أخبار

ختمها بدعابات سوداء في ظل برد قارس

في هذا السجن القطبي قضى نافالني أيامه الأخيرة

في هذا السجن الروسي القطبي القاسي قضى المعارض الروسي أليكسي نافالني نحبه في 16 فبراير 2024
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من بيروت: أمضى السياسي المعارض الروسي أليكسي نافالني (47 عامًا) أيامه الأخيرة في أحد أقسى السجون في روسيا. وفي ديسمبر الماضي، قال متحدث باسمه إنه نقل إلى سجن IK-3، على بعد 40 ميلاً شمال الدائرة القطبية الشمالية.

وصف إيجور كاليابين، المدافع عن حقوق الإنسان، هذه المنشأة في مقالة نشرتها صحيفة "موسكو تايمز" في الشهر نفسه: "الظروف فظيعة للغاية، وواضح أن هذا احتجاز يتم في أقصى درجات العزلة".

وكان نافالني أحد أبرز معراضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكاد هذا المدون المناهض للفساد الذي تحول إلى سياسي أن يموت في عام 2020 بعد تسممه بغاز أعصاب. ونفى بوتين الاتهامات بأن عملاء الحكومة الروسية كانوا مسؤولين عن محاولة الاغتيال تلك.

بعد شفائه، عاد نافالني إلى روسيا على الرغم من علمه بأنه قد يواجه السجن. وقبض عليه عندما وصل بلاده في يناير 2021. حُكم عليه بالسجن ثلاث سنوات في فبراير 2021، وتم تمديد عقوبته تسع سنوات في مارس 2022 ثم 19 عامًا أخرى في أغسطس 2023.

توفي نافالني في السجن يوم الجمعة الماضي، بحسب مصلحة السجون الفيدرالية الروسية، ولم يتحدد سبب الوفاة بعد.

دعابات سوداء
"أنا بابا نويل الجديد". هكذا كتب نافالني في منشور على موقع "أكس" في ديسمبر بعد وصوله إلى منشأة IK-3. أضاف السجين السياسي في سلسلة منشوراته على المنصة أن الأمر استغرق 20 يومًا للوصول إلى المنشأة المعروفة أيضًا باسم "بولار وولف" أو الذئب القطبي. تابع: "أنا لا أقول هو هو هو، لكنني أقول أوه أوه أوه عندما أنظر من النافذة، حيث أستطيع أن أرى الليل، ثم المساء، ثم الليل مرة أخرى. فقد كانت أيام النقل العشرين مرهقة للغاية، لكنني ما زلت في مزاج جيد".

في حين ألقى نافالني بعض الدعابات القاتمة حول الحياة في السجن، فإن السجناء في المنشآت العقابية الروسية غالبًا ما يضطرون إلى مواجهة ظروف معيشية قاسية. في عام 2022، قالت وزارة الخارجية الأميركية في تقريرها عن ممارسات حقوق الإنسان في روسيا إن ظروف السجون هناك "كانت في كثير من الأحيان قاسية وتهدد الحياة". وكتبت الخارجية أن "الاكتظاظ وانتهاكات الحراس والسجناء ومحدودية الوصول إلى الرعاية الصحية ونقص الغذاء وعدم كفاية الصرف الصحي شائعة في السجون ومرافق الاحتجاز الأخرى في روسيا".

وقالت تاتيانا ستانوفايا ، وهي زميلة بارزة في مركز كارنيغي روسيا أوراسيا، لصحيفة "تلغراف" الخميس: "المؤسسات العقابية الروسية تلحق ضرراً جسدياً ونفسياً عميقاً ودائماً بالسجناء، والسجون هناك مشهورة بظروفها التقشفية وأجوائها المحبطة".

عقاب جماعي
بحسب بي بي سي ، يفرض سجن "بولار وولف" ثقافة العقاب الجماعي على نزلائه. على سبيل المثال، يمكن السجناء أن يجدوا أنفسهم واقفين في برد الشتاء من دون معاطف. وخلال الصيف الحار، كان السجناء يُجبرون على البقاء بلا قميص على الرغم من أن أرض السجن كانت تعج بالبعوض.

"الظروف هناك قاسية جدًا لأن النظام الخاص هو في الأساس إضفاء الشرعية على التعذيب"، بحسب ما قال محام لم يذكر اسمه لميدوزا ، وهي وسيلة إعلام روسية مستقلة. وقال ميخو خليليدزه، وهو رجل قضى عقوبة في سجن IK-3 بتهمة الاختطاف، لمنفذ الأخبار الروسي "لايف" في عام 2013 إن حراس السجن اعتدوا عليه جسديًا. أضاف: "عندما يدخل السجناء المستعمرة، يتم نقلهم إلى الحمام. عندما يخلع شخص ملابسه ويذهب للاغتسال، تُقطع المياه، ويأتي أشخاص ملثمون ويبدأون في ضربه. وضعوني على الأرض وضربوني بالهراوات واللكمات على أردافي ورأسي ووجهي وأضلاعي لنحو نصف ساعة، ولم أحصل على مساعدة طبية".

قالت مصلحة السجون الفيدرالية الروسية الجمعة إن نافالني شعر بتوعك بعد المشي. وفقد وعيه وأعلن وفاته بعد أن فشل المسعفون في إنعاشه. وكان نافالني قد قال في منشور على موقع X في 9 يناير إنه "سيحاول الذهاب للنزهة بغض النظر عن حالة الطقس". اضاف: "لم تكن درجة الحرارة باردة كثيرًا. حتى في درجة الحرارة هذه، يمكنك المشي أكثر من نصف ساعة، لكن فقط إذا كان لديك الوقت لتنمية أنف وأذنين وأصابع جديدة". هذا المنشور يعود إلى 9 يناير الماضي.

ألقى الرئيس جو بايدن والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ باللوم على الحكومة الروسية في وفاة نافالني. وقال بايدن للصحفيين: "السلطات الروسية ستروي قصتها بنفسها. لكن لا يخطئن أحد، بوتين مسؤول عن وفاة نافالني".

المصدر: "بزنس إنسايدر"

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف