بعد إصابة سيارة كانت فيها بنيران إسرائيلية
أين الطفلة هند وفريق الهلال الأحمر الذي أسعفها؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
رفح: نجت الطفلة هند رجب البالغة ستة أعوام بعدما أصيبت السيارة التي كانت تقلّها مع أفراد من عائلتها بنيران دبابات إسرائيلية في مدينة غزة في 29 كانون الثاني/يناير، غير أن أخبارها وأخبار فريق الهلال الأحمر الذي توجه لنجدتها انقطعت منذ ذلك اليوم.
ويقول جدّ الطفلة بهاء حمادة (58 عامًا) "أثناء توجه الإسعاف (نحو السيارة)، كانت والدة هند تتكلم معها (عبر الهاتف). سمعت بعدها والدتها صوت باب السيارة يفتح ثم فُقد الاتصال".
ويضيف "لا نعرف ماذا حدث معها أو مع طاقم الإسعاف. هل فرغت بطارية الهاتف أم تم قطع الاتصال أو تم قصفهم؟ لا نعلم".
ويتابع عاجزًا عن حبس دموعه "هند حفيدتي الأولى وهي قطعة من قلبي، كانت تقول لي إنها خائفة وجائعة وتطلب أن ننقذها. كانت تخبرني أن الدبابات تقترب".
ودُمّرت أجزاء واسعة من مدينة غزة جرّاء القتال بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية منذ اندلاع الحرب بينهما قبل أربعة أشهر، ونتيجة القصف الإسرائيلي العنيف عليها.
وأصبحت المدينة معزولة إلى حد كبير عن جنوب القطاع المحاصر حيث تتركز المعارك منذ أسابيع. وتحتج الأمم المتحدة بانتظام على الصعوبات البالغة لإيصال المساعدات لمئات آلاف الأشخاص الذين يُرجح أنهم ما زالوا في المناطق الشمالية من قطاع غزة.
في 29 كانون الثاني/يناير، كانت الطفلة هند مع بشّار، شقيق جدّها، وزوجته وأطفالهما في السيارة أثناء محاولتهم التوجه إلى مكان آمن بعدما "شعروا باقتراب الخطر من المنطقة التي نزحوا إليها" في حيّ تل الهوى في غرب مدينة غزة.
ويروي حمادة أن شقيقه "تفاجأ بوجود دبابات إسرائيلية أمامهم بعد قطعهم مسافة قصيرة وأطلقت الدبابات النار عليهم مباشرة".
ويضيف "اتصلت بشقيقي، فردّت ابنته ليان التي أخبرتني ما حصل وأن والدَيها وأشقاءها الثلاثة استشهدوا، وأنها وهند على قيد الحياة".
ويتابع "حاولنا تهدئتها وأخبرتها أننا سنتصل بالإسعاف".
لكن حين اتصل المسعفون من الهلال الأحمر الفلسطيني بالفتاة البالغة 15 عامًا، انقطع الاتصال معها، وفق قولهم، مشيرين الى سماع إطلاق زخات من الرصاص.
وقال الهلال الأحمر ردا على أسئلة فرانس برس "اتصلنا على رقم الهاتف فردت ليان" (...) مشيرين الى سماع إطلاق نار خلال الاتصال، "عدنا مرة أخرى واتصلنا على رقم الهاتف، فردّت الطفلة هند... بقينا معها على الخط حوالى ثلاث ساعات. لم نستطع إرسال سيارة الاسعاف مباشرة لان المنطقة يعتبرها الاحتلال منطقة عسكرية مغلقة".
وأضاف "بعد التنسيق وإعطائنا الضوء الأخضر، توجهت سيارة الإسعاف الى المكان. وصل الطاقم وأكد لنا أنه يرى السيارة التي تتواجد فيها الطفلة. في تلك اللحظة انقطع الاتصال مع الطاقم ومع هند".
"جسد بلا روح"
ويقول حمادة إن حفيدته "كانت خائفة ومرعوبة ومصابة بجروح في ظهرها ويدها وقدمها. كانت تطلب مني الذهاب لآخذها وتخبرني أنها عطشانة وجائعة".
ويتابع "تواصلنا مع جميع الجهات لكن لم نحصل على أي معلومات. نريد فقط أن نعلم مصيرها". ويقول متنهدا "أشعر أنني جسد بلا روح".
وكتب الهلال الأحمر الفلسطيني على منصة "إكس" الاثنين "لا يزال مصير زميلينا يوسف زينو وأحمد المدهون من فريق إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني اللذين خرجا لإنقاذ الطفلة هند... مجهولا منذ 7 أيام".
ودعت المنظمة "المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري للضغط على سلطات الاحتلال (الإسرائيلي) للكشف عن مصير هند وفريق الإنقاذ".
ولم يردّ الجيش الإسرائيلي على طلب التعليق من وكالة فرانس برس.
ويقول حمادة النازح الى مدينة رفح في جنوب القطاع "نريد أن نعرف مصيرها مهما كان، لا يمكنني أن أتخيلها بين الجثث بلا أكل أو شرب وفي البرد الشديد. الكلاب والقطط تنهش الجثث".
واندلعت الحرب في غزة بعد هجوم غير مسبوق شنّته حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر وأسفر عن مقتل أكثر 1160 شخصاً، معظمهم مدنيون، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استناداً إلى أرقام رسمية.
كذلك، احتُجز في الهجوم نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إنّ 132 بينهم ما زالوا في غزة، و28 منهم على الأقلّ يُعتقد أنّهم قُتلوا، بحسب أرقام صادرة عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وتعهّدت إسرائيل القضاء على حماس، وتقصف منذ ذلك التاريخ قطاع غزة وتقوم منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر بهجوم بري واسع. وتسبب القصف بمقتل 27585 شخصًا غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.
وكانت السيارة التي تقلّ هند تضمّ شقيق جدّها بشّار وزوجته إنعام وأولادهما ليان ومحمد (11 عامًا) ورغد (ثمانية أعوام) وسارة (أربعة أعوام).
أمّا والدا هند وشقيقها البالغ من العمر ثلاثة أعوام، فما زالوا عالقين في مدينة غزة.
ويقول حمادة وهو يدل على صور لحفيدته على هاتفه، "لا نستطيع النوم ولا الأكل ولا الشرب منذ الحادثة".