رغم استمرار المفاوضات من أجل هدنة
رفح في فوهة البركان الإسرائيلي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
غزة: نفذت إسرائيل ليل الأربعاء الخميس ضربات جوية جديدة على مدينة رفح المكتظة بالسكان في جنوب قطاع غزة، بحسب ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس، فيما بدأت في القاهرة محادثات معقدة سعيا للتوصل إلى هدنة.
وينتظر وصول موفد أميركي خاص الخميس إلى إسرائيل سعيا لتحريك المحادثات المتعثرة حتى الآن.
ويعاني القطاع الفلسطيني الفقير والمحاصر وضعا إنسانيا كارثيا جراء الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وحماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر مع شن الحركة هجوما غير مسبوق على الدولة العبرية.
وحذرت الأمم المتحدة من أن 2,2 مليون شخص يمثلون الغالبية الكبرى من سكان القطاع، مهددون بالمجاعة فيما تبدي الأسرة الدولية مخاوف حيال نحو 1,5 مليون شخص يحتشدون في مدينة رفح الواقعة عند الحدود المغلقة مع مصر.
ويعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مدينة رفح "المعقل الأخير" لحركة حماس في القطاع، وهو مصمم على تنفيذ عملية برية فيها رغم التنديد الدولي.
ونفذ الطيران الإسرائيلي خلال الليل عشرات الغارات على رفح وفق ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس.
وأفادت وزارة الصحة في حكومة حماس عن مقتل 99 شخصا في قطاع غزة خلال الليل.
وقال وسام اللافي لوكالة فرانس برس في المدينة "ننتظر الموت يوما بعد يوم. نحمد الله حين ينتهي النهار ونحن ما زلنا على قيد الحياة. ننتظر الموت ببساطة".
ويصل المنسق الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بريت ماكغورك خلال النهار إلى إسرائيل بعد محطة في مصر حيث تجرى محادثات جديدة سعيا للتوصل إلى هدنة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحافيين "نريد التوصل إلى اتفاق ... بأسرع وقت ممكن".
ووصل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الثلاثاء إلى القاهرة حيث يجري بحث "المرحلة الأولى" من اتفاق اقترحته قطر والولايات المتحدة ومصر، الدول الثلاث التي تقوم بوساطة، في كانون الثاني/يناير.
وتنص هذه المرحلة الأولى على هدنة مدتها ستة أسابيع تترافق مع تبادل رهائن مع معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية وإدخال كمية كبيرة من المساعدات الإنسانية إلى غزة.
عنف جنسي
واندلعت الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر مع شن حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل، قُتل خلاله أكثر من 1160 شخصا، معظمهم مدنيون، وفقا لحصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
وتقدّر إسرائيل أن 130 رهينة ما زالوا محتجزين في القطاع يُعتقد أنّ 30 منهم قُتلوا، من أصل نحو 250 شخصا خطفوا خلال الهجوم.
وردا على الهجوم، تعهّدت إسرائيل القضاء على حماس وهي تشن منذ ذلك الحين حملة قصف مكثف أتبعتها بعمليات برية، ما أدى إلى سقوط 29410 قتلى، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
وأفادت منظمة إسرائيلية في تقرير الأربعاء عن وقوع أعمال عنف جنسي منهجية ومتعمدة خلال هجوم حماس، شملت الاغتصاب وتشويه الأعضاء التناسلية، وهو ما تنفيه الحركة.
في المقابل، طلب خبراء في حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الإثنين فتح تحقيق مستقل حول "ادّعاءات ذات مصداقية حول انتهاكات صارخة" من بينها اعتداءات جنسية تعرضت لها نساء وفتيات فلسطينيات بأيدي إسرائيليين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وصوت البرلمان الإسرائيلي بغالبية كبرى الأربعاء لصالح قرار اقترحه نتانياهو يعارض أي "اعتراف أحادي الجانب بدولة فلسطينية"، معتبرا أن ذلك سيكون وفقا للنص بمثابة مكافأة "للإرهاب غير المسبوق" لحركة حماس.
وكانت صحيفة واشنطن بوست ذكرت قبل أيام أن الولايات المتحدة تعد مع دول عربية حليفة خطة شاملة لتحقيق سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين بعد انتهاء الحرب في غزة، تنص خصوصا على جدول زمني لإقامة دولة فلسطينية.
انقسامات في العشرين
وظهرت الخلافات الدولية إلى العلن مجددا الأربعاء خلال اجتماع لوزراء خارجية مجموعة العشرين في البرازيل.
وندد وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا بـ"الشلل غير المقبول" لمجلس الأمن الدولي بشأن الحرب في غزة، بعدما استخدمت الولايات المتحدة في اليوم السابق حق النقض ضد مشروع قرار دولي يطالب بوقف إطلاق نار إنساني فوري.
من جانبها، انتقدت واشنطن تصريحات الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذي اتهم إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة مشبها حملتها العسكرية في غزة بمحرقة اليهود إبان الحرب العالمية الثانية.
والوضع الإنساني خطر في قطاع غزة ولا سيما في الشمال حيث أعلن برنامج الأغذية العالمي الثلاثاء تعليق تسليم المساعدات بسبب "الفوضى والعنف".
وتدخل المساعدات الخاضعة لموافقة إسرائيل إلى قطاع غزة من معبر رفح، لكن بات من شبه المستحيل نقلها إلى الشمال بسبب الدمار والمعارك الجارية.
ضربات على منظمات غير حكومية
وفي خان يونس في جنوب القطاع التي شهدت معارك عنيفة وغارات في الأسابيع الأخيرة، أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" مقتل اثنين من أفراد عائلة أحد موظفيها حين أطلقت دبابة إسرائيلية النار على مقر لها يؤوي موظفين لديها وعائلاتهم.
ونددت المنظمة "بأشد العبارات" بهذا القصف.
وأعرب الجيش الإسرائيلي عن أسفه موضحا لوكالة فرانس برس أنه قصف مبنى "تم تحديده على أنه مبنى تجري فيه أنشطة إرهابية"، غير أن تقارير أفادت لاحقا "عن مقتل مدنيَّين غير متورطين" في هذه الأنشطة.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني الأربعاء عن إصابة مستشفى الأمل في خان يونس بقصف مدفعي إسرائيلي.
وتواجه منظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين جدلا جديدا إذ اتهمت والدة الإسرائيلي يوناتان ساميرانو (21 عاما) الذي قتل في هجوم حماس، موظفا في الأونروا بنقل جثته إلى غزة.
وتساءلت ايليت ساميرانو خلال مؤتمر صحافي في تل أبيب الأربعاء "كيف يمكن للأمم المتحدة أن تدفع المال لهذا الرجل الذي جرّ جسد ابني النحيل على الأرض ثم حمله وكأنه مكافأة إلى غزة؟".
وعلقت عدة دول في مقدمها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا واليابان تمويلها للأونروا بعد الاتهامات الإسرائيلية بأن 12 من موظفيها ضالعون في هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
من جهتها، أعلنت شركة طيران "يونايتد ايرلاينز" الأميركية الأربعاء أنها ستستأنف الشهر المقبل رحلاتها إلى إسرائيل، لتصبح بذلك أول شركة أميركية تعاود رحلاتها إلى الدولة العبرية منذ تعليقها الخريف الماضي مع اندلاع الحرب في غزة.
وفي سياق تصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة على وقع الحرب في غزة، قتل شخص وأصيب ثمانية الخميس حين فتح ثلاثة مسلحين النار على مركبة قرب مستوطنة معاليه أدوميم، بحسب الشرطة.