هل تردعه الغرامة المالية الكبيرة؟
خسارة قضية التشهير "سلاح ذو حدين" لترامب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ألزمت هيئة محلفين في نيويورك الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بدفع 83,3 مليون دولار للكاتبة، إي جين كارول، بسبب التشهير بها، وإنكار دعواها باعتدائه عليها جنسيا.
ويرى خبراء القانون أن قرار المحكمة بمثابة إنذار للرئيس الأمريكي السابق بأن يكف عن قذف الناس. فهل سيحدث هذا بالفعل؟
وكسبت كارول، العام الماضي، قضية مدنية أخرى، إذ أدانت هيئة محلفين ترامب بالاعتداء جنسيا على الكاتبة والتشهير بها، وألزمته بدفع تعويضات قدرها 5 ملايين دولار.
ولم يثن قرار المحكمة الأولى الرئيس الأمريكي السابق عن الاستمرار في إنكار ادعاءات الكاتبة ومهاجمتها، إذ زعم أنه لم يلتقها أبدا.
لكن قيمة التعضويات الضخمة، التي أقرتها المحكمة الثانية، جعلته يتوقف عن التحامل على صحفية مجلة آل السابقة، في تعليقه على الإنتنرت، واكتفى بوصف القضية بأنها حملة تشويه "بتوجيه من بايدن".
ويواجه ترامب أربع قضايا جنائية أخرى، ومن المتوقع أن تُفرض عليه غرامات بملايين الجنيهات، في محاكمة في نيويورك، متعلقة بالفساد المالي. لكنه دأب على وصف هذه القضايا المرفوعة ضده بأنها لأغراض سياسية.
ويرى غرانت ريهر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة سيراكوز، أن المشاكل القضائية التي يواجهها ترامب كانت لها آثارسلبية وأخرى إيجابية على حملته الانتخابية.
وقال ريهر لبي بي سي: "لقد أضرت المشكلات القضائية بصورة ترامب عند عموم الناس، لكنها حفزت قواعده الانتخابية وعززتها. وجعلت بعض الجمهوريين الذين كانوا يقفون في الوسط إلى الميل نحو قضيته".
وأضاف: "حاول ترامب أن يتفاخر بهذه المشكلات القضائية باعتبارها مظلمة، وعنوانا لالتزامه تجاه أنصاره".
وأشار ريهر إلى أن "رفع المظلمة" قد يفيد ترامب في الانتخابات التمهيدية في الحزب الجمهوري، لكننا لا نعرف كيف سيكون أمره في الانتخابات العامة.
وتشير بعض استطلاعات الرأي إلى تقارب بين ترامب وبايدن في سباق الرئاسة، وتمنح ترامب تقدما في بعض الحالات، وهو ما قد يجعلهما يعيدان سباق انتخابات 2020.
ويرى ريهر أن الأمر نفسه ينطبق على الرئيس جو بايدن، في إشارة إلى تراجع رضا الناس عن أدائه، وتزايد قلهم بشأن تقدمه في السن.
وحتى إذا كان ترامب يعتقد فعلا أن كارول ظلمته، وهو ما يعتقدده أغلب أنصاره، فإن قرار المحكمة يوم الجمعة يعكس موقف 9 محلفين من أصل 10 من تصرفاته.
وأشار المحامون المدافعون عن كارول، خلال المحاكمة، إلى أن ترامب واصل التشهير بها داخل وخارج المحكمة.
وطلبوا في مرافعتهم من المحلفين، وهم 7 رجال وامرأتان، أن يسلطوا عليه العقوبة التي من شأنها أن تجعله "يكف عن تلك التصرفات".
ويقول المحامي والأستاذ في كلية جون جي للقانون الجنائي: "هذا مبلغ كبير جدا. ما أراده المحلفون هو أن هذا رجل ثري، لا يرتدع. والسبيل الوحيد لردعه هو الإضرار به ماليا".
وأوضح أن 65 مليون دولار من المبلغ الإجمالي البالغ 83 مليون دولار هي تعويضات عن الضرر. وتحدد قيمة التعويض بناء على خطورة الضرر.
وقال المحامي، جون يو، لقناة فوكس نيوز: "الغاية من كل هذا أن يقولوا لترامب اغلق فمك".
وأضاف: "لا أصدق كيف أن المحامين لم يقنعوا ترامب بأن يقود حملته الرئاسية، ويوجه الاتهامات بشأن ازدواجية النظام القضائي، ويدعها لحالها".
وعلى الرغم من تلميح ترامب بأنه سيطعن في القرار، فان خبراء القضاء أكدوا لبي بي سي أنه من المستعبد أن يفلح في مسعاه.
ويرى رونل أندرسون جونز، الأستاذ بجامعة يوتا، أن القيمة الإجمالية للتعويضات عن الضرر ليست "مجحفة إلى درجة تثير التحفظ، لذلك أتوقع أن تبقي عليها المحكمة".
وأضاف جونز أن الدليل على الأثر الردعي لقيمة التعويضات هو أن ترامب، في رده على الإنترنت، هاجم بايدن والنظام القضائي، لكنه تحاشى ترديد الأكاذيب عن كارول.
وقال استاذ القانون في جامعة ريتشموند، كارل توبياس، إن "تصرفات الجمهوريين المسيئة" خلال المحاكمة أضرت بالقضية.
وأضاف أن ترامب أظهر "عدم احترام تجاه القضاء والمحلفين والادعاء، خاصة كارول والنظام القصائي المدني".
ومن المستعبد برأيه أن تقبل المحكمة العليا طعنه، لأن قضاتها نادرا ما يراجعون مثل هذه القضايا المدنية.
ويقول المدعي العام الفيدرالي السابق، ميتش إيبنر، إن ترامب تجنب دفع أي أموال إلى كارول حتى الآن، عن طريق تحويل وديعة إلى المحكمة تزامنا مع إجراءات النقض.
ويتوقع أنه سيفعل الشيء نفسه مع قرار المحكمة الجديد.
ولو أنه لم يفعل ذلك لشرعت كارول في الحجز على أصول الرئيس السابق في كل البلاد، ولوضعت رهنا على عقاراته.
وبالنظر إلى الانتصارات الأخيرة التي حققها ترامب في الانتخابات التمهيدية في الحزب الجمهوري في أيوا ونيوهامشير، فإنه لا يتوقع أن تؤثر قرارات الجمعة على مسيرته نحو كسب ورقة التشرح للرئاسة عن الحزب الجمهوري في مارس/أذار.
ويقول المحلل السياسي، براين كراولي، إن المحك المقبل سيكون في كارولينا الجنوبية، في إشارة إلى الانتخابات التمهيدية يوم 24 فبراير/شباط.
وبما أنه يتقدم عن نيكي هيلي في استطلاعات الرأي، فستكون الفرصة أمامها لتذكر الناخبين بأن ترامب يواجه مشكلات كثيرة قد تفقده سباق الرئاسة أمام بايدن.