أخبار

المجاعة "شبه حتمية" في القطاع

الأمم المتحدة: أطفال غزة الجياع بحاجة إلى "تدفق" المساعدات

الطفل الفلسطيني يزن الكفارنة (10 سنوات) النازح من بيت حانون يرقد في مستشفى في رفح جنوب قطاع غزة في 29 شباط (فبراير) 2024. توفي يزن في 4 آذار (مارس) 2024 جراء سوء التغذية الحاد وعدم توفر الأدوية اللازمة
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

جنيف: دعت الأمم المتحدة الثلاثاء المجتمع الدولي إلى جعل المساعدات "تتدفق" على غزة وسط تقارير عن موت أطفال جوعا في القطاع الذي يرزح تحت وطأة حرب.

وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لايركه لصحافيين في جنيف "مع بدء تسجيل وفيات بين الأطفال ... جراء الجوع، نحن امام إنذار لم نواجه مثيلا له من قبل".

أفادت وزارة الصحة التابعة لحماس في قطاع غزة بوفاة 15 طفلا بسبب الجوع في مستشفى واحد، فيما قالت الأمم المتحدة إن المجاعة "شبه حتمية" في القطاع الذي يتعرض لهجوم إسرائيلي منذ هجوم حركة حماس في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) في جنوب إسرائيل.

وتحدثت منظمة الصحة العالمية عن مشاهد "قاتمة" لأطفال يتضورون جوعا بعدما زارت مستشفيين في شمال غزة نهاية الأسبوع الماضي مع مساعدات للمرة الأولى منذ تشرين الأول (أكتوبر).

وقال أطباء في مستشفى كمان عدوان، الوحيد الذي يضم قسما للأطفال في شمال قطاع غزة، لفريق المنظمة إن "عشرة أطفال على الأقل توفوا بسبب الجوع"، حسبما أوضح رئيس البعثة أحمد ضاهر في مؤتمر صحافي في جنيف من القطاع المحاصر والمدمر جراء الحرب.

وأعلنت وزارة الصحة في وقت لاحق أن عدد وفيات الأطفال في المستشفى بسبب سوء التغذية والجفاف ارتفع إلى 15، فيما حالة ستة أطفال آخرين يعانون من سوء التغذية بالغة الخطورة.

"المساعدات إلى غزة"
وتساءل لايركه "إن لم نضع حدا لما يجري الآن فمتى نفعل؟ ومتى تحين لحظة اتخاذ إجراءات عاجلة ونجعل المساعدات تتدفق على غزة التي هي بحاجة إليها".

أضاف "هذا ما نريده أن يحدث".

ألقت طائرات شحن أميركية أكثر من 36000 حصة غذائية على شمال قطاع غزة الثلاثاء في عملية مشتركة مع الأردن، حسبما أعلن الجيش الأميركي، فيما يسعى المجتمع الدولي لتخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة هناك.

غير أن مسؤولين أميركيين حذروا أيضا من أن العملية الدولية لا تكفي.

ووصلت الأوضاع في غزة إلى نقطة اليأس منذ شنت حماس الهجوم غير المسبوق في 7 تشرين الأول (أكتوبر) في إسرائيل وأسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين، وفقاً لتعداد أجرته وكالة فرانس برس بالاستناد إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

وخُطف أكثر من 250 شخصاً أثناء الهجوم، وفق إسرائيل التي تقدّر أن 130 منهم لا يزالون محتجزين في القطاع. ومن بين هؤلاء يعتقد أن 31 قد قتلوا.

بعد الهجوم، توعّدت إسرائيل حماس بـ"القضاء" عليها، وبدأت قصفا مدمرا على قطاع غزة أتبع بعمليات برية ما تسبّب بمقتل 30631 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.

وأشار تقرير للأمم المتحدة في كانون الثاني (يناير) إلى أن أكثر من 15 بالمئة من الأطفال دون العامين في شمال غزة، أي واحد من كل ستة أطفال، يعانون من سوء تغذية حاد فيما يعاني 3 بالمئة من الهزال الشديد الذي يهدد حياتهم.

وفي جنوب قطاع غزة يعاني 5 بالمئة من الأطفال دون العامين من سوء تغذية حاد، بحسب التقرير نفسه، فيما حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الوضع ازداد سوءا على الأرجح في الأسابيع القليلة الماضية.

مقلق
ولدى الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية معايير معينة لتحديد حالة المجاعة التي لم تعلن بعد في قطاع غزة رغم الوضع الكارثي فيه.

وقال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) جيمس إلدر لصحافيين إن الجوع أو النقص المطلق في السعرات الحرارية، يمكن أن يؤدي إلى أمور مثل فشل في وظيفة الأعضاء.

ولكن قبل الوصول إلى هذه المرحلة، يمكن أن يكون سوء التغذية الحاد سببا أساسيا كبيرا للوفاة، ما يجعل الأطفال أكثر عرضة للموت جراء أمراض أطفال شائعة.

لذا فإن إدراج سوء التغذية الآن كسبب مباشر أيضا لوفيات الأطفال أمر "مثير للقلق"، وفق إلدر.

وفي حين أن عبارة مجاعة قد تجذب المزيد من اهتمام وسائل الإعلام، إلا أنه شدد على أنها "لا تحدث فرقا كبيرا بالنسبة للأطفال على الأرض".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف