أخبار

وسط ضغوط غربية "في الكواليس" للحد من توسع الصراع

الشرق الأوسط يدخل المجهول بعد الضربة على إيران المنسوبة لإسرائيل

الرئيس الأميركي جو بايدن (وسط) مع نائبته كامالا هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن في البيت الأبيض بواشنطن في 11 نيسان/أبريل 2024 الرئيس الأميركي جو بايدن (وسط) مع نائبته كامالا هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن في البيت الأبيض بواشنطن في 11 نيسان (أبريل) 2024
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن: بعد سنوات من الضغوط الأميركية على إسرائيل لحضها على ضبط النفس، يدخل الشرق الأوسط ومعه الدبلوماسية الغربية في المجهول بعد الضربة المنسوبة للدولة العبرية في إيران.

تخوض إيران وإسرائيل حربا خفية منذ سنوات، تشهد عمليات اغتيال علماء إيرانيين متخصصين في المجال النوي وهجمات على إسرائيل ينفذها أنصار الجمهورية الإسلامية وفي طليعتهم حزب الله اللبناني.

وعلى مدى هذه السنوات، جعلت الولايات المتحدة من منع وقوع حرب واسعة النطاق أولويتها المطلقة.

لكن الهجوم غير المسبوق الذي نفذته حركة حماس في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) صدم إسرائيل وقوى تصميمها، ما حمل الرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته على السعي للحد من التصعيد في المنطقة بدلا من منع اشتعالها.

ورأت ميريسا كورما، مديرة برنامج الشرق الأوسط في مركز "ويلسون سنتر" الأميركي للدراسات، أن الهجوم الإيراني غير المسبوق بالصواريخ والمسيرات على إسرائيل والضربة المنسوبة إلى إسرائيل في إيران شكلا "منعطفا حقيقا لأنهما بدلا تماما قواعد الاشتباك بين الخصمين".

وتابعت أن هذه التطورات "أججت أيضا التوتر في المنطقة برمتها، وجعلت شبح حرب شاملة احتمالا مطروحا برأي العديد من دول المنطقة".

ودوّت انفجارات فجر الجمعة قرب قاعدة عسكرية في منطقة أصفهان بوسط إيران، لكن السلطات الإيرانية قللت من شأنها من دون أن تتهم إسرائيل مباشرة بالوقوف وراءها، فيما لم يصدر أي تعليق من إسرائيل على الهجوم.

لكن وسائل إعلام أميركية نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إنّ الانفجارات نجمت عن ضربة إسرائيلية على إيران رداً على الهجوم الإيراني بمئات الصواريخ والمسيّرات في 13 نيسان (ابريل) والذي توعدت إسرائيل بعده بجعل إيران تدفع الثمن.

إرغام إيران على تغيير حساباتها
ونفذت إيران هجومها ردا على ضربة نسبت إلى إسرائيل على القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من نيسان (أبريل) وأوقعت سبعة قتلى من الحرس الثوري بينهم ضابطان كبيران.

ورأى أليكس فاتانكا، مدير برنامج إيران في منظمة "معهد الشرق الأوسط" غير الحكومية، أن إسرائيل درست بالتأكيد عواقب الضربة في دمشق قبل شنها.

ورأى أن إسرائيل أرادت إرغام إيران، عدوها اللدود منذ الثورة الإسلامية عام 1979، على مراجعة إستراتيجية "محور المقاومة" التي تعتمدها والقاضية بنشر مجموعات مسلحة موالية لها ويمكنها تعبئتها في جميع أنحاء المنطقة، من العراق إلى لبنان مرورا بسوريا واليمن.

وقال فاتانكا "إنه نموذج في غاية البساطة، حيث أن إيران تقاتل خصومها في المنطقة بدون أن تضطر إلى خوض معارك معهم داخل الأراضي الإيرانية".

وتابع أن "هذه الحسابات البديهية تواجه اختبارا بسبب ما قام به الإسرائيليون، وبصورة متعمّدة بالتأكيد".

اختار بايدن النهج الدبلوماسي مع إيران، على غرار سلفه الديموقراطي باراك أوباما الذي أبرمت إدارته الاتفاق حول الملف النووي الإيراني في 2015 بعد مفاوضات مكثفة.

غير أن الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب، خصم بايدن في الانتخابات الرئاسية المقبلة في تشرين الثاني (نوفمبر)، انسحب من الاتفاق في خطوة أحادية وأعاد فرض عقوبات شديدة على إيران أضرّت باقتصادها من غير أن يكون لها أي تأثير على إستراتيجية طهران في المنطقة.

نجاح دبلوماسي بعد فشل؟
ويبدو أن الضربة المنسوبة إلى إسرائيل تجنبت استهداف مواقع نووية إيرانية، ولو أنها حملت رسالة واضحة إذ تؤوي المحافظة منشأة نطنز للتخصيب التي تعتبر محورية في البرنامج النووي الإيراني.

وقال علي واعظي، مدير برنامج إيران في مجموعة الأزمات الدولية، إن "إسرائيل أرادت أن تظهر لإيران ما يمكنها القيام به من دون أن تقوم به فعليا".

ويخشى مسؤولون أميركيون في حال تنفيذ إسرائيل ضربة مباشرة على منشأة نووية، أن تقوم طهران بتسريع برنامجها بهدف حيازة القنبلة الذرية، وأن يؤدي ذلك إلى نشوب حرب واسعة النطاق في المنطقة ويطلق سباقا مع خصوم إيران العرب مثل السعودية من أجل امتلاك السلاح النووي.

وأثارت الضربات على إيران وإسرائيل انتقادات من اليسار واليمين الأميركي على السواء لإدارة بايدن لاتهامها بالفشل في تحقيق الهدف الأساسي الذي حددته بعد هجوم السابع من تشرين الأول (أكتوبر) والقاضي بمنع وقوع حرب في المنطقة.

لكن الولايات المتحدة مارست في الكواليس ضغوطا على إسرائيل وإيران لإبقاء ضرباتهما ضمن حدود، وسعى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لتوجه رسالة بهذا الصدد إلى طهران عبر نظرائه الصيني والتركي الألماني وغيرهم.

وقالت ميريسا كورما إن "الجهود الدبلوماسية الأسبوع الماضي تركزت إلى حدّ بعيد على خفض التصعيد، ويبدو في الوقت الحاضر أنها تكللت بالنجاح".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف