"رد بيرد" تقول إن الصفقة "لم تعد ممكنة" بسبب تدخل من الحكومة
أبوظبي تسحب عرضها للاستحواذ على التلغراف البريطانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من لندن: قالت مجموعة الاستثمار "رد بيرد آي.إم.آي" إنها ستبيع مجموعة "ديلي تلغراف" بعد أن قررت سحب عرض استحواذ كانت قد قدمته، وذلك لأن الصفقة "لم تعد ممكنة" بسبب تدخل من الحكومة البريطانية.
وأعلنت "رد بيرد آي.إم.آي" (RedBird IMI) المدعومة من أبوظبي انسحابها من صفقة الاستحواذ على "التلغراف" و"ذا سبكتيتور" المعروضتين للبيع، معلنةً أن ملكيتها "لم تعد مجدية".
وسيطرت "رد بيرد" فعلياً على صحيفة "ديلي تلغراف" ومجلة "سبكتيتور" في كانون الأول (ديسمبر)، عندما سددت ديون عائلة باركلي المالكة لهما، بما في ذلك قرض بقيمة 600 مليون جنيه إسترليني (753 مليون دولار) مقابل حقوق الملكية. لكن هذه الخطوة واجهت بالفعل تدقيقا من الجهات التنظيمية البريطانية، وبلغت ذروتها في سحب الحكومة البريطانية للصفقة، وإدخال تعديلات على قوانين الأسواق الرقمية والمنافسة والمستهلكين.
وباتت الصفقة التي تقف وراءها حكومة أبوظبي في حكم الميتة بعد نشر بريطانيا القوانين التي تحظر على الحكومات الأجنبية والمسؤولين الأجانب شراء حصص مباشرة في أرصدة الصحف. مما يوجه الضربة القاضية لمحاولة شراء مجموعة "ريد بيرد اي أم أي" التي تدعمها الإمارات بقيمة 600 مليون جنيه إسترليني.
تشريع بريطاني
بيد أن حكومة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك سددت ضربة قاضية للصفقة عندما قالت إنها ستمنع الحكومات الأجنبية من امتلاك الصحف. ونجحت حكومة سوناك في كانون الثاني (يناير) بإقرار تشريع يحظر على الدول الأجنبية امتلاك الصحف والمجلات الإخبارية البريطانية.
وكشفت حكومة سوناك عن التشريع الذي سيصبح جزءا من القوانين في الأسابيع المقبلة. وجاء على شكل تعديل لقانون التجارة لعام 2002 الذي يمنع القوى الأجنبية من تملك أرصدة في صحف بريطانية.
ويوسع التشريع الجديد التعريف الحالي لـ"القوى الأجنبية" المستخدم في قانون الأمن القومي لعام 2023، والتأكد من شموله على دول أخرى تتصرف بصفة خاصة وتستثمر ثرواتها الخاصة. وهذا يعني أن الدول الأجنبية لا يمكنها شراء أسهم في أي مجموعة صحافية، كما يشمل التعريف: رئيس الدولة الأجنبية، حكومة أجنبية، سلطات مسؤولة عن إدارة شوؤن مجال في دولة أجنبية، أحزابا حاكمة ومسؤولين في الأحزاب الحاكمة.
ويعني القانون الجديد أن حالات الاستحواذ على صحف سيتم إحالتها لسلطة المنافسة والأسواق وبتدخل حكومي؛ لأن استحواذ دولة أجنبية على صحيفة بريطانية قد يؤثر على سياسة الصحيفة. وستكون السلطة مجبرة على دراسة أي عملية استحواذ، ولو تبين أن الدمج مع مؤسسات صحافية سيؤدي لملكية دولة أجنيية، فعندها يصبح على الوزراء واجب تنفيذ القانون ومنع أو حل الدمج.
لكن التعريف المقترح يشمل إعفاءات خاصة لصناديق الثروة السيادية التي تقوم باستثمارات سلبية تحت عتبة معينة.
التلغراف للبيع
وأكدت مجموعة "ريدبيرد آي إم آي" عزمها على الانسحاب من صفقة الاستحواذ المقترحة على مجموعة التلغراف الإعلامية والمضي قدمًا في عملية البيع. وقالت المجموعة في بيان "ما زلنا نعتقد أن هذا النهج كان سيعود بالفائدة على قراء "التلغراف" و"ذا سبكتيتور" وصحفييها والمشهد الإعلامي في المملكة المتحدة. أضاف البيان "للأسف، من الواضح أن هذا النهج لم يعد ممكناً".
وكانت مجموعة "ريدبيرد آي إم آي" أجرت محادثات مع مسؤولي وايت هول حول هيكلية عملية البيع. وشملت المناقشات إمكانية بيع صحيفتي "التلغراف" و"ذا سبكتيتور" بشكل منفصل.
وقالت "ريدبيرد" الثلاثاء إنها تحتفظ بالسيطرة على عملية المزاد المقبلة، وأن إمكانية التقسيم ستعتمد على العروض التي تتلقاها.
كما أكدت أن مجموعة "راين"، التي اشتهرت في بريطانيا بأدوارها في الصفقات الأخيرة التي شملت ناديي مانشستر يونايتد وتشيلسي لكرة القدم، وروبي وارشو قد تم اختيارها لتقديم المشورة للصندوق بشأن المضي قدمًا في صفقة البيع.
وتحظى "رد بيرد" بدعم من منصور بن زايد آل نهيان، أحد أفراد الأسرة الحاكمة في أبوظبي ومالك نادي مانشستر سيتي لكرة القدم. وقالت رد بيرد إن التركيز الآن ينصب على الحصول على أفضل قيمة لصحيفة "ديلي تلغراف" ومجلة "سبكتيتور" اللتين تميلان إلى تيار اليمين، وتعدان مقربتين من حزب المحافظين الحاكم.
الاستحواذ في الإعلام مختلف عن الرياضة
وكانت وزيرة الثقافة والإعلام والرياضة البريطانية لوسي فريزر، قالت في وقت سابق لقناة “أي تي في” إنه لا توجد "معايير مزدوجة" من ناحية السماح لأحد أفراد الأسرة الحاكمة في أبو ظبي شراء نادي مانشستر سيتي، ومعارضة الاستحواذ على التلغراف من نفس العائلة، لأن موضوع الصحيفة "مختلف بالكامل". وأضافت فريزر "نعتقد أن الصحافة في هذا البلد حرة، ووظيفة الإعلام هي محاسبة السلطة، وليس من المناسب أن تمتلك حكومة بريطانيا صحيفة، كما أنه من غير المناسب تملك حكومة أجنبية صحيفة"، و"لكننا منفتحون للتجارة والاستثمارات الأجنبية في مجالات أخرى مثل كرة القدم".
عائلة باركلي
واشترى التوأمان فريدريك ودايفيد باركلي مؤسسة "التلغراف" الإعلامية في 2004 مقابل 665 مليون جنيه إسترليني من شركة "هولنغر" عقب فصل كونراد بلاك، الرئيس التنفيذي للمجموعة آنذاك، من منصبه. وتوفي ديفيد باركلي عام 2021 بينما يدير أعمال المجموعة في الوقت الحالي ابنه آيدان.
وتمتد أعمال مؤسسة "التلغراف" إلى ما هو أبعد من الصحافة، إذ تمتلك شركة الشحن "يوديل".
وكانت عائلة باركلي تمتلك فندق "الريتز" في لندن قبل بيعه في 2020. وكشف بيع الفندق الأيقوني عن صدع كبير في العلاقات بين أسر الشقيقين، الذي بدا جلياً في اتهامات متبادلة بينهما بالتجسس التجاري في شكل تنصت على اجتماعات العمل.
جهات مهتمة بالشراء
ولو أعيد طرح المزاد، فلن يكون هناك نقص في مقدمي العروض، ففي تشرين الثاني (نوفمبر)، عبّر لورد روذمير، المدير التنفيذي لديلي ميل، وجنرال تراست، عن رغبة بالمشاركة في المزاد وذلك خلال مقابلة مع صحيفة “التايمز”. وفي العام الماضي، عبّر السير بول مارشال، مؤسس “المحفظة الوقائية مارشال ويس” عن اهتمام بالتلغراف. وكذا ناشونال وورلد التي يترأسها ديفيد مونتغمري.