أخبار

مدينة رفح في غزة أشبه بـ"طنجرة ضغط من اليأس"

الأمم المتحدة قلقة من تصعيد الأعمال العدائية في خان يونس

نازحون فلسطينيون يفرون من خان يونس في جنوب قطاع غزة. 30 كانون الثاني (يناير) 2024
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

جنيف: أعربت الأمم المتحدة الجمعة عن مخاوفها من تدهور الأوضاع في جنوب قطاع غزة، قائلة إن ارتفاع عدد الباحثين عن الأمان في رفح جعل من المدينة أشبه بـ"طنجرة ضغط من اليأس".

وأعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن قلقه العميق إزاء تصعيد الأعمال العدائية في خان يونس، ما أدى إلى زيادة عدد المتجهين جنوبا إلى رفح في الأيام الأخيرة.

وقال المتحدث باسم أوتشا في جنيف ينس لاركي إن "معظمهم يعيشون في مبان موقتة أو خيام أو في العراء".

ووصف لاركي رفح بأنها "بمثابة طنجرة ضغط من اليأس"، مضيفًا: "نحن نخشى مما سيأتي بعد ذلك".
وأضاف: "تتعرض مدينة خان يونس أيضا لهجمات متزايدة. ومن المثير للصدمة أن نسمع عن القتال العنيف الدائر بالقرب من المستشفيات، ما يُعرّض سلامة الطواقم الطبية والجرحى والمرضى للخطر، بالإضافة إلى آلاف النازحين الذين يبحثون عن ملجأ هناك".

وأشار الى أن شركاء مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في مجالي الغذاء والأمن أفادوا بأن نصف إجمالي المساعدات الغذائية المقدمة في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي تم توزيعها في رفح، مما يعكس تركز السكان هناك.

لا أمان
وعن توجه الناس جنوبًا، أكد لاركي أنهم ليسوا في أمان لا في غزة ولا في رفح أيضا". مضيفًا: "في كل أسبوع نعتقد أن الأمر لا يمكن أن يصبح أسوأ، لكنه يزداد سوءا".

وفيما دعت محكمة العدل الدوليّة إسرائيل، المسيطرة على كلّ معابر دخول المساعدات الدوليّة إلى قطاع غزّة الذي تفرض عليه حصارا تاما، الى اتخاذ "خطوات فوريّة" لتمكين توفير "المساعدات الإنسانيّة التي يحتاجها الفلسطينيّون بشكل عاجل"، أكد لاركي أنه لم يلحخظ في الأسابيع الأخيرة أي تحسن على الإطلاق في الوضع الإنساني في أي مكان بقطاع غزة".

منظمة الصحة
من جانبه، أكد ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريتشارد بيبركورن أن رفح كانت مدينة يسكنها حوالى 200 ألف شخص، لكن المنطقة أصبحت الآن تؤوي أكثر من نصف سكان غزة الذين يزيد عددهم عن مليوني نسمة.
وقال عبر الانترنت من القدس "لا ينبغي مهاجمة رفح."

أزمة طبابة وجوع
من جهته، دعا بيبركورن إلى إقامة ممرات إنسانية، وقال أن منظمة الصحة العالمية خططت لإرسال 15 بعثة إلى شمال قطاع غزة الشهر الماضي، تم تسهيل ثلاث منها، فيما تم تسهيل أربع مهمات من أصل 11 مخطط لها إلى جنوب القطاع.

ومن بين المستشفيات الـ 36 في غزة، هناك 13 مستشفى تعمل بشكل جزئي واثنان آخران يعملان بالحد الأدنى.

وأوضح بيبركورن أن "نحو 6000 شخص يعانون من إصابات الحرب و2000 شخص يعانون من حالات طبية أخرى يحتاجون إلى الإجلاء إلى مصر المجاورة، لكن 1243 مريضاً فقط تمكنوا من القيام بذلك حتى الآن. وهذا الوضع محبط للغاية".

وإذ تحدث أيضا عن قلق بالغ إزاء سوء التغذية في غزة والتهديد بالمجاعة، ذكّر بيبركورن بأن غزة كانت مكتفية ذاتيًا نسبيا في اللحوم والدواجن والبيض والأسماك والفواكه والخضروات، ولكن "تلك الصناعة بأكملها اختفت".

من جهته أحمد ضاهر الذي يترأس مكتب غزة الفرعي في المنظمة، قال: "الناس يبدون ضعفاء ونحيفين بشكل واضح بسبب نقص التغذية. وكل من نتحدث إليه يعاني الجوع".
وختم: "يبحث الناس عن الغذاء والأمان، ويكاد يكون مستحيلا العثور على كليهما".

حصيلة القتلى
اندلعت الحرب الأخيرة في قطاع غزة إثر هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الذي أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصا، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى آخر الأرقام الرسميّة الإسرائيلية.

وردّا على الهجوم، تعهّدت إسرائيل القضاء على الحركة، وتنفّذ منذ ذلك الحين حملة قصف مدمرة أتبعت بعمليات برية منذ 27 تشرين الاول (أكتوبر)، ما تسبب بمقتل 27131 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.

وخُطف نحو 250 شخصاً خلال هجوم حركة حماس ونقلوا إلى قطاع غزة، وفق السلطات الإسرائيلية. ولا يزال 132 رهينة منهم محتجزين، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أن 27 منهم لقوا حتفهم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ما يُسمّى (الأمم المتحدة) مؤسّسةٌ عاجزة عن أداءِ مَهامِّها.
علي المغربي -

ما يُسمّى (الأمم المُتّحدة) مؤسسة عاجزةٌ عن أداءِ مَهامِّها كامِلَةً في غزة، و يتّضِح ذلك من خلال عدم فكّ الحِصار على القطاع لِدُخول مُساعَدات للشعب الفلسطينيّ الذي أُبيدَ و لا يزالُ يُبادُ بالألة الحربيّة الإسرائيليّة التي ترحَم الأطفال و النساء الأبرياء العُزَّل، فإذا كانت غيرَ قادِرة على إيقاف الإبادة الجماعيّة التي تقتَرفُها إسرائيل أمام أعْيُنها، فعليْها بالقيام بِالمُهِمّة المَنوطة في إدخال كلّ مُستَلزَمات الحياة للشعب، من غذاء و دواء و ماء و وَقود و ألبِسة و أغطيَة و خيامٍ و غيرها لإنقاذِ أطفال و نساء و شيوخ و مرضى و جرحى، انتشرَت المَجاعة في أوساطِ الشعب البريء ، الذي وَصلَ به الحال إلى أكْلِ أعلافِ المواشي لإنقاذ الأطفال من موْتٍ مُحقَّق جرّاء الجوع. لقد انتهكت إسرائيل حرمات مآوي الاونوروا التّابعة لِ"لأمم المتحدة" بِقصْفها و تدميرِها و إبادَة النّازحين إليها من الفلسطينيّين الفارِّين من بيوتِهم المُدَمَّرة من شدّة القصْف الهمَجيّ الإسرائيليّ، بالإضافة إلى منْع طواقِم الإنقاذ من الوُصول إلى أماكن القصْف لانتشال القتلى و الجرحى من تحتِ الأنقاض، و قد تجرّأَ المَسؤولين الإسرائيليّين على اتِّهام العامِلين بمُنظمة الأونوروا باتّهاماتٍ كاذِبَةٍ و مَفضوحة، و من بين هذه الاتِّهامات الواقِحة، احتماء رجال حماس بِمَقرّاتِها و التَّستُّر عليهم، و كذا اتّهام مُوَظَّفيها بالتّخابُر مع حماس و مُساعَدتها و غيرها من الادِّعاءات و الافتِراءات التي تخلُقُها إسرائيل و تصنَعُها من أجل التَّخلُّص من هذه المُنظّمة و مهامِّها في إنقاذِها للشعب الفلسطينيّ كيْ يبقى المرضى و الجرحى و العجَزَة في العراء و بِدون أكلٍ و لا شُربٍ و لا دواء و لا إسعاف حتى يموتوا بِبُطء، لأنّ هدف إسرائيل غير المُعلَن هو القضاء على الشعب الفلسطينيّ و طيّ ملفّ القضية الفلسطينيّة و حقّهم في إنشاء دولَتهم على أرضهم المُحتلّة منذ عقود.إسرائيل تحدّت و لازالت تتحدّى "الأمم المتحدة". فقد أصظرت هذه المؤسسة الدوليّة العديد من القرارات لِصالح القضية الفلسطينيّة و لم يتمّ تنفيذها من قبل إسرائيل مَدعومة بالضّغوط الأمريكيّة التي تُمارسُها على الأمم المُتحدة سياسيّاً و اقتصاديّاً،، مِمّا يُفقِدُها مِصداقيتها في أداء مَهامِّها التي خوّلَها إياها القانون و وِفْقَ ما جاء في ميثاقِها.