بقي جثمانه محتجزًا ثمانية أيام
القمع هو الحاضر الأكبر.. نافالني إلى مثواه الأخير
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
موسكو: تقام جنازة زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني الجمعة في موسكو وسط توقعات بمشاركة أنصاره رغم خطر تعرضهم للتوقيف.
وتجري الجنازة بعد أسبوعين على وفاة نافالني في سجن في المنطقة القطبية الشمالية، في ظل ضغوط ندد بها فريقه الذي يتّهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقتل أبرز منتقديه.
ولم يعلّق بوتين الذي يعرف عنه عدم تفوهه إطلاقا باسم نافالني علنا، على الوفاة التي أثارت موجة غضب وتنديد بين القادة الغربيين والمعارضة الروسية.
وسيقام القداس عند الساعة 14,00 (11,00 ت غ) في كنيسة "أم الله أخمدي أحزاني" Mother of God Quench My Sorrows في ماريينو عند أطراف موسكو.
وتماشيا مع الطقوس الأرثوذكسية سيعرض جثمان نافالني في نعش مفتوح.
ومن المقرر أن يوارى الثرى بعد ساعتين في مقبرة بوريسوفو، الواقعة على بعد مسافة قصيرة عن ضفاف نهر موسكفا.
ولم ترد بعد تفاصيل عن الجنازة والعدد الذي سيسمح له بالمشاركة فيها.
ولم تعلّق السلطات على كيفية تعاملها مع الحدث الذي يمكن أن يتحوّل إلى تعبير محرج عن التأييد لنافالني.
سيّر نحو 10 عناصر من الشرطة دوريات في المقبرة عشية الدفن الذي يخشى أنصار المعارض أن يتسبب الكرملين بحدوث اضطرابات خلاله.
"انتهكوا جثته"
ويبدو القلق مبررا إذ اعتقلت السلطات منذ وفاة نافالني 400 شخص شاركوا في تجمّعات لتكريم ذكراه، بحسب ما تفيد منظمة "أو في دي-إنفو".
وأعربت أرملته يوليا نافالنايا عن خشيتها من حدوث اضطرابات أثناء الجنازة بسبب تنفيذ السلطات عمليات توقيف.
وقالت للبرلمان الأوروبي "لست متأكدة بعد إن كانت ستكون سلمية أم إن كانت الشرطة ستوقف أولئك الذي يحضرون لوداع زوجي".
وحمّلت بوتين المسؤولية المباشرة عن وفاته.
في المقابل، انتقد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف تصريحات زوجة نافالني والقادة الغربيين الذين ألقوا باللوم على الرئيس الروسي في وفاة المعارض واصفا إياها بأنها "مبتذلة".
وتصاعدت شعبية نافالني بفضل حملاته المناهضة للفساد التي كشف من خلالها ما قال إنه تفشي الفساد في أعلى هرم السلطة في إدارة بوتين.
وتم توقيفه في كانون الثاني/يناير 2021 لدى عودته إلى روسيا بعدما خضع للعلاج في ألمانيا اثر تعرّضته لعملية تسميم.
وقالت نافالنايا للنواب في بروكسل "تعرّض نافالني للتعذيب على مدى ثلاث سنوات".
وأضافت "تم تجويعه في زنزانة حجرية صغيرة للغاية حيث قطع عن العالم الخارجي وحرم من الزيارات والاتصالات وحتى الرسائل".
وتابعت "ومن ثم قتلوه. وحتى بعد ذلك، انتهكوا جثته".
"فرصة لوداعه"
بقي جثمانه محتجزا ثمانية أيام، وهو مام اعتبره فريقه محاولة محاولة من السلطات للتغطية على مسؤوليتها عن وفاته.
كما اتّهمت عائلة نافالني وفريقه السلطات بمحاولة منعه من الحصول على جنازة علنية تحفظ كرامته خشية تحوّلها إلى تجمّع احتجاجي.
ولفت فريقه إلى أن المحققين المحليين هددوا بدفنه داخل السجن ما لم توافق والدته على جنازة "سريّة".
وفور تسليم الجثة، واجه حلفاؤه صعوبات في العثور على مكان يوافق على استضافة الجنازة.
وقالوا الخميس إن سائقي عربات نقل الموتى يرفضون نقل الجثمان من المشرحة.
وقال إيفان جدانوف، وهو حليف لنافالني يقيم في المنفى أدار "مؤسسة مكافحة الفساد" التابعة له "يا له من أمر معيب. يرفض سائقو عربات نقل الموتى الآن أخذ أليكسي من المشرحة".
بدورها، ذكرت الناطقة باسم نافالني كيرا يارميش أن المسؤولين عن إدارة الجنازة تلقوا اتصالات تهديد من "أشخاص مجهولين" تحذّرهم من نقل جثة نافالني إلى أي مكان.
ولم يُسمح بمراسم مدنية تتيح للعامة الصلاة على جثمانه، وفق طقوس شائعة في روسيا.
وذكرت نافالنايا بأن العائلة "لم تطلب أي معاملة خاصة، مجرّد إعطاء الناس الفرصة لوداعه"، متعهّدة مواصلة مسيرته.
وقالت "أهم ما يمكن أن نفعله لأليكسي ولأنفسنا هو مواصلة الكفاح بشكل أكثر شراسة من قبل".