أخبار

ينظّمون زيارات لليمنيين على متنها

الحوثيون يحولون سفينة محتجزة إلى معلم سياحي

سفينة "غالاكسي ليدر" التي يحتجزها اليمنيون الحوثيون خلال جولة لصحافيين عليها في 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الحديدة: قبالة سواحل الحُديدة في غرب اليمن، يعرض المتمردون الحوثيون بفخر سفينة "غالاكسي ليدر" التي يحتجزونها منذ أكثر من شهرين لارتباطها برجل أعمال إسرائيلي، وينظّمون زيارات لليمنيين على متنها.

ويقول زبير الحيدري القادم من العاصمة صنعاء التي تبعُد أكثر من مئتَي كيلومتر عن الحديدة، لوكالة فرانس برس، إنه قام برحلة تستغرق خمس ساعات "لغرض زيارة السفينة الإسرائيلية التي تمّت السيطرة عليها".

على متن قارب خشبيّ صغير، يجلس زبير إلى جانب نحو عشرة يمنيين جاؤوا من مناطق سيطرة الحوثيين ومعظمها في شمال البلاد، كانوا يلتقطون صورًا ومقاطع فيديو لهم أثناء اقترابهم من السفينة "غالاكسي ليدر"، بينما يخزّنون نبتة القات المنبّهة، وهي عادة يومية بالنسبة لليمنيين.

لا يرتدي أحد منهم سترة نجاة فوق ملابسهم التقليدية في الإجمال خلال الرحلة التي تستغرق عشر دقائق مقابل 500 ريال يمني لكل زائر (نحو دولار واحد حسب سعر الصرف في مناطق سيطرة الحوثيين)، أي ما يعادل وجبة غداء لفرد واحد.

ويقول زبير "شرف وفخر لنا كيمنيين أن تقوم قواتنا المسلحة بهذا العمل الجبّار نصرةً لإخوانهم المستضعفين في فلسطين وغزة".

وشكّل استيلاء المتمردين اليمنيين في 19 تشرين الثاني/نوفمبر على السفينة التي تملكها مجموعة بريطانية تابعة لشركة مقرّها إسرائيل، باكورة هجماتهم على سفن تجارية في البحر الأحمر يشتبهون في أنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إليها، وذلك تضامنًا مع قطاع غزة الذي يشهد حربًا مع الدولة العبرية منذ السابع من تشرين الثاني/نوفمبر.

ومذاك، استهدف الحوثيون عشرات السفن، لكن في معظم الأحيان أسقطت القوات الأميركية صواريخهم ومسيّراتهم، فيما يؤكد المتمردون غالبًا أنهم أصابوا أهدافهم. ويتسبّب ذلك بعرقلة الملاحة في المنطقة الاستراتيجية التي تمرّ عبرها 12% من التجارة العالمية.

"سيرون أكثر من ذلك"
ما إن يصل الزوّار وجميعهم رجال، إلى جوار السفينة الراسية قبالة سواحل الصليف بمحافظة الحديدة (غرب)، يصعدون اليها على سلّم أبيض حديديّ. خلال الزيارة، يلتقطون صورًا تذكارية. يؤدي آخرون رقصة البرع اليمني التراثية على وقع أغانٍ حوثية حاملين الخناجر التقليدية، تحت أشعّة شمس ساطعة.

واجتاز محمد البيضاني حوالى 400 كيلومتر من محافظة البيضاء إلى محافظة الحديدة في رحلة تستغرق نحو ثماني ساعات، فقط لزيارة السفينة.

ويقول إن السفينة تشكّل مصدر "عزّ وفخر للشعب اليمني".

وتكلّف الرحلة من صنعاء إلى الحديدة في حافلات النقل العام سبعة آلاف ريال يمني (13,2 دولارًا). أما من البيضاء إلى الحديدة فالنقل المشترك غير متوفر لذلك يلجأ السكان إلى سيارات كبيرة لأنّ الطريق وعر، تؤمن رحلات مرّتين في الأسبوع مقابل 12 ألف ريال يمني (22,6 دولارًا).

لم يرَ الزوّار الذين التقتهم وكالة فرانس برس على السفينة، أفراد طاقمها البالغ عددهم نحو 25، وهم من جنسيات مختلفة بينها الأوكرانية والبلغارية والفيليبينية، ولا يزال مصيرهم مجهولًا. بعد أيام من خطف السفينة، أظهر فيديو نشره الحوثيون مجموعة أشخاص قُدّموا على أنهم طاقم السفينة، يستمعون إلى قائد القوات البحرية التابعة للحوثيين اللواء محمد فضل عبدالنبي، يرحّب بهم في اليمن.

ولمحاولة ردع الحوثيين، شنّت القوّات الأميركيّة والبريطانيّة في 12 و22 كانون الثاني/يناير ضربات مشتركة على مواقع عسكرية تابعة لهم في اليمن. كما نفّذ الجيش الأميركي ضربات على صواريخ قال إنها كانت معدّة للإطلاق في اتجاه سفن في خليج عدن أو في البحر الأحمر.

ويؤكد أبو عماد، وهو مقاتل في صفوف المتمردين، أن "الأميركيين سيرون أكثر من ذلك بكثير".

ويهدّد الحوثيون باستمرار أن هجماتهم ستتواصل حتى انتهاء الحرب وفكّ الحصار عن غزة.

"وجهة سياحية"
رفعت على السفينة أعلام يمنية وفلسطينية، كما عُلّقت على متنها لافتات تحمل شعارات مناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل.

وقال عضو المكتب السياسي للحوثيين حزام الأسد لفرانس برس إن "تقاطر أبناء الشعب اليمني إلى هذه السفينة التي تُعد اليوم وجهة سياحية دليل على أن الشعب اليمني أصبح بما يمتلكه من وعي وإدراك، متلهفًا لملاقاة العدو لمواجهته".

وتُنظّم الزيارات إلى السفينة طوال أيام الأسبوع ما عدا السبت والثلاثاء، من الساعة الثامنة إلى الحادية عشرة صباحًا ومن الساعة الثانية بعد الظهر حتى السادسة مساءً.

بعد أن أمضى زبير ومحمد وآخرون كانوا معهم، ساعةً على متن السفنية، غادروا في القوارب نفسها. في الطريق، كانوا يهتفون "الله وأكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام، لبيك يا أقصى".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف