"لن يتردد في تغيير الحكومة إذا لم تعجبه قراراتها"
أدى اليمين إيذاناً بتسلمه سلطاته.. من هو ملك ماليزيا الجديد؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
في حفل مهيب أقيم في قصر استانا نيجارا بالعاصمة كوالالمبور، أدى السلطان إبراهيم بن إسكندر (65 عاماً)، حاكم ولاية جوهور، اليمين إيذاناً بتسلمه سلطاته ملكاً جديداً لماليزيا خلفاً للسلطان عبدالله أحمد شاه، وانتخب حكام الولايات الماليزية سلطان ولاية بيراك ناظرين شاه (67 عاماً)، نائباً للملك.
ومع أدائه القسم، يصبح السلطان إبراهيم، الملك السابع عشر الذي يتقلد منصبه في نظام الحكم القائم في ماليزيا منذ خمسينيات القرن الماضي، فماذا نعرف عن السلطان إبراهيم؟
يُعد السلطان إبراهيم إسماعيل أول ملك لماليزيا يُولد بعد استقلال البلاد عام 1957، ويُعرف بكونه شخصية صريحة وصاحب مواقف قوية، حيث لا يتردد في التعبير عن آرائه، حتى لو كانت مثيرة للجدل، الأمر الذي سيجعله - باعتقاد الكثيرين - شخصية قوية ومؤثرة في السياسة الماليزية.
نشأته وتعليمهولد الملك الجديد في 22 نوفمبر 1958 في مستشفى السلطانة أمينة في جوهور باهرو بولاية جوهور، وهو الابن الأكبر للسلطان إسكندر إسماعيل، الذي كان ملكاً لماليزيا من 1984 إلى 1989، والسلطانة زارينا.
تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة إسكندر الإنجليزية في جوهور باهرو، ودرس في مدرسة هيلتون كوليدج في المملكة المتحدة من عام 1975 إلى عام 1977.
حصل على بكالوريوس الآداب في التاريخ من جامعة هارفارد عام 1981، قبل أن يحصل على ماجستير إدارة الأعمال من كلية كينيدي للإدارة الحكومية بجامعة هارفارد عام 1983.
تزوج من السيدة رجا زاريث صوفيا ابنة سلطان بيراك الراحل السلطان إدريس شاه عام 1982، وهي خريجة جامعة أكسفورد.
أنجب الزوجان الملكيان ستة أبناء وهم؛ ولي عهد جوهور تونكو إسماعيل إدريس، وتونكو أمينة ميمونة إسكندرية، وتونكو إدريس إسكندر إسماعيل عبد الرحمن، والراحل تونكو عبد الجليل إسكندر إبراهيم إسماعيل، وتونكو عبد الرحمن حسن جيفري وتونكو أبو بكر محمود.
ضابط في البحرية ويجيد قيادة "الهليكوبتر"
خاض الملك الجديد في السلك العسكري منذ نعومة أظافره، حيث شارك في الدورة التكتيكية للضباط الشباب في مدرسة تدريب الجيش الماليزي "بولادا" في كوتا تينجي حيث كان قائد فصيلة، كما شارك في دورة الضباط الشباب في فورت بينينج بجورجيا بالولايات المتحدة، حيث التحق أيضاً بدورة محمولة جواً وحراس لضباط المشاة.
وحضر الملك دورة القبعات الخضراء والباثفايندر للقوات الخاصة الأمريكية، وأكمل 19 قفزة بالمظلة، تم تنفيذ ثمانية منها ليلاً، مما أكسبه وسام القبعة الخضراء والأجنحة المرموقة.
ملك ماليزيا: العاهل الوحيد المنتخب في العالم، كيف ينتخب وما سلطاته؟
من هو السلطان محمد الخامس ملك ماليزيا الذي تنازل عن العرش وسط أنباء عن زواجه بملكة جمال روسية؟
وخضع الملك لتدريب طياري طائرات الهليكوبتر مع القوات الجوية الملكية الماليزية، وكان قائد العرض وتسلم جناحيه من والده سلطان اسكندر في عرض عسكري في 26 أبريل 1982، كما تدرب كضابط في البحرية الملكية الماليزية لمدة ثلاثة أشهر في قاعدة "آر إم إن" في لوموت، بيراك، ما جعله ضابطاً مدرباً بالكامل في الجيش والبحرية والقوات الجوية.
شغوف برياضات البولو والتزلج الهوائي وركوب القواربكما عرف عن الملك شغفه بالرياضة، في شبابه، لعب البولو ليس فقط محلياً، ولكن شارك في بطولات أقيمت في سنغافورة والفلبين وبروناي، كما تلقى رياضات التزلج الهوائي، وركوب القوارب (الجيت سكي)، والهبوط بالمظلات، والرماية، وقيادة السيارات الرياضية اهتمامه.
في 30 يونيو 2011، قاد الملك قطار "كيه تي إم" من محطة تانجونج باجار للسكك الحديدية في سنغافورة إلى ماليزيا.
كيف تقلّد سلطان ولاية جوهور الحكم؟
رغم أن المنصب شرفي إلى حد بعيد، إلا أن الملك يشرف على تعيينات مهمة مثل رئيس الوزراء ويمثل منصب قائد القوات المسلحة، كما أنه يعد "خليفة المسلمين" في الدولة ذات الغالبية المسلمة.
ونظام الحكم في ماليزيا ملكي دستوري، لكن مع تغيير طفيف عن أنظمة الحكم المشابهة، إذ يتم التناوب على العرش من قبل حكام ولايات ماليزيا التسع التي يترأسها منذ قرون سلاطين من العائلة المالكة المسلمة.
وماليزيا هي واحدة من 43 دولة تمارس نظام الملكية الدستورية، لكن النظام التناوبي لانتخاب ملك من بين تسعة حكام من الملايو هو الوحيد من نوعه في العالم.
ماذا نعرف عن مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا المستقيل؟ماليزيا: مسيرة نجيب رزاق من قمة السلطة إلى السجنوجرى انتخاب السلطان ابراهيم الملك السابع عشر لماليزيا عقب مؤتمر لحكام الولايات عُقد في العاصمة كوالالمبور في شهر تشرين الثاني الماضي.
ويُعمل بهذا النظام في ماليزيا منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1957، وكان الملك المنتهية ولايته السلطان عبد الله سلطان أحمد شاه قد تولى العرش عام 2019.
المرة الأخيرة التي تولى فيها سلطان جوهور العرش كانت قبل 39 عاما، عندما تم إعلان والد السلطان اسكندر، والد ابراهيم، الملك الثامن لماليزيا عام 1984.
بدأ السلطان إبراهيم، ملك ماليزيا، مهمته الأولى بصفته حاكم الدولة السابع عشر لبلاده بمقابلة رئيس الوزراء أنور إبراهيم.
وعقد اللقاء بين السلطان إبراهيم ورئيس الوزراء في قصر إستانا نيجارا، ويتوقع المحللون أن يؤدي عهد السلطان إبراهيم، ملك ماليزيا، إلى تعزيز الاستقرار السياسي في البلاد بعد الاضطرابات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية والتي شهدت ثلاثة تغيير رؤساء وزراء في فترة برلمانية واحدة.
ووفق صحيفة ذا ستار الماليزية التي أجرت لقاءات حول انطباعات المحللين عن شخصية الملك الجديد، قال الناقد السياسي الدكتور تونكو موهار محمد مختار من الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا أن الملك يمكنه بالتأكيد المساعدة في تعزيز الاستقرار السياسي في البلاد، من خلال إنجازاته كحاكم لجوهور.
وقال إنَّ "الملك حذر الأحزاب السياسية في السابق من الإطاحة بحكومة الولاية وتقويضها" مشيرا إلى أنه "يعطي الأولوية دائماً للتنمية الاقتصادية، والسبيل لتحقيق ذلك هو من خلال الاستقرار السياسي، وفي جوهور أيضاً، يطلق على الأحزاب غير الحاكمة لقب "قوة التوازن"، وليس المعارضة."
وقال الأستاذ المساعد الدكتور أوانج باوي من جامعة مالايا إن دور الملك سيكون بارزاً في المشهد الحالي لحكومة الوحدة، وإن "دور الملك في ظل حكومة الوحدة سيكون أكثر بروزاً، خاصة مع إيلاء الملك الأولوية للاستقرار السياسي، وتثبيط أي محاولات للإطاحة بالحكومة القائمة".
وأضاف: "يُنظر إلى الملك على أنه متشدد تجاه أولئك الذين يحاولون إثارة الانزعاج والتنافر، خاصة أولئك الذين يلعبون على القضايا العرقية والدينية للحصول على الدعم السياسي".
من جانبه، قال المحلل السياسي المستقل خو كاي بينغ إن "من المرجح ألا يتردد الملك في تشكيل حكومة جديدة إذا لم يكن سعيداً ببعض قراراتها"، وفق حديثه لذات الصحيفة المحليّة.