أخبار

"مدينة متداعية ومتحضرة في آن"

البقاء في خاركيف رمز للمقاومة رغم القصف الروسي

رواد مطعم في خاركيف شمال شرق اوكرانيا في الثامن من نيسان/ابريل 2024 رواد مطعم في خاركيف شمال شرق اوكرانيا في الثامن من نيسان (ابريل) 2024
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

خاركيف: تقول كريستينا شابوفالوفا البالغة من العمر 25 عاما، إنه يجب "تقبل" خطر الموت أثناء التجول في شوارع خاركيف كبرى مدن شمال شرق أوكرانيا التي تتعرض للقصف الروسي يوميا.

وقفت الشابة وقد وضعت نظارات سوداء عصرية، منتظرة أمام مقهى واجهته مضاءة وهو أمر نادر في المدينة المحرومة من الكهرباء بسبب الضربات الروسية على البنية التحتية للطاقة.

تقول "في الأساس نعيش حياة عادية تماما كما في لندن" فيما تُسمع أصداء الموسيقى من داخل المقهى.

وتتعرض ثاني مدن أوكرانيا الواقعة على بعد حوالى أربعين كيلومترا من روسيا وكانت تعد في السابق مؤيدة للروس، لقصف شبه يومي منذ بداية الغزو الروسي في شباط (فبراير) 2022.

في الأسابيع الأخيرة تكثفت الضربات الصاروخية مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى وأدى إلى انقطاع التيار الكهربائي وتقنينه.

وغادر الآلاف المدينة التي كانت تعد 1,5 مليون نسمة قبل الحرب. وبين الشباب الذين بقوا، قال العديد منهم لوكالة فرانس برس إنهم لم يرحلوا تأكيدا على رغبتهم في المقاومة.

"مدينة متداعية ومتحضرة في آن"
تستمتع كريستينا شابوفالوفا وصديقتها بولينا كاغانوسفكا بوقتهما قبل بدء حظر التجول في الساعة 23,00. وتقول بولينا كاغانوسفكا (23 عاما) إن المقهى مجهز بمولد و"بالتالي يمكن شحن الهاتف فيه وقضاء بعض الوقت مع الأصدقاء خلال النهار أو مساء على ضوء المصابيح".

وتضيف "أحاول مع أصدقائي الخروج من المنزل قدر الإمكان لأن التيار الكهربائي مقطوع في معظم الأوقات".

في أقل من ساعة دوت صفارات الإنذار ثلاث مرات إنذارًا بوقوع غارة جوية وشيكة، لكن أيا من الشباب أمام المقهى لم يحرك ساكنا. وتعلق كريستينا شابوفالوفا على ذلك الموقف بالقول "صفارات الانذار لا تغير شيئا، إنها مثل صوت المنبه".

نظرا لموقع روسيا الجعرافي القريب، فان الصواريخ الروسية قادرة على استهداف خاركيف خلال 30 إلى 40 ثانية فقط.

بالتالي يمكنها السقوط على المدينة حتى قبل دوي صفارات الانذار ليتمكن السكان من النزول إلى الملاجىء.

يقول أوليغ خروموف "الصواريخ تعبر فوق رؤوسنا (...) لكن المقاهي مكتظة وكلنا متصلون بالإنترنت. المدينة متداعية ومتحضرة في آن".

شارك هذا الأوكراني البالغ من العمر 34 عاما في تأسيس حانة تعد من اولى الحانات التي أعيد فتحها بعد الغزو الروسي.

في هذا اليوم المشمس من أيام الأسبوع، الحانة مليئة بالرواد الذين يعملون على أجهزة الكمبيوتر أو يستمتعون فقط بالطقس الجميل.

يأسف أوليغ كروموف لأن كثيرين فروا من خاركيف وخاصة من النخبة المثقفة لهذه المدينة الجامعية.

ويقول "على القلائل الذين قرروا البقاء أن يحملوا عبء الحياة الثقافية المحلية".

"مدينة أبطال"
في ربيع 2022، حاصرت القوات الروسية خاركيف جزئيا قبل أن تنسحب منها في أيار (مايو). وتحولت المدينة إلى رمز للمقاومة.

يقول الطالب أندريه بانتشيشكو من مسرح أوبرا خاركيف الوطني "خاركيف مدينة أبطال لا يزالون يدافعون عن ثقافتها".

واستؤنفت التدريبات والعروض المسرحية مؤخرا في الطوابق السفلية للمسرح. بعد عام من التعلم عن بعد، عاد أندريه بانتشيشكو أخيرا إلى خشبة المسرح.

يضيف "أنا جئت لكن العديد من الطلاب يخافون من الحضور إلى خاركيف للدراسة".

ماريا بيلا بيغويل التي تعمل في مركز اجتماعي ثقافي عام للشباب، قررت أيضا العودة.

تقول الشابة البالغة من العمر 19 عاما "مدينتنا تتعرض للقصف ولكن البقاء فيها في غاية الأهمية وكذلك بقاء شبابنا معا". وتعتبر أن "مهمتها" هي "الدفع في هذا الاتجاه".

وتوضح أن هذه هي الطريقة التي تجد بها "الطاقة" عندما تستيقظ في الصباح حتى بعد ليلة من القصف وانقطاع التيار الكهربائي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف