلا، لكنه لم يقرر حتى الآن المجال الذي يريد الاستثمار فيه مستقبلا.
ويقول مايكل مازحا: "عندما أتقاعد عن العمل بعد نحو ثلاثة أعوام، سيتولى هو إدارة إمبراطورية العائلة".