أخبار

الوقت حان لـ"تصحيح أخطاء" سابقة

بغداد تسعى لتعزيز قبضتها على إقليم كردستان

برلمان كردستان العراق في أربيل. صورة من أرشيف 25 أيار (مايو) 2021
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بغداد: بعد عقود من صراعات مدمّرة، تستغل السلطات الاتحادية في بغداد فترة من الاستقرار النسبي في البلاد لتعزيز قبضتها على كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي، وإعادة بلورة علاقاتها مع الإقليم، وفق خبراء ومسؤولين سياسيين.

وتشهد العلاقة بين الحكومة العراقية وسلطات إقليم كردستان توتراً متصاعداً على خلفية قرارات قضائية صدرت مؤخرا ندّدت بها أربيل التي طالما حظيت بدعم من واشنطن ودول غربية أخرى، معتبرة أن هدفها "تقويض صلاحياتها".

ويعود التوتر الأخير بشكل رئيسي لقضايا تتعلق بصادرات النفط من الإقليم، ودفع رواتب موظفي مؤسساته الرسمية، فضلاً عن الانتخابات التشريعية المحلية. علما أنها ملفات تسمّم العلاقة بين بغداد وأربيل منذ عقود،

وقال رئيس وزراء الإقليم مسرور بارزاني الشهر الماضي "هناك مخططات عديدة تهدف لتقويض كيان إقليم كردستان بشتى الوسائل"، مشدداً على أن "إنشاء كردستان لم يكن هدية أو معروفا، بل كان ثمرة كفاح طويل".

وينتمي بارزاني الى أكبر أحزاب إقليم كردستان، الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي يتمتع بالغالبية في البرلمان المحلّي، وكانت له صراعات تاريخية مع الاتحاد الوطني الكردستاني، ثاني أحزاب شمال العراق.

وبينما كانت المناطق العراقية الأخرى خلال عقود تشهد نزاعات وأزمات متتالية، قدّم إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي منذ العام 1991، نفسه على أنه واحة للاستقرار والازدهار الاقتصادي.

لكن كل المناطق العراقية تعاني من مشاكل متشابهة مثل الفساد المستشري والانقسامات السياسية والنخب الحاكمة التي تمسك بزمام السلطة منذ عقود.

تصفية أخطاء الماضي
وبرغم تحسّن الوضع بين بغداد وأربيل بعد وصول رئيس الحكومة محمّد شياع السوداني إلى السلطة في أواخر عام 2022، عادت العلاقة لتتعقّد، إذ يبدو أن بعض الأحزاب السياسية الداعمة للحكومة الحالية بدأت بمراجعة مواقفها منها.

والحكومة الاتحادية الحالية مدعومة أساساً من "الإطار التنسيقي"، وهو تحالف أحزاب شيعية يتمتع بالغالبية في البرلمان العراقي.

وقال مسؤول سياسي في بغداد رفض الكشف عن اسمه لحساسية القضية، إن الوقت حان لـ"تصحيح أخطاء" سابقة.

وأوضح لوكالة فرانس برس أن "الحكومات المتعاقبة كانت مشغولة بمشاكل وظروف صعبة منها هجوم داعش والتظاهرات (ضد السلطة في 2019) والأزمة الاقتصادية، ما أبعدها عن التحرك ضد الأخطاء التي يمارسها الإقليم".

وبين الأخطاء، على حد قوله، "الاتفاقيات النفطية التي عقدها الإقليم وتصديره للنفط ونظامه المالي والكثير من القرارات غير القانونية".

وأضاف "حان الوقت لتصفية هذه الاخطاء".

في شباط (فبراير) الماضي، ألزمت المحكمة الاتحادية العليا، أعلى هيئة قضائية في العراق، بغداد بدفع رواتب الموظفين الحكوميين في إلاقليم بشكل مباشر بدلاً من المرور عبر السلطات المحلية التي طالما تأخرت في صرفها.

في اليوم ذاته، أصدرت قراراً بتخفيض عدد مقاعد برلمان كردستان من 111 إلى 100 لتحذف بذلك فعلياً المقاعد المخصصة للأقليات.

