أخبار

تقارب المسلحين الشيعة وحزب العمال الكردستاني نقطة خلاف

تركيا والعراق.. مصالح ومخاوف!

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بغداد: مصالح لا شك فيها، ومخاوف لا يمكن لعين أن تخطأها، هكذا يمكن اختصار علاقة تركيا مع العراق على مدار التاريخ، وبالطبع فالحاضر لا يختلف كثيراً عن مسارات التاريخ بين بلدين يجمعهما 300 كم من الحدود المشتركة.

بعد جفاء دبلوماسي دام سنوات، يبدو أن تركيا والعراق تعتزمان طي صفحة الخلاف من اجل تمهيد الطريق نحو توافق شامل حول مجموعة من القضايا.

ولعل الزيارة التي يقوم بها الرئيس طيب رجب أردوغان ابتداء من الاثنين 22 نيسان (أبريل) 2024 إلى بغداد تمثل ذروة هذه الدينامية المتواصلة.

رغم ذلك فإن تذليل العقبات قد يصطدم بقضايا خلافية تستوجب حلها وفقاً لتقرير "مونت كارلو الدولية"، وقد شهدت الأشهر الأخيرة موجة من النشاط الدبلوماسي بين البلدين، توجت بالتوصل إلى اتفاق مهم في بغداد شهر آذار (مارس) 2024.

وعندما زار رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني تركيا في آذار (مارس) 2023، كانت ملفات الأمن والتجارة والمياه وطريق التنمية على رأس جدول أعماله.

التاريخ شاهد على عدم الاستقرار
يتقاسم البلدان أكثر من 300 كيلومتر من الحدود، ونهري ــ دجلة والفرات ــ ويشتركان في الكثير من المصالح والمخاوف المشتركة، وقد اتسمت علاقتهما تاريخيا بعدم الاستقرار ومد وجزر.

طالما شكل تواجد حزب العمال الكردستاني المناهض لتركيا في الأراضي العراقية أهم القضايا الأمنية بين البلدين، وهو ما فتح وفق مراقبين الباب أمام التواجد العسكري التركي داخل العراق، إذ بحسب الحكومة التركية هناك 40 قاعدة عسكرية داخل العراق بالإضافة إلى تنفيذ تركيا مئات الهجمات الصاروخية والهجمات بالطائرات المسيرة داخل العراق تستهدف مقاتلي حزب العمال الكردستاني.

"العمال" إرهابي؟
في زيارته، طلب وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان من الحكومة العراقية تصنيف حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية بشكل علني كشرط أساسي لبدء صفحة جديدة لحل الصراع الأمني بين الطرفين، لكن الجماعات المسلحة الشيعية في العراق تربطها علاقة جيدة بحزب العمال الكردستاني وتبرر ذلك بأن مقاتلي الحزب يساعدون في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية لدرايتهم الكبيرة بتضاريس المنطقة، والأهم من ذلك، أن الفصائل العراقية وإيران ترى حزب العمال الكردستاني كأداة ضغط على تركيا في كثير من الأحيان.

خلال الانتخابات الرئاسية التركية الأخيرة، انقسمت الأحزاب السياسية وقواعدها الانتخابية بكردستان العراق، بين مؤيدي أردوغان وكليجدار أوغلو بناء على توجهاتهم الأيديولوجية والجيوسياسية.

وفيما كان الموجه السياسي الرئيسي، الحزب الديمقراطي الكردستاني، يفضل الاستمرارية، دفع ثاني أكبر حزب، الاتحاد الوطني الكردستاني، باتجاه تشكيل إدارة جديدة. وأعرب الاتحاد الوطني الكردستاني عن قلقه من أن الموجة الحالية من قصف الطائرات بدون طيار التركية وحظر المطار الذي يستهدف السليمانية، معقله، قد يستمر بل ويتفاقم، كما عبر أحد مسؤولي الاتحاد الوطني الكردستاني.

السيطرة على سماء كردستان
وامتد استخدام الطائرات بدون طيار إلى المناطق الحدودية الجبلية وحدود محافظة ديالى كلار شمالي بغداد. وتسيطر تركيا على سماء إقليم كردستان العراق عبر طائرات مسيرة وتغلق مجالها الجوي أمام مطار السليمانية العراقي حتى الثالث من تموز (يوليو) مع احتمال التمديد. وبالإضافة إلى ذلك، تنشط تركيا بشكل كبير على الأرض. وهذا ما يقلق الاتحاد الوطني الكردستاني وبغداد، وقد وافقت الأخيرة على التوسط بين الاتحاد الوطني الكردستاني وجهاز الاستخبارات الوطني.

خلافات اقتصادية
يعد الاقتصاد بمثابة ركيزة مهمة للعلاقات التركية العراقية، خاصة وأن العراق يمثل ثالث أكبر وجهة للصادرات التركية فيما تشكل تركيا سوقا رئيسية للنفط العراقي، هذا الأمر قد يساعد على إيجاد فرص حل نزاعاتهما النفطية. علاوة على ذلك، يوفر مشروع الطريق التنموي أساسًا هيكليًا للشراكة بين العراق وتركيا.

من بين القضايا العالقة بين البلدين تصدير نفط كردستان العراق، إذ لا يرجح مراقبون أن تسمح تركيا بمرور النفط عبر خطوط الأنابيب دون إعادة التفاوض مع بغداد. ناهيك عن ذلك، يرتقب أن يوفر مشروع ميناء الفاو الكبير، إذا تم بناؤه، فوائد كثيرة لتركيا.

العراق من جانبه يرى أن النفق الذي يعتبر جزءا من الطريق الرابط ما بين ميناء الفاو والطريق السريع أو الطريق الدولي الذي يربط العراق بالأردن ومستقبلا بتركيا عنصر مهم في إنشاء ممر نقل أقصر بين الشرق الأوسط وأوروبا، بهدف تعزيز الإيرادات التجارية من نقل البضائع.

ومن المتوقع أيضا أن يحقق مشروع السكك الحديدية والطرق، الذي يمتد من البصرة إلى تركيا، مزايا اقتصادية كبيرة لكلا البلدين. ومع ذلك، تواجه المبادرة العديد من التحديات، خاصة فيما يتعلق بموقف الجهات الفاعلة الإقليمية. خاصة وأن إيران، وهي قوة إقليمية كبرى، لم تتخذ موقفا نهائيا بعد بشأن المشروع، فلا هي تؤيده ولا تعارضه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف