غلوبس الإسرائيلية: سبائك ذهبية مدفونة
هكذا يتهرب حزب الله من العقوبات الأميركية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من بيروت: في تطور مثير للجدل، كشفت صحيفة "غلوبس" الإسرائيلية تفاصيل مثيرة حول استخدام "حزب الله" اللبناني لجمعية "القرض الحسن"، وهي مؤسسة مالية شبه مصرفية تعرف نفسها على أنها مؤسسة خيرية تمنح القروض، وتدير الصناديق المجتمعية للطائفة الشيعية في لبنان. وقالت الصحيفة إن حزب الله يتفادى العقوبات الأميركية وتمويل أنشطته المشبوهة من خلال هذه الجمعية.
خلال 2020، عصفت مجموعة قراصنة تطلق على نفسها "SpiderZ" مؤسسة "القرض الحسن"، مكتشفة تفاصيل هامة عن أنشطة "القرض الحسن". واستعرضت "غلوبس" الإسرائيلية تحت عنوان "سبائك وحقائب ذهبية مدفونة في الأرض.. الكشف عن مسار أموال حزب الله" تفاصيل عملية اختراق نفذتها مجموعة من القراصنة تطلق على نفسها "سبايدرز"، التي نجحت بتسريب وثائق لحوالى 400 ألف حساب مرتبط بمؤسسة القرض الحسن.
مصرف خارج النظام المالي
تقول الوثائق المسربة إن الجمعية ليست خيرية كما تدعي، بل تعمل كبنك خارج النظام المالي اللبناني، متبعة لأجندة "حزب الله". كما كشفت الوثائق عن تفاصيل حساسة حول المقترضين والميزانية الإجمالية للمؤسسة وفروعها للسنوات 2019-2020، كما أظهرت تدفقات أموال لأعضاء بارزين في "حزب الله"، بينهم القيادي بكتائب الرضوان وسام الطويل، ورئيس الوحدة المالية لحزب الله إبراهيم علي ضاهر، والمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.
وأرسل القراصنة رسائل للعملاء، حثوهم فيها على سحب أموالهم ووقف سداد قروضهم "قبل فوات الأوان".
تشير الوثائق المسربة إلى أن "القرض الحسن" استخدمت لتمويل أنشطة "حزب الله" المشبوهة، وتكشف عن آليات تهريب الأموال، بما في ذلك استخدام الذهب والعملات المشفرة، مما يشير إلى وجود شبكة معقدة تمكن الحزب من التهرب من العقوبات الدولية.
مصرف خارج النظام المالي
وكشف القراصنة عن وثائق تسلط الضوء على الأنشطة الحقيقية للجمعية، وارتباطها بتنظيم "حزب الله" اللبناني، وأكدوا أن الجمعية ليست خيرية كما تزعم، بل تتبع حزب الله وتعمل كبنك خارج النظام المالي اللبناني. وبينت الوثائق تفاصيل حول قيمة القروض ونسبة السداد ومعلومات شخصية عن المقترضين والميزانية الإجمالية للمؤسسة وفروعها لعامي 2019-2020، فيما وعدوا بالكشف عن مزيد من المعلومات في المستقبل.
ووفقاً للصحيفة، فإن القراصنة وجهوا رسائل خاصة إلى العملاء يحثونهم فيها على سحب أموالهم، والتوقف عن سداد قروضهم "قبل فوات الأوان".
وبالإضافة إلى المواطنين اللبنانيين العاديين، كشفت الوثائق التي أفرج عنها القراصنة تفاصيل تتعلق بأعضاء حزب الله الذين يودعون أموالهم في الجمعية، ومن بينهم القيادي بكتائب الرضوان وسام الطويل، الذي تم تصفيته الشهر الماضي، ورئيس الوحدة المالية لحزب الله إبراهيم علي ضاهر، والمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.
قراصنة "SpiderZ" عصفت بمؤسسة "القرض الحسن" وسربت وثائقها
"القرض الحسن": الهجوم استخباراتي
وفيما يتعلق بهجوم القراصنة، اعتبر الرئيس التنفيذي للجمعية، عادل منصور، ما حدث خيانة وهجوماً استخباراتياً، في حين يؤكد خبراء الأمن أن الجمعية هي المؤسسة المصرفية الرئيسية للحزب، مما يكشف عن البنية التحتية المالية للجماعة وقدرتها على التهرب من العقوبات الدولية. وقال منصور وهو ممول مخضرم لحزب الله، في نيسان (أبريل) إن الحزب يعتبر ما حدث خيانة وهجوماً استخباراتياً.
وبحسب مركز معلومات الاستخبارات والإرهاب، مئير عميت، فقد تأسست جمعية القرض الحسن عام 1982 في أعقاب الحرب الأهلية بلبنان التي ألحقت أضراراً جسيمة بالاقتصاد المحلي، بهدف تحفيز المجتمع الشيعي لدعم حزب الله، وكذلك تشجيع الحصول على القروض على نطاق صغير نسبياً ولفترات زمنية قصيرة ولحاجات متغيرة. ورغم أن النشاط المصرفي للجمعية يركز على الطائفة الشيعية، إلا أنها، تقدم خدمة لجميع الفصائل في لبنان، بما في ذلك إلى الفلسطينيين.
وتقول الجمعية إن مصادر تمويلها الرئيسية هي العمولات التي يدفعها المقترضون ورسوم الانضمام ورسوم الاشتراك والتبرعات، ويقدر حجم الأموال التي تمر عبرها بمليارات الدولارات، عن طريق نحو 400 ألف حساب.
العقوبات الأميركية
وفي عام 2016، تم إدراج الجمعية على قائمة عقوبات وزارة الخزانة الأميركية، ولكن منذ ذلك الحين زاد حجم نشاطها بالفعل، حيث يقول المسؤول الأمني الإسرائيلي السابق، عوزي شايع، وهو خبير في الحرب المالية، إن تلك الجمعية تخفي داخلها كل النشاط المالي لحزب الله، ما بين إدارة حسابات نشطاء المنظمة والنشاط التجاري وغيره".
ووفقاً للخبراء الذين تحدثت معهم "غلوبس" الإسرائيلية، فإن هذه هي المؤسسة المصرفية هي الرئيسية لحزب الله، ويضيف شايع: "كما أن حزب الله دولة داخل الدولة في لبنان، كذلك نظامه المالي، حيث يحتفظ بنك الجمعية بسبائك الذهب والمجوهرات التي قدمها الناس كضمانات للقروض التي أخذوها"، موضحاً أن تلك الجمعية تكشف البنية التحتية المالية لحزب الله، وقدرة هذا التنظيم والإيرانيين على التهرب من جميع قضايا العقوبات.
ويقول شايع: "إن البنية المالية لحزب الله أكبر بعشرات المرات من البنية المالية لحماس، إن التنظيم منتشر في جميع أنحاء العالم، ويتمتع بدعم لبنان، وإيران ممول رئيسي له".
تحويل الأموال نقداً
ويوضح السفير الإسرائيلي السابق في مصر الدكتور حاييم كورين، أن أسلوب التنظيم في تحويل الأموال عادة ما يكون نقداً وعملات مشفرة، ولأن حزب الله يسيطر على مطار بيروت، فهو يمتلك القدرة على التحكم في تحويل الأموال نقداً.
مؤسسة القرض الحسن
يُذكر أن مؤسسة القرض الحسن تأسست عام 1982، عقب الاجتياح الإسرائيلي للبنان، ورخصتها وزارة الداخلية اللبنانية سنة 1987.
تقول الجمعية أنها تهدف إلى "مساعدة النّاس من خلال منحهم القروض لآجال محدّدة مساهمة منها بحل بعض مشكلاتهم الاجتماعيّة". وتشير عبر موقعها إلى أنها "تهدف إلى تعزيز روح التعاون والتكافل والتضامن بين أفراد المجتمع". ومن سياساتها، "منح القروض دونما تمييز أو تفرقة بسبب الدين أو المذهب أو المنطقة أو غيرها، ومنح القروض لتلبية كافة الحاجات سواء منها الاجتماعية و الإنتاجية، ونشر الفروع على كافة الأراضي اللبنانية توفيرا لوقت الناس وتخفيفا لأعباء انتقالهم من الأماكن البعيدة" كما جاء على الموقع الرسمي للجمعية.
قانونية الجمعية موضع شك
اعتبر المحامي اللبناني مجد حرب، أنّ "جمعية القرض الحسن هي أكبر حيلة على القانون اللبناني، إذ أنّ التغيير في المصطلحات لا ينعكس على الطبيعة القانونية، ما يعني أنّها مصرف حقيقي بموجب الواقع القانوني ولا يمكن اعتبارها جمعية خيرية لا تتوخى الربح، كما تعرّف عن نفسها".
وأشار حرب إلى أنّ "التعاميم الخاصة بالقرض الحسن تتحدث عن مساهمات وليست ودائع، وعن مساهمين لا مودعين، وبالتالي هناك تلاعب في التسميات إلا أنّ المضمون هو نفسه".
وأضاف أنه "من غير الجائز قانوناً عمل أي مصرف دون إذن مسبق من البنك المركزي، وهو في الواقع يقوم بإقراض الناس من خلال الودائع، وبالتالي يمارس عملاً مصرفياً غير قانوني".