وكان نواب من الاتحاد الوطني الكردستاني ومحامون في السليمانية، معقل الحزب ذاته، تقدموا بالشكوى في هذا الإطار أمام المحكمة الاتحادية.

ودفعت هذه القرارات بالحزب الديموقراطي الكردستاني إلى إعلان مقاطعة الانتخابات التشريعية المحلية المزمع عقدها في 10 حزيران (يونيو)، في خطوة تثير الخشية من تأجيل التصويت مرة جديدة بعدما كان يفترض عقد الانتخابات في 2022.

وزادت القرارات القضائية من حدّة توتر قائم أساساً بين أربيل وبغداد على خلفية تصدير النفط من الإقليم.

وكانت لإقليم كردستان مصادر تمويل مستقلة عن بغداد لسنوات متأتية من صادراته النفطية عبر تركيا، والتي كان يقوم بها دون موافقة الحكومة المركزية.

لكن منذ آذار (مارس) 2023، توقّفت تلك الصادرات جراء قرار لهيئة التحكيم في غرفة التجارة الدولية في باريس التي حكمت لصالح العراق في نزاعه مع تركيا بهذا الشأن.

ووافقت أربيل لاحقاً على أن تمرّ مبيعات نفط الإقليم عبر بغداد، مقابل الحصول على نسبة من الموازنة الاتحادية. لكن الاتفاق لم ينفذ بعد.

تقويض كيان كردستان
ويرى الباحث ومدير مركز التفكير السياسي في بغداد إحسان الشمري أن "هناك إرادة لدى بعض الأطراف السياسية الشيعية لتقويض الكيان الدستوري لإقليم كردستان، فضلاً عن حالة من الثأر السياسي".

ويوضح الشمري أن "القضايا التي رفعت ضد الإقليم ذات طابع سياسي، لكن القرارات (القضائية) التي صدرت ضده دستورية"، لافتاً إلى أنه "في الماضي، كان العديد من القضايا المسكوت عنها يعتمد على مبدأ الصفقات في تشكيل الحكومات، لكن الآن اختلف الموضوع".

ويرى أن "تعدّد الشكاوى يقوّض الثقل السياسي في إقليم كردستان وبالتحديد (ثقل) الحزب الديموقراطي الكردستاني".

ولطالما رسمت المنافسة بين الحزب الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني الذي تجمعه علاقة أكثر ودية مع بغداد، معالم السياسة في الإقليم.

وخلال لقاء جمعه بنواب عن الاتحاد الوطني الكردستاني، شدّد السوداني الشهر الماضي على ضرورة "المباشرة بتمويل الإقليم وفق قرار المحكمة الاتحادية". كما تمّ التأكيد خلال اللقاء على "مواصلة الحوارات" بين بغداد وأربيل "إزاء الملفات المشتركة، وأن تكون المعالجات على وفق ما نصّ عليه الدستور".

لكن عضو مجلس النواب العراقي عن الحزب الديموقراطي الكردستاني صباح صبحي اعتبر أن ما يجري "التفاف حول بنود الدستور من جانب قوى سياسية تحاول تغيير الواقع السياسي والديموقراطي المرتكز على الفدرالية واللامركزية الإدارية الى المركزية الإدارية والسلطوية".

وأعرب لفرانس برس عن أسفه للخلافات التي تعصف بـ"البيت الكردي"، كون الاتحاد الوطني الكردستاني دعم قرارات المحكمة.

واستنكر رئيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني في بيان "التشهير بالمحكمة الاتحادية"، مشدداً على أنها "محكمة مستقلة مهنية ساهمت في حماية النظام السياسي في العراق".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الغده السرطانيه في جسد العراق
النورس المهاجر -

منذ الأزل والحكومات المتعاقبه تشكو من غدر ومشاكل القيادات الكرديه وليس الشعب الكردي الذي يئن من قياداته المتسلطه على رقاب الشعب الكردي وعلى أحداث المشاكل مع العراق فقد كانوا ولازالوا الغده السرطانيه في جسد العراق فقد كانوا يعتاشون على الفتنه بين العراق وجيرانه واليوم عندما وجدوا علاقات ايران مع شيعه العراق سارعوا ليجلسوا في حضن اردوغان ولكن القرار قد أتخذ في طهران وتركيا بأزالة هذا الأقليم الذي يتم أدارته من قبل الماسونيه والموساد من قبل ايران والعراق وتركيا حيث أصبح عبئا على دول الجوار ..

امة فى شقاق
ابو تارا -

وفعلا ما يجرى ويدور محاولات لتقويض سلطات وصلاحيات حكومة الاقليم من جهات واطراف حاقدة و نافذه وموقف الاتحاد الوطنى لا يصب فى صالح كيان الاقليم ويشكل اكبر خطر على وجود الاقليم ومسقبله وتداعياته ستكون وخيمة فيما لو استمر هذا الانشقاق الخلاف والانقسام المدمر بين الحزبين المتنافسين على المكاسب والمغانم والمناصب والنفوذ والمستفيد من هذا الصراع اعداء الكورد والتجربة والخسارة والضرر سيلحق بالجميع وبدون استثناء

هل انت جد یا سید نورس؟
هوشیار -

ما یطلبە الشعب الکردي هو العیش بالکرامة والحریة. لنا الحق ککل شعوب العالم ان نتمتع بالحریة الکاملة بما فیها تشکیل دولة کردیة مستقلة. في الحقیقة الغدة السرطانیة عبارة عن حاملي الفکر العنصري واعتبار الاکراد اناس من درجة الثانیة او ادنی. .سید نورس او سیدة نورس یجب ان یعلم بان سفارات الاسرئیل موجودة في کثیر من العواصم العربیة والعلم الاسرائیلي ترفرف دون حرج في سماء تلک الدول. اما اتهام الاکراد بالعمالة فهو کلام فاضي لا تسوی فلس احمر.

دمار العراق بسبب رملاء الصهاينه
النورس المهاجر -

ياهوشيار أنتم حاليا دوله مستقله دولة كردستان البرزانيه فجميع كمارك ومداخيل حدودكم ليس للعراق له دينارا واحد ونفطكم وثرواتكم لكم فقط وهناك أكثر من ٥٠٠٠٠ ألف فضائي تدفع الحكومه العراقيه رواتب لكم وتطلبون من العراق المبتلى نسبه من ملايين الدولارات وجميع البضاعه المنتهيه صلاحيتها والمسمومه في اورپا وتركيا تقومون بدخولها للعراق من بوابة أقليمكم بعد تغيير الليفل من تاريخ الصلاحيه لقتل العرب العراقيين .. أبحث في الگوگل عن قصور وفلل أبناء مسعود التي تقدر بملايين الدولارات في أمريكا وبريطانيا وأورپا لتعرف مدى تعاسة الشعب الكردي من عصابات البرزاني والطالباني وماوجود مكاتب الموساد في أربيل هو لتدمير العراق فلاتتباكون مثل الغجر كما تعودنا عليكم فأنتم سبب الحرب العراقيه الايرانيه وبسببكم فقدنا نصف شط العرب وأدخلتم القوات الايرانيه كعملاء وخونه في فترة الحرب العراق مع ايران لتفجير سد دوكان وأغراق مدن والعاصمه بغداد فقد تعودتم على البكاء عند نعالات دول الخليج وتتمسحون بأكتافهم ولكن نهايتكم قد قربت وسنضعكم تحت الوصايه الأيرانيه أذا حملتم السلاح ضدنا فهم الدواء الشافي والمرهم المعالج لخباثتكم ومكركم وحان الوقت لأزاله عائلة البرزاني من الحكم ولن يكون هناك أقليما فقد تحملنا أكثر من طاقتنا وستكون هناك أفراحا ودبكا وموسيقى الشعب الكردي بنهايه الطاغيه مسعود فكما رقصنا فرحا وطربا بزوال الديكتاتور الأرعن والطاغوت صديم أبو الگمل وهكذا سيرقص الشعب الكردي فرحا ومسرات بزوال عائله القزم مسعود طرزاني ..