أخبار

أمام معارضة متعثّرة

الهند تخوض انتخابات عامة يرجح فوز مودي فيها

ناخبات على وشك الإدلاء بأصواتهن في مركز اقتراع في هاريدوار في ولاية أوتارخاند في 19 نيسان (أبريل) 2024
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

هاريدوار: بدأت الهند الجمعة المرحلة الألأولى من انتخاباتها العامة التي يبدو فوز رئيس الوزراء الهندوسي القومي ناريندرا مودي مؤكّدا فيها، أمام معارضة متعثّرة.

منذ الصباح الباكر تشكّل طابور انتظار طويل أمام مركز الاقتراع في هاريدوار، وهي من أوّل المدن التي يبدأ فيها التصويت وتعدّ مدينة مقدّسة في العقيدة الهندوسية تقع على ضفاف نهر الغانج.

وقال غنغا سينغ وهو سائق عربة ريكشا يبلغ من العمر 27 عاما "أنا سعيد بالمنحى الذي ينحاه البلد وأدلي بصوتي وفي بالي ازدهار بلدي وليس رفاهي الشخصي".

أما غابار تاكور الذي يعمل مصوّراً للسائحين، فلم يخفِ ما يساوره من "غضب إزاء الحكومة"، مندّدا بـ"ازدهار مزعوم لم يصل إلى حيث" يعيش.

حثّ ناريندرا مودي الناخبين في الاقتراع الممتدّ على سبع مراحل إلى "ممارسة حقّ التصويت بأعداد قياسية"، لا سيّما منهم الشباب والذين يصوّتون للمرّة الأولى في حياتهم.

وهو صرّح عبر "إكس" أن "كلّ تصويت له قيمته وكلّ صوت له أهمّيته".

الضرب على الوتر الديني
أمّا حزب المؤتمر، أبرز الأحزاب المعارضة، فذكّر الناخبين على "إكس" أيضا بأن "من شأن تصويتهم أن يضع حدّا للتضخّم والبطالة والكراهية والظلم"، مردّدا "إحرصوا على التصويت" و"لا تنسوا أن تدلوا بأصواتكم".

وفي المجموع، سيُدعى 968 مليون هندي لانتخاب 543 نائبًا في الغرفة الدنيا في البرلمان، أي أكثر من عدد السكان الإجمالي للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا مجتمعة.

وتمتد عملية التصويت لأسابيع عدّة، على أن تكون المرحلة النهائية في الأول من حزيران (يونيو). وستفرز الأصوات في كل أنحاء البلد في الرابع من حزيران (يونيو). وعادة ما تعلن النتائج في اليوم ذاته.

وما زال ناريندرا مودي (73 عاما) يحظى بشعبية كبيرة بعد ولايتين زادت خلالهما الهند من نفوذها الدبلوماسي وثقلها الاقتصادي.

وأفاد استطلاع للرأي صدر عن معهد "بيو" العام الماضي أنّ 80 في المئة من الهنود لديهم نظرة إيجابية حيال مودي بعد قرابة عقد في السلطة.

وهو حقّق لحزبه "بهاراتيا جاناتا" المعروف اختصارا بـ "بي جاي بي" فوزين ساحقين في 2014 و2019، من خلال اللعب على الوتر الديني في أوساط الناخبين الهندوس.

وهذا العام، دشّن مودي في مدينة أيوديا معبدا كبيرا للإله رام أنشئ على موقع مسجد عمره قرون دمره هندوس متطرّفون. وحظي هذا الحدث بتغطية إعلامية واسعة النطاق وأقيمت احتفالات عامة في كل أنحاء الهند.

يقول موكيش دوبي، وهو كاهن في معبد هندوسي صغير في هاريدوار، إن لعب حكومة مودي على الوتر الديني هو "خداع" يهدف إلى صرف الانتباه عن الصعوبات الأكثر خطورة وإلحاحا التي تواجهها الهند، مع وجود الملايين من الشباب من خريجي الجامعات العاطلين عن العمل.

وقال لوكالة فرانس برس إن الهدايا الدينية لا فائدة منها إذا "لم يكن لدى الناس لا عمل ولا وطعام".

ولكن المحللين يعتبرون أن مودي هو الفائز في الانتخابات بحكم الأمر الواقع نظرا إلى أن ائتلاف أحزاب المعارضة لم يسمّ بعد مرشحه لمنصب رئيس الوزراء.

وتعزّزت فرص فوزه بفعل عدّة تحقيقات جنائية في حقّ معارضيه.

فالحسابات المصرفية لحزب "المؤتمر" مجمّدة منذ شباط (فبراير) بسبب خلاف حول إقرارات الإيرادات يعود إلى خمس سنوات.

ويُلاحق راهول غاندي (53 عاما) الذي يعدّ الشخصية الأبرز في المعارضة، بحوالى عشر دعاوى قانونية تمضي إجراءاتها ببطء. ويتهمه مسؤولون في حزب "بهاراتيا جاناتا" بالتشهير.

ويتّهم غاندي من جانبه الحكومة بالتسبب في تراجع الديموقراطية، وينتقد تبنّيها للمعتقد الديني للغالبية في الهند البالغ عدد سكانها 1,4 مليار نسمة على حساب أقليات كبيرة، ولا سيما 210 ملايين مسلم يشعرون بالقلق على مستقبلهم.

وعلّقت عضويته في البرلمان موقتا العام الماضي بسبب إدانته بتهمة التشهير.

وفي آذار (مارس)، صرح غاندي رئيس حزب "المؤتمر" الذي تولّى كلّ من والده وجدّه ووالد جدّه منصب رئيس الوزراء "ليس لدينا المال للقيام بحملتنا الانتخابية، ولا يمكننا دعم مرشحينا. لقد ضعفت قدرتنا على خوض المعركة الانتخابية".

وجاء في تقرير صدر الأربعاء عن جمعية "CIVICUS" الحقوقية أن ولايتي مودي شهدتا "نموذجا للقمع يقوم على نسف الديموقراطية والحيّز المدني".

خامس قوّة اقتصادية
في منطقة باستار التي تعدّ آخر معقل للتمرّد الماوي اليساري المتطرّف في ولاية تشاتيسغار(الوسط الشرقي)، يدلي المزارع بيرونغ كارما (35 عاما) بصوته تأييدا لتحالف المعارضة.

وهو قال لوكالة فرانس برس "قام مودي بسجن زعماء من المعارضة وأنا لا أستسيغ ذلك".

ولم يعد حزب "المؤتمر" الذي حكم البلد بلا انقطاع تقريبا طوال عقود بعد استقلال الهند سوى ظلّ ما كان عليه وهو لا يشارك في السلطة سوى في ثلاث ولايات من أصل 28 ولاية.

وقد شكّل زعماؤه تحالفا مع أكثر من عشرين حزبا محليا لمواجهة حزب "بي جاي بي" واستراتيجيته الانتخابية المحكمة والمموّلة بسخاء.

غير أن التحالف يتخبّط في خلافات حول تقاسم المقاعد وقد انسحب منه أحد زعمائه مؤيّدا الحزب الحاكم.

ويتّهم التكتّل حكومة مودي باستخدام القضاء لإبعاد بعض زعماء المعارضة الذين تستهدفهم تحقيقات جنائية بمن فيهم رئيس وزراء نيودلهي أرفيند كيجريوال الذي ألقي القبض عليه في آذار (مارس) الماضي بعد اتهام حزبه بمزاعم فساد مرتبطة بسياسة المشروبات الكحولية في المدينة.

وفي خلال حكم مودي، أصبحت الهند خامس اقتصاد في العالم متقدّمة على المملكة المتحدة، القوة الاستعمارية السابقة.

ويتقاطر زعماء الغرب إلى الهند لكسب ودّ هذا الحليف المحتمل في مواجهة النفوذ الصيني المتنامي، وذلك بالرغم من تحذيرات المدافعين عن حقوق الإنسان من تراجع حرّية الصحافة فيها.

ومنذ وصول مودي إلى السلطة في 2014، تراجعت الهند 21 مرتبة في التصنيف العالمي لحرّية الصحافة الذي تعده "مراسلون بلا حدود" لتحتل المرتبة 161 بين 180 بلدا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف