أخبار

وفاة 5 خلال عملية عسكرية إسرائيلية

تحذيرات بشأن مصير مستشفى ناصر في غزة

امرأة فلسطينية هربت من خان يونس تحمل طفلها داخل خيمة في مخيم أقيم للنازحين في منطقة رفح جنوب قطاع غزة في 15 شباط (فبراير) 2024
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

قطاع غزة: تزايد القلق الجمعة بشأن مستشفى ناصر في غزة غداة اقتحام الجيش الإسرائيلي للمؤسسة، وإعلان وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس وفاة العديد من المصابين والمرضى بسبب نقص الأكسجين.

وقالت الوزارة إن التيار الكهربائي انقطع وتوقفت المولدات بعد مداهمة مستشفى الناصر في مدينة خان يونس جنوب القطاع، ما أدى إلى وفاة خمسة مرضى.

في الأيام الأخيرة، اندلع قتال عنيف قرب المستشفى - وهو أحد المرافق الطبية الرئيسية التي لا تزال في الخدمة في القطاع الفلسطيني المحاصر.

وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته اعتقلت في المستشفى أكثر من "20 إرهابيا" يشتبه في تورطهم في الهجوم الذي نفذته حماس في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) وأدى إلى اندلاع الحرب.

وكان قد أعلن الخميس أن قواته دخلت المستشفى بناء على "معلومات استخباراتية موثوقة" تفيد بأن رهائن تم احتجازهم في الهجوم كانوا في المنشأة وأن جثث بعضهم ربما لا تزال بالداخل، لكنه قال لاحقا إنه لم يجد بعد أدلة تثبت ذلك.

وأفاد شاهد عيان طلب عدم الكشف عن هويته حفاظا على سلامته، لوكالة إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار "على أي شخص كان يتحرك داخل المستشفى".

كما أثارت وزارة الصحة في غزة مخاوف بشأن أربعة مرضى آخرين في وحدة العناية المركزة وثلاثة أطفال، قائلة إنها تحمل إسرائيل "المسؤولية عن حياة المرضى والطواقم باعتبار أنه أصبح الآن تحت سيطرته الكاملة".

محاولة للوصول الى المستشفى
واشارت منظمة أطباء بلا حدود الى "الوضع الفوضوي" في مستشفى ناصر، قائلة إن الأطباء اضطروا إلى الفرار وترك المرضى وراءهم، مع فقدان أحد الموظفين واعتقال القوات الإسرائيلية آخر.

وتعتقد إسرائيل أن نحو 130 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة بعد الهجوم الذي شنته حماس في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، والذي أسفر عن مقتل نحو 1160 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

أفرج عن عشرات من الرهائن الذين تم احتجازهم خلال الهجوم وقدر عددهم بنحو 250 رهينة، مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين خلال هدنة استمرت أسبوعا في تشرين الثاني (نوفمبر). وترجح إسرائيل مقتل 30 من الرهائن الذين ما زالوا في غزة.

من ناحية أخرى، قتل ما لا يقل عن 28775 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، في الهجوم الإسرائيلي على غزة، وفق وزارة الصحة في القطاع الفلسطيني الذي تديره حركة حماس.

واتهمت إسرائيل مرارا مقاتلي حماس باستخدام المستشفيات لأغراض عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة.

من جانبها، اعتبرت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أن الاقتحام الإسرائيلي لمستشفى ناصر يبدو كأنه "جزء من نمط من الهجمات التي تشنها القوات الإسرائيلية على البنية التحتية المدنية الأساسية المنقذة للحياة في غزة، وخاصة المستشفيات".

وفي مؤتمر صحافي الجمعة، قال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق يساريفيتش إن الوكالة التابعة للأمم المتحدة تحاول الوصول إلى المستشفى لإمداده بالوقود وتقييم الوضع.

"نموت بطريقة بطيئة"
أعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة مقتل عسكري آخر في غزة، ما يرفع عدد قتلاه منذ بدء العملية البرية إلى 234.

وقال إنه نفذ "غارات دقيقة" خلال الليل وقتل "12 إرهابيا" في خان يونس.

من جانبها، أعلنت وزارة الصحة في غزة الجمعة مقتل 112 شخصا في غارات إسرائيلية في أنحاء القطاع.

وهناك نحو 1,5 مليون نازح فلسطيني محاصرون في رفح - أي أكثر من نصف سكان غزة - يبحثون عن مأوى في مخيم موقت مترام قرب الحدود المصرية مع انخفاض الإمدادات.

وقال النازح محمد ياغي "صرنا نموت بطريقة بطيئة بسبب قلة الامكانيات وقلة الأدوية والعلاجات في داخل مدينة رفح".

بدورها، قالت النازحة جيهان القوقا "لا يوجد علاج... لا يوجد مضاد حيوي ولا أي نوع علاج، كل الأطفال وكبار السن مرميون، ننتظر من الساعة الرابعة من أجل حبة دواء".

في مستشفى أبو يوسف النجار في رفح، شاهدت وكالة فرانس برس عدة جثث في أكياس الموتى بينما كان الأقارب الحزينون على مقربة منها.

وقال زهير جودة الذي قتل عدد من أفراد عائلته في قصف إسرائيلي إن "أي قصف في منطقة رفح يخلف الكثير من الشهداء، رفح مش حمل قصف".

في هذا الصدد، حثّ الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء الخميس على عدم شن هجوم على رفح بدون خطة للحفاظ على سلامة المدنيين.

كما حثّت فرنسا وبريطانيا وأستراليا وكندا ونيوزيلندا إسرائيل على عدم شن هجوم بري في المدينة.

وحذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مجددا خلال استقباله الجمعة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في باريس، من أنّ أيّ هجوم عسكري إسرائيلي على رفح سيتسبّب في "كارثة إنسانية غير مسبوقة وسيكون نقطة تحوّل" في النزاع.

لكن نتانياهو يصر على المضي قدما في عملية "قوية" في رفح لتحقيق "النصر الكامل" على حماس.

إلى ذلك، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الخميس عن مسؤولين مصريين ومحللين أمنيين، أن مصر تقوم ببناء مخيم مسوّر في سيناء تحسبا لاستقبال لاجئين فلسطينيين من غزة.

هجوم داخل إسرائيل
في جنوب إسرائيل، قتل مسلح شخصين في محطة حافلات مزدحمة الجمعة على بعد نحو 25 كيلومترا شمال قطاع غزة.

وأصيب أربعة آخرون في إطلاق النار قرب كريات ملاخي، بحسب الشرطة.

وأفاد مصور من وكالة فرانس برس في مكان الحادث بأن المسلح قتل وما زالت جثته في موقع الهجوم. وقالت الشرطة إنه تم "تحييده" على يد مدني في مكان الواقعة.

في الوقت نفسه، يجتمع الوسطاء من الولايات المتحدة وقطر ومصر في القاهرة هذا الأسبوع لمحاولة التوصل إلى اتفاق لوقف القتال والإفراج عن الرهائن المتبقين مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.

وأجرى رئيس جهاز الاستخبارات الاسرائيلي (الموساد) ديفيد برنيع محادثات مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليم بيرنز ومسؤولين من مصر وقطر في القاهرة الثلاثاء قبل زيارة وفد من حماس الأربعاء.

لكن لم تصدر سوى مؤشرات محدودة الى إحراز تقدم.

وقال مكتب نتانياهو إنه لم يتلق "أي اقتراح جديد" من حماس بشأن إطلاق سراح الرهائن، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الوفد الإسرائيلي لن يعود إلى المفاوضات حتى تخفف حماس من شروطها.

على صعيد متصل، أعلنت روسيا الجمعة أنها دعت قادة حماس والجهاد الاسلامي وفتح وتنظيمات فلسطينية أخرى لمحادثات في موسكو يوم 29 شباط (فبراير) لمناقشة الحرب في غزة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